دعا المجلس الاعلى للقوات المسلحة القوى السياسية الى "حوار عاجل"، فيما أكد حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الاخوان المسلمين مشاركته اليوم الثلاثاء في جلسة الحوار مع المجلس العسكري. واعترف المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية للمرة الاولى منذ بدء الاحتجاجات الواسعة النطاق السبت ب"تفاقم الأزمة" فيما يحشد المتظاهرون الذين يطالبونه بتسليم السلطة لحكومة مدنية لتظاهرة مليونية عصر الثلاثاء في ميدان التحرير بوسط القاهرة. وقال المجلس العسكري في بيان بثته وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية: إنه "يدعو كافة القوى السياسية والوطنية الى حوار عاجل لدراسة أسباب تفاقم الأزمة الحالية ووضع تصورات الخروج منها في أسرع وقت ممكن حرصا على سلامة الوطن". وأكد الامين العام لحزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الاخوان المسلمين سعد الكتاتني ان حزبه سيشارك اليوم الثلاثاء في جلسة حوار مع المجلس العسكري. وقال الكتاتني إن "المجلس دعا الى اجتماع اليوم وسنشارك فيه، فالوضع الان محتقن والامر يحتاج الى هدوء والى حوار". وكانت جماعة الاخوان المسلمين أعلنت امس انها لن تشارك في "التظاهرة المليونية" التي قرر عدد من الاحزاب تنظيمها في ميدان التحرير اليوم الثلاثاء للمطالبة بإنهاء حكم المجلس العسكري. ودعا ائتلاف شباب الثورة وحركة 6 ابريل مع غيرهما من الحركات عبر الفيسبوك الى القيام بهذه التظاهرة في ميدان التحرير بوسط القاهرة الذي أصبح رمزا ومعقلا لحركات الاحتجاج. كما دعت هذه المجموعات الى استقالة حكومة عصام شرف وتشكيل "حكومة إنقاذ وطني" كما دعت الى إجراء الانتخابات الرئاسية في موعد أقصاه أبريل 2012 والى اعادة تنظيم شاملة لوزارة الداخلية. وبالفعل قدمت الحكومة المصرية مساء الاثنين استقالتها في خطوة رفضها المجلس العسكري الذي يحكم البلاد منذ تنحي الرئيس السابق حسني مبارك، داعيا بالمقابل القوى السياسية الى "حوار عاجل". وشدد "الحرية والعدالة" على ان "دماء الشهداء لن تضيع وستظل لعنة على رؤوس الذين ساهموا في الأحداث الدامية"، داعيا "من منطلق حرصنا على عدم استدراج الشعب إلى مواجهات أخرى دامية، إلى إعمال العقل والحكمة من كل أبناء مصر" بعدما "ظهر بوضوح أن هناك من يريد إشعال الحرائق في مصر في ميدان التحرير بالاعتداء على المتظاهرين لثلاثة أيام متواصلة وسقوط عشرات الشهداء وآلاف المصابين". ومساء الاثنين ارتفعت الحصيلة الرسمية للضحايا إلى 33 شهيدا الذين سقطوا منذ السبت في المواجهات الدائرة في مصر، ولا سيما في ميدان التحرير بوسط القاهرة بين متظاهرين يحتجون على إمساك العسكر بالسلطة وقوات الامن والجيش التي حاولت تفريقهم بالقوة.