استقبل المصلون ورجال الدين فى العديد من المحافظات الخطبة المكتوبة التى أقرتها وزارة الأوقاف بمشاعر متباينة. الأوساط السلفية من جانبها، رفضت الخطبة باعتبارها اعتداءً على حق أصيل للخطباء والأئمة. فيما اعتبرها من ينادون بتجديد الفكر الدينى تحول دون قدرة الدعاة على الاجتهاد والاستنباط، ما يضرب فكرة التطوير من أساسها فى مقتل. غير أن فريقاً من المؤيدين لوزير الأوقاف يرى فى الخطبة الموحدة حصن أمان للحيلولة دون نشر الأفكار التى تحض على العنف وتدعو للخروج على الشرعية. فى القاهرة، انطلقت الخطبة المكتوبة تصدح عبر العديد من المساجد، وفى مقدمتها التاريخية، حيث حرص أئمة الأوقاف على الالتزام بها حرفياً، واختلف الأمر بالنسبة للمساجد السلفية. وقد أدى اللواء أحمد تيمور، القائم بأعمال محافظة القاهرة صلاة الجمعة، بمسجد عمرو بن العاص بحضور أ. د. محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، والدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، والكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة، وعدد من قيادات محافظة القاهرة، بمناسبة الاحتفال بعيد القاهرة القومى الموافق 6 يوليو الجارى. وصرح اللواء أحمد تيمور، بأن المحافظة تحتفل كل عام بذكرى تأسيس مدينة القاهرة على يد القائد جوهر الصقلى عام 969م بأمر من الخليفة المعز لدين الله الفاطمى الذى يوافق 6 يوليو. وأشار وزير الأوقاف فى خطبة الجمعة إلى خطورة المال الحرام، وأثر الأموال المحرمة على الأفراد والمجتمعات، وضرورة تحرى المال الحلال وصور المال الحرام، ومنها استباحة المال العام، وأكل أموال الناس بالباطل، وأكل مال اليتيم، وأكل حق الغير فى الميراث، والمال المكتسب بالرشوة أو الغش أو تطفيف الميزان والكيل، وأدلة ذلك من القرآن الكريم والسنة النبوية. وفى الفيوم لم يلتزم العديد من خطباء الجمعة بالنص الحرفى للخطبة التى اعتمدتها ووزعتها الأوقاف، ففى مسجد خالد بن الوليد بقرية شكشوك فى مركز إبشواى لم يلتزم خطيب الجمعة بالقراءة من ورقة، فى حين أنه التزم بموضوع الخطبة الذى كان يدور حول المال الحلال، والبُعد عن المال الحرام. وفى مسجد رياض الصالحين فى حى باغوص بمدينة الفيوم لم يقرأ الإمام من الورقة، واجتهد فى معالجة موضوع الخطبة، وتكرر الأمر فى مسجدى الرحمن وأم المؤمنين بمدينة الفيوم، حيث لم يلتزم الخطيبان بالقراءة من الورقة، وإنما تناولا الموضوع الرسمى دون التقيد بالنص الحرفي. وفى مسجد أبوالنور بقرية دار السلام بمركز طامية، لم يلتزم الخطيب بقراءة الخطبة فى حين التزم بموضعها، وتكرر الأمر فى مسجد الهداية بقرية هوارة عدلان بمركز الفيوم. وفى مسجد دار الرماد الشرقى بمدينة الفيوم وفى مسجد الغفران. كانت التعليمات قد صدرت للأئمة بالحصول على الخطبة مكتوبة يوم الأربعاء من كل أسبوع من مديرية الأوقاف فى كل محافظة لقراءتها على المصلين يوم الجمعة، وهو ما لم يلتزم به جميع الخطباء فى محافظة الفيوم. وقد أكد الأوقاف أن نظام الخطبة الموحدة المكتوبة سيتم تطبيقه بداية من أمس الجمعة. وفى الإسكندرية، التزم أئمة الأوقاف بالإسكندرية، بالخطبة المكتوبة لأول مرة، بمساجد شرق المدينة بمناطق السيوف والفلكى وخورشيد والعوايد. كانت أوقاف الإسكندرية، قد شكلت قافلة ضمت 500 داعية أزهرى لأداء الخطبة المكتوبة فى مساجد وزوايا منطقة السيوف والفلكى وخورشيد معقل الأفكار المتطرفة بشرق بالإسكندرية. من جانبه، قال الدكتور عبدالناصر نسيم، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، إن الخطبة ليست إلزامية، ولكن المبادرة بدأت من قيادات المديرية، على أن يلقى وكيل وزارة الأوقاف أول خطبة مكتوبة بمسجد المرسى أبوالعباس. قال نسيم: إن الخطبة المكتوبة، ضربة قاضية للفكر المتطرف والتجار باسم الدين، مشيراً إلى أنها الخطوة الثانية للإصلاح الجذرى للخطاب الدينى، وعودته لما كان عليه السلف الصالح رضى الله عنهم، ومنهم الأمام أحمد بن حنبل. غير أن الأمر لم يستمر على منوال واحد بالنسبة لمختلف مناطق الإسكندرية، فقد حرص عدد من أئمة المساجد خاصة أولئك الذين يشتهرون بإثراء خطبهم بالعديد من الأدلة لأن يتوسعوا فى موضوع الخطبة «الحلال والحرام» دون الخروج على السياق العام للخطبة.