عادت الفنانة مى سليم هذا العام لدراما رمضان بدور «صحفية» لديها طموح وقدر كبير من خفة الظل.. فى مسلسل «هى ودافنشى» حاولت «مى» تقديم نفسها فى شكل جديد، فرغم جدية محتوى العمل، إلا أنها تمثل الجانب المرح فى الموضوع، وتعتبر أن العمل يخاطب الضمير الإنسانى ويحارب الفساد، المسلسل بطولة ليلى علوى وخالد الصاوى ومن إخراج عبدالعزيز حشاد، وقد حقق نسبة مشاهدة كبيرة بالرغم من ارتفاع مؤشر المنافسة بين الأعمال والتى اجتمعت الآراء على أنها قليلة فى الكم وغزيرة فى الافكار ومستوى الطرح.. حول ملامح شخصيتها فى مسلسل «هى ودافنشى» وحال الموسم الدرامى وسبب ابتعادها عن الغناء فى الفترة الاخيرة دار هذا الحوار: بداية كيف ترى مى سليم موسم الدراما فى رمضان الماضى؟ - أرى أن هذا الموسم كان قويا جدا لأن عدد النجوم كبير وجميعهم بذل مجهوداً كبيراً من أجل تقديم عمل يرضى الجمهور والنقاد، فى هذا الموسم اجتمع «الزعيم» عادل إمام و«الساحر» محمود عبدالعزيز ويسرا ويحيى الفخرانى.. كل هذه الأسماء تستحق الاحترام ولديها رصيد كبير فى قلوب الناس، هذا بالإضافة إلى أن جيل الشباب أيضاً الذى حاول تقديم أعمال مختلفة سواء على مستوى الفكرة أو مستوى الصورة والتكنيك. وما المعيار الذى تعتمدين عليه فى اختيار أدوارك الفنية؟ - الورق هو الذى يجذب الفنان، أنا مثل أى فنان أو فنانة يريد أن يقدم عملاً جيداً يعيش فى أذهان الناس، لذا أهتم بالورق وإذا وجدت أنه يناقش قضية حيوية ولديه أبعاد أتمسك به جداً وأبذل كل ما فى وسعى من أجل أن تصل الشخصية المكتوبة على الورق إلى الناس بشكل جيد ومحترم. ولكن لماذا تتألق مى سليم ثم تختفى وتعود؟ - الاختفاء والظهور أمر ليس مقصوداً كل الأمر أننى كما قلت فى موضع سابق أبحث عن عمل جيد، وليس سهلاً أن تجد شخصية تستفز طاقة الفنان بداخلك وتدفعك أن تتمسك بها. وما المغرى فى دور «داليا» الصحفية؟ - بصراحة شديدة لم أتردد فى قبول شخصية «داليا»، أنا أجسد فى العمل دور صحفية لديها طموح كبير وتتمنى طوال الوقت أن تحقق ذاتها، وإلى جانب كونها صحفية جادة فهى تمتلك روحاً طيبة وخفة ظل، وأرى أن هذه الشخصية تمثل مصدر البهجة فى مسلسل محمل بكثير من الأفكار ويناقش قضية الضمير الإنسانى وكيف يتعامل الإنسان مع واقع صعب ليس من صنع يده. هل حدث تعديل فى ملامح الشخصية؟ - بصراحة شديدة القصة كتبها محمد الحناوى بشكل جذاب ونالت إعجاب الجميع ولكنى أضفت على شخصية «داليا» مساحة من المرح حتى يحبها الجمهور ولو تأملت العمل جيداً ستكتشف أن شخصيتى هى الوحيدة التى ترسم الابتسامة فى المسلسل. البعض يرى أن الشخصية سهلة ولا تحتاج إلى تحضير؟ - لا توجد شخصية سهلة، التمثيل هو فن التقمص والتحول من شخص حقيقى إلى شخصية جديدة من لحم ودم، ولذا أنا أجتهد فى كل الأعمال التى أقدمها لأن هدفى هو ترك انطباع إيجابى لدى المشاهد الذى أرى أنه أصبح واعياً جداً وقادراً على الفرز والاختيار. وما أصعب مشهد بالنسبة لكِ فى العمل؟ - كل المشاهد صعبة جداً، لأن الشخصية كما قلت تمثل البهجة فى عمل محمل بالعديد من الأفكار، وأنا بطبعى أتعامل مع كل المشاهد على أنها صعبة وتحتاج مجهوداً كبيراً فى التنفيذ، الاستسهال قد يكلف الفنان الكثير، والفنان الذى يبحث عن النجاح يجتهد من أجل قراءة أبعاد وملامح شخصياته. وكيف كان التعاون مع الفنانة الكبيرة ليلى علوى؟ - ليلى علوى فنانة كبيرة ومتواضعة وهى متعاونة إلى حد كبير، ولا أبالغ إذا قلت إن مجرد وجودها فى «لوكيشن» التصوير كفيل بأن يجعل الهدوء يسيطر على المكان، فهى تتعامل مع التمثيل على أنه هواية ومتعة وليس عملاً لذا تجد أداءها راقياً جداً وغنياً، كما أنها لا تبخل بالنصيحة على زملائها وتحاول احتواء الجميع. حدثينا عن ردود الأفعال التى وصلتك حول دورك فى العمل؟ - «هى ودافنشى».. حدوتة اجتماعية ولمست تفاعل الناس معها وحرصهم على المتابعة، هذا بالإضافة إلى أن رد فعل الجمهور حول الشخصية التى قدمتها فى المسلسل جاء خارج توقعاتى تماماً، فقد تلقيت إشادة من الجمهور فى مصر وخارجها وهذا الأمر أسعدنى جداً. وهل هذا يدفعك لتقديم عمل كوميدى خالص؟ - أتمنى أن أقدم عملاً كوميدياً، لأن الفنان مطالب بأن ينوع فى اختياراته وأعماله الفنية وحتى يشبع طاقة الفنان بداخله ويرضى جمهوره. البعض تصور أن مى سليم سوف تغنى فى مسلسل «هى ودافنشى»؟ - الشخصية لا تحتاج إلى ذلك، أجسد دور صحفية وفكرة الغناء فى العمل لم تطرح على الإطلاق وهذا الأمر لم يغضبنى بالعكس لأنى مؤمنة بشخصية «داليا» الصحفية فلا يوجد مجال للغناء فى العمل. إلى أى جانب تميل مى سليم الغناء أم التمثيل؟ - إلى الغناء والتمثيل بكل تأكيد.. أعرف أن التمثيل خطفنى فى الفترة الأخيرة من الغناء ولكنى سوف أقوم بعد العيد مباشرة بالتحضير لألبوم جديد، وسوف يجد الجمهور فى هذا الألبوم أفكاراً جديدة وألحاناً مختلفة.. فقد اخترت مجموعة متميزة من الأغانى وسوف أبدأ الانتقاء والتحضير بعد العيد.. فأنا أعشق الغناء بقدر حبى للتمثيل وسعيدة بكل الخطوات التى حققتها فى مشوارى الفنى. متى نرى مى سليم بطلة مطلقة؟ - البطولة المطلقة لا تشغلنى على الإطلاق بالعكس أنا مؤمنة جداً بفكرة البطولة الجماعية وكل الأعمال التى شاركت فيها تعتمد على هذا الأمر، وقد حققت تجاوباً ونجاحاً كبيراً مع الجمهور.. المهم هو أن أقدم أدواراً مؤثرة، وبالمناسبة مساحة الدور أيضاً لا تشغل بالى لأن مشهداً واحداً كفيل بأن يترك أثراً كبيراً فى وجدان المشاهد أكثر من مسلسل كامل مكون من 30 حلقة.