رغم تقدمها الملحوظ في السن.. ومع انحناء ظهرها الشديد عبرت الشارع الي المدرسة التي بها اللجنة الانتخابية بصعوبة شديدة ، حالها جذبني إلي الأخذ بيدها لأساعدها في عبور الطريق المؤدي الي المدرسة.. وطرحت عليها السؤال الذي شغلني " من ستقومي بانتخابه يا حاجة؟" فإذا بإجابة غريبة لم تخطر لي ببال ولا تتماشى وإصرارها على الانتخاب " أنا هنتخب اللي هلاقي الناس بينتخبوه ، أنا نازلة يابنتي بس ..علشان الغرامة!" لم تكن هذه الحالة خاصة بتلك السيدة فقط.. فالكثير من المتوجهين إلي اللجان الانتخابية وخاصة البسطاء لم يذهبوا إلى صناديق الاقتراع إلا خوفا من الغرامة التي فرضتها اللجنة العليا للانتخابات. زيارة وبالمرة "هصوت" تقول "ه. ط ": أنا هترك منزلي في المطرية وهنزل لحلوان لأن لجنتي الانتخابية عند أمي، وأنا لا أعرف أحدا من مرشحي حلوان، ولا أعرف أي شيء عن الأحزاب إلا أسماءها فقط بل إن الكثير منها أسمع اسمها اليوم لأول مرة .. فالانتخابات تم إقرراها في وقت قصير جدا، ولم تكن أمامنا فرصة لمعرفة الأحزاب أو المرشحين الفرديين، ولم يسعفنا التلفاز في معرفة جداول الأحزاب.. وبناء عليه سأذهب لزيارة الأسرة وبالمرة أعطي صوتي بدلا من تطبيق الغرامة..! الحاجة "ط. ه "تقول : قالولي في المسجد انتخب حزب "....." الاسلامي، وبناء عليه قررت انتخابه فأنا لاأعرف أي جدول انتخابي عن أي شخصية أخرى اللهم إلا بعض الأغاني التي نسمعها عبر العربات التي تقوم بالحملة الانتخابية لهم.. ومادام كده كده هانتخب علشان الغرامة يبقى انتخب اللي الناس عارفينه ! مرتبي نصف الغرامة! الأمر مماثل ل" س. ب" التي تقول :" هضطر أنزل وأنا حامل وأعطي صوتي لأي أحد حتى لا يتم حجز مرتبي بناء عل ماقاله رئيس اللجنة العليا للانتخابات" وتتساءل: أليس الأولى أن أتوقف عن التصويت بدلا من إعطاء صوتي لمن لا أعرفه؟ فماذا لو تركوا لكل فرد الحرية في أن يعطي صوته لمن يستحق أو يحجبه؟ كذلك الحاجة " ف. ش" تقول: " هنزل الانتخابات حتى لا أتعرض لأية غرامة، فزملائي أخبروني أن من يمتنع عن الانتخاب سوف يفرض عليه غرامة ، ولأن مرتبي 250 جنيه أول عن آخر ..معنى كده إني مش هلاقي اكل لمدة شهرين ..!