رأت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن فوز حزب العدالة والتنمية الإسلامى فى الانتخابات البرلمانية المغربية، يعد مؤشرا على أن الموجة التى بدأت تهب على منطقة شمال إفريقيا فى طريقها إلى الاتساع . وقالت الصحيفة إن فوز هذا الحزب ذى النزعة الإسلامية، ومن قبله فوز حزب "النهضة" الإسلامى فى تونس يؤكد أن التيار الإسلامى قادم لا محالة. وأشارت الصحيفة إلى أن الحزب حصد 80 مقعدا من مقاعد مجلس النواب بخلاف المقاعد المخصصة للنساء والشباب، يليه حزب الاستقلال المحافظ الحاكم الذى فاز ب 45 مقعدا ثم حزب التجمع الديمقراطى للأحرار اليمينى الذى فاز ب 38 مقعدا. ومعنى ذلك أنه الحزب الذى سيعين رئيس الوزراء المقبل وفقا للدستور الجديد. وإذا كان هناك من يتخوف من الحزب ذى المرجعية الإسلامية، فإن الأمر أصبح واقعا وهو ما جعل البعض يقول "ليأخذ الحزب فرصته وننتظر ونرى". ورغم قوز الحزب بأكبر المقاعد فى المدن الكبرى مثل الدارالبيضاء الذى حصد فيها 11 مقعدا، إلا أن الرسالة الأقوى كانت فوزه فى المناطق الفقيرة والدوائر الموجودة فى الصحراء والقرى وهى المعقل الرئيسى لحزب الاستقلال، وهو ما يعنى أن المغاربة يرفضون الحزب الحاكم الموالى للملك. إلا أن الحزب لن يجد مفرا من تشكيل حكومة ائتلافية تضم أحزابا أخرى وعلى رأسها التحالف الموالى للملك محمد السادس والذى يضم ثلاثة أحزاب هى الاستقلال المحافظ والاتحاد الاشتراكي والتقدم الاشتراكي اليسارى. ونقلت الصحيفة عن "عبدالإله بنكير" رئيس الحزب قوله "إن ماحدث فاق توقعاتنا"، وقال "بنكير" إنه حتى قبل إعلان النتائج الخاصة بالمقاعد المخصصة للشباب والنساء، حصد الحزب 80مقعدا من 288 مقعدا ومن المتوقع أن يحصد مابين 10 -20 مقعدا فى مقاعد النساء والشباب، وهو ما يعنى أن الحزب سيكون لديه 100 مقعد تقريبا فى مجلس النواب البالغ عدد نوابه 395نائبا، وهو رقم جيد. وقالت "الجارديان" إنه بهذا النصر سيصبح حزب العدالة والتنمية من أفضل الأحزاب التى حققت نجاحا فى تاريخ المغرب تقريبا.