نعم انا وجدت الحل اعتقد ان الاستاذ سعيد جارنا مهتم بتلك الاشياء ومؤكد انه سيفيدنى وفى صباح يوم الجمعة وبعد انتهاء صلاة الجمعة تحديدا تقابلت مع الاستاذ سعيد اثناء خروجه من المسجد وجلسنا سويا على احد المقاهى القريبة من منازلنا -والله يااستاذ سعيد انا كنت عاوز اروح انتخب السنة دى رد الاستاذ سعيد بحماس -هايل يأستاذ امين ده صوتك امانة ده حقك الد........قاطعته لاننى لست بحاجة للمزيد من هذا الكلام ... -ايوة لكن انا معرفش حد خالص فياريت يعنى لو ترشحلى انت حد انتخبه رد عليا الرجل بحدة مبالغ فيها -ايه ده ياراجل انت بتقول ايه ارشحلك حد هو احنا بنشترى طماطم ياامين دى انتخابات يعنى انت اللى لازم تختار اللى هيمثلك فى المجلس شوف.... انا ممكن اخدمك برضه انت ممكن تسألنى على اى مرشح وانا اقولك رأيى فيه وفى برنامجه وبعد كده انت حر ..اختار اللى يعجبك اعجبتنى الفكرة رغم انها سخيفة الى حد ما وسألته عن احد المرشحين ...كانت لافتاته معلقة امام المقهى رد علي قائلا -والله هو مش قد كده يعنى...انا مستحيل انتخبه...بس انت حر غادرنا المقهى وانا طوال الطريق اتساءل مارأيك بفلان واشاور على اللافتات المعلقة بالشوارع وكانت اجاباته تأتى هكذا متوالية -انتخبناه السنة اللى فاتت ومعملش حاجة.. -لالالا بلاش الراجل ده انا عارفه شخصيا...بلاش...بلاش -ياعم بلاش الناس دى مانتتخبش حد منهم كنت قد مللت من الاسئلة فقررت ان اسأله سؤالا اخير -هو انت هتنتخب مين؟ وكأنه كان ينتظر السؤال أخذ يكلمنى عن احد المرشيحن ويمدح فيه ويذكر صفاته الجميلة وفى النهاية قال - ده احسن واحد فيهم وانا هنتخبه وكل الناس هتنتخبوا وقتها كنت وصلت لقمة الملل وكان لسان حالى يقول -ياشيخ منك لله ماكان من الاول بدل ماسمعتنى الكلمتين اياهم دول...ده انت راجل ممل وماعندكش ضمير والله تدوخنى كل ده علشان برضه انتخب اللى انت عاوزه...انا اللى غلطان من الاول وصلت بيتى وقد استقريت على المرشح الذى سينتخبه سعيد وفى يوم السبت ذهبت لعملى وفى اثناء ركوبى للميكروباص سمعت احد الركاب يتكلم عن الانتخابات وعن احد المرشحين الذين سألت عنهم الاستاذ سعيد ولكنه لم يشجعنى على انتخابه ووجدت كلامه عنه مختلف تماما ويقول انه رجل نزيه ومحترم وهو افضل المرشحين فعلا زادت حيرتى ولكنى قررت ان انتخب هذا الرجل خصوصا واننى شعرت بأن الاستاذ سعيد له مصلحة ما عندما ينجح الشخص الذى سينتخبه وفى صباح يوم الانتخابات استيقظت مبكرا وارتديت ملابسى وجلست مع اسرتى كان اولادى سعداء جدا وفرحين بأن والدهم شخص ايجابى وسيذهب لأداء واجب وطنى وهذا ماجعلنى أشعر بأننى جندى ذاهب الى معركة او مناضل قومى وكنت فخور بنفسى جدا وفى ساعة الصفر وضعت بطاقتى الانتخابية بمحفظتى و نزلت الى الشارع متجها الى اللجنة الانتخابية كانت الساعة تعدت الثانية ظهرا وكانت الشوارع مزدحمة كنت أريد ان يعرف جميع الناس اننى ذاهب للانتخاب وما ان اقتربت من اللجنة حتى وجدت سيارة اسعاف تقف امام الباب وبعض الاشخاص يحملون رجلا ويضعونه فيها توقفت قليلا قبل ان اقترب اكثر لأجد ماذا يحدث وجدت الشرطة تقبض على رجلا وتضعه فى سيارتها وهناك مشاجرات وسباب وزحام شديد فى تلك اللحظة دار حوار بينى وبين نفسى او بمعنى اوضح دار حوار بينى وبين ضميرى -ايه ياأمين واقف كده ليه ؟ ماتروح تنتخب وتخلص نفسك -اروح فين ده هناك ولا يوم القيامة ده الناس الاسعاف بتشيلهم -وانت مالك هو انت هتتخانق انت هتنتخب وتمشى -ياسلالالالالالالالالالام هو انا هستنى لما اخد كرسى فى دماغى ولا ضربة من اى حد - طيب والمرشح اللى انت رايح تنتخبه ده وصوتك اللى كنت هتديهوله -يعنى هو كان من باقية اهلى ولا صوتى اللى كان هينجحه؟ لو له نصيب هينجح ان شاء الله -طيب وولادك اللى مستنيينك فى البيت وفرحانين هتقولهم ايه؟ -اااااااااه هما دول المشكلة!!!!!!!!اعمل معاهم اييييه؟ سكت قليلا افكر فى موقف اولادى منى بعدما يعرفوا ان والدهم شخص جبان ولكن بعد لحظات خطرت على بالى فكرة جهنمية استدرت مرة اخرى عائدا الى المنزل ودخلت احد المكتبات واشتريت زجاجة حبر احمر وقمت بإغراق إبهامى فيها ثم تخلصت من الزجاجة ووصلت المنزل -وجت سليمة الحمدلله:)