نجحت مصممة الأزياء المصرية الشابة رنا سليم أن تحول هوايتها وعشقها للموضة من مجرد تتبع واستهلاك إلى تجربة إنتاج ناجحة تلهم فتيات جيلها بتصميماتها المميزة التي تجمع بين الموضة والطابع الشرقي رغم دراستها البعيدة كل البعد عن مجال الموضة، ليصبح العمل بالنسبة لها متعة تبدع في جميع ما تصيغه أناملها السحرية للخروج بكولكشن مميز بنفس جودة الماركات العالمية وبسعر مناسب، بدلا من مجرد وظيفة تضمن استمرار ضخ المال. تخرجت سليم، من الجامعة متخصصة في اللغات والترجمة، لكن حبها للألوان والأقمشة وشغفها بالموضة طغى على ما كان سيكون مهنتها مستقبلا بعد التخرج، فبدأت رحلتها من بيروت، ودرست الفاشون في أكاديمية أيلي صعب ، نظرا لأنه من أشهر مصممي الأزياء الذين يحظوا بشعبية كبيرة عالميا ومحليا، وقد تألقت نجمات وأسماء كبيرة بتصاميمه الفاخرة منهم الملكة رانيا ملكة الأردن، والممثلة الامريكية هالي بيري، والمغنية تايلور سويفت. أدركت سليم باكرا أن هناك ثمة علاقة متينة بين المرأة وعشقها للموضة والأناقة، ولأنها مصرية أصيلة "بنت بلد" كما يقال، تبدي احتراما لعادات بلدها ومجتمعها الشرقي الذي يرفض الملابس المتبرجة، قررت أن تتجه إلى تصميم فساتين سواريه تجمع بين الفخامة والبساطة والاحتشام مما تعطي إحساسا بالرقي ليتناسب مع الفتيات المحجبات وغير المحجبات كذلك. ولأنها مؤمنة بأن الجمال الحقيقي والدائم هو جمال الروح، لم تطبق سليم الموضة بكل حذافيرها في تصاميمها، فهي تنتج تصاميم تتوائم مع شكل وطبيعة جسم كل فتاة. مشيرة إلى أن لكل فتاة وسيدة جسد مختلف عن الآخر، فأن ما يناسب فتاةليس بالضرورة أن أخرى. تقول سليم " احترفت تصميم الأزياء منذ عام 2010 ، فكانت بدايتي كانت مع الفساتين السواريه، وبعد فترة ليست طويلة اتجهت إلى تصميم الملابس الكاجوال، بعد ما لمست حجم المعاناة التي تعاني منها الفتيات إلا وهي إيجاد منتج أنيق بجودة الماركات العالمية وبسعر مناسب وهذا ما يفتقره السوق المصري فالملابس ذات الجودة العالية باهظة الثمن، لذا قررت أن اصمم ملابس كاجوال بجودة عالية وبسعر في متناول الجميع، فمن حق أي فتاة أن ترتدي ملبس أنيق وذو قيمة". تعتمد سليم في تصميماتها على استخدام الشراشيب، والخيامية، والأحجار الكريمة والعملات المعدنية القديمة، وخامة القطن ، والفسكوز، والكريب شيفون، فهي من الخامات التي تتناسب مع شهر الصيف لقدرتها العالية على امتصاص العرق على حد قولها. ولأنها تري أن العباءة الرمضانية رداء الفتيات والنساء المفضل في رمضان، لعبت سليم على هذا الوتر ، فأضافت عليها لمساتها السحرية لتخرج بإطلالة ملفتة تجاري الموضة بكل حذافيرها تجمع بين روح رمضان والأناقة والاحتشام، فاستعانت بالخيامية والتطريز اليدوي والعملات المعدنية، كما أنتجت تصاميم فضفاضة للفتيات العاملات في نهار رمضان لارتداء قطعة مميزة بروح شرقية تتماشى مع روح الشهر الفضيل. تري سليم أن أهم الأسباب التي ساعدت على نجاحها، واحتلال مكانة هامة في عالم الأزياء والموضة، هو التوفيق بين الحداثة والتصاميم المعاصرة والاحتشام في ذلك الوقت دون الاستغناء ضرورة عن عنصر الأناقة والفخامة، لأن لديها قناعة بأن الحشمة لا تتعارض مع الأناقة. وقد رافق هذا النجاح صعوبات وعوائق تصفها سليم ب "التحديات المحفزة"، مثل عدم وجود عمالة مدربة، وصعوبة الحصول على خامات راقية، لكن مع الوقت تدربت على كيفية التغلب على تلك المشكلات فحولتها إلى محفزتها تقوي ثقتها بنفسها وتدفعها نحو الأمام، بعد والدتها التي كانت بمثابة الداعم الأول لها التي حثتها على خوض تجربة الموضة والفاشون دون خوف أو تردد. وتلفت سليم إلى أن الألوان التي تميز الأزياء الشرقية هذا العام هي الألوان البراقة الزاهية مثل: الأزرق الملكي، والأخضر والأصفر، والأحمر الصريح، والمارون، والوردي بكافة درجاته، والفوشيا، والبرتقالي، ومازال البنطال الجينز الممزق متربع على عرش الموضة، وتنصح كل فتاة بأن تهتم بالطلة أو "اللوك" الخاص بها ، وأن تأخذ من الموضة ما يليق بها ويتناسب مع شكل جسدها ولون بشرتها، مؤكدة أن شخصية كل فتاة تظهر من خلال ملابسها وطريقة تنسيقها بعيدا عن التنميط الزائد والقواعد الثابتة التي رسخت بعقولنا، مثل لون الحقيبة لابد أن تماثل لون الحذاء، ولون طلاء الأظافر لابد من مماثلته لون أحمر الشفاة، مؤكدة نقلا عن لسان كبار مصممي الأزياء أن الدراسات العالمية في هذا المجال اثبتت عكس ذلك. وتأمل سليم في نهاية حديثها أن تصل بإزيائها إلى العالمية، وأن يري تصاميمها كل العالم العربي.