فستان أحمر .. اسكوتر.. يومين ع البحر.. بعض من أحلام ليلى وسلوى وأحمد وعلى.. عصافير الشقاء المبكر ومد الايد.. تحسبهم عجائز غابت عنهم الصحة وبهجة الدنيا.. لكن الحلم مازال ممكنا فى ليالى «حلوة وهنية» ليلى: نفسى البس فستان أحمر. سلوى: ونركب مراجيح فى أغاخان على الكورنيش وأسهر فى الكوافير أعمل شعرى زى كل البنات ليلة العيد ليلى: ونشترى «بلالين» كل الألوان أحمر وأخضر وأصفر. ونربطها كلها ونطيرها ونجرى وراها منين ماتروح. «سلوى» و«ليلى» محترفات بيع مناديل ورق فى الإشارات.. جمعهما الفقر وضياع الأهل فى دوامة الخلافات الأسرية. «ليلى» قررت مؤخرا أن تدخر بعضا مما تكسبه من بيع المناديل لشراء فستان أحمر من العتبة.. لكن «ليلى» تصر على أن تحصل على إجازة أول يوم العيد. لتنفق كل ما ادخرته على المراجيح. بعد أن جربتها العام الماضى وشعرت أنها تطير فى السماء. أكره مد الايد لكن أمى وابويا علمونى انى لو مامدتش ايدى هجوع.. كان نفسى أروح المدرسة وأتعلم وأشترى عربية كبيرة وأبقى دكتور أو مهندس «كلمات قالها طفل يخجل من ذكر اسمه ويخاف الحديث مع كل الناس لأنه وكما يقول «شحات» والناس تعطى الشحات لكنها لا تحبه ومش ذنبى. عارف إن العيد جاى وكل الأهالى بتشترى لعيالها لبس جديد. وأنا عمرى ما لبست أى حاجة جديدة لكن هفرح وأعيد وأنا بشتغل واشترى ساندوتش شاورمة وأحللى بجيلاتى فى أول يوم. «على» أيضا قرر أن يستمتع بإجازة عيد ينطلق فيها «باسكوتر» رأى الأطفال يستمتعون به وهو يرقبهم من خلف سور أحد النوادى وانتظر أحدهم ليسأله على سعره فخاف الطفل وابتعد لكنه قال ل«على»: خللى باباك يشتريلك واحد» ولأن بابا «على» لن يستطيع شراء حلم ابنه. اجتهد فى السؤال بنفسه وعلم من صديقه محمد «بائع الترمس» أن سوق المنيب فيه اسكوترات «نص عمر» استغنى عنها أصحابها وتحتاج شوية تصليح وتجرى ولا اجدع اسكوتر جديد. أما الأصدقاء الثلاثة «ربيع» و«حسن» و«إيشو» فيجمعهم حلم بحجم البحر الواسع. «ربيع»: اتحرقنا من الحر والله بنصوم على قد مانقدر بنلم «الزبالة» ونطلع بيها المنشية والحمار يعاندنا ونطبطب عليه علشان نقبض. «ايشو»: بستنى العيد من السنة للسنة وبشترى تى شيرت من الوكالة وادلع نفسى السنة اللى فاتت لفينا مصر كلها ع«الكارو» وعيال ركبت معانا وخدنا من كل عيل اتنين جنيه. «حسن»: أيوة مش عيب نعمل مصلحة فى العيد «أصل ما حدش بيعيد علينا ولا نعرف شكل العيدية. والسنة دى هنروح البحر علشان الواد ايشو نفسه يعوم. وهنروح جمصة. يضحك الطفل فى براءة مخاطبا زميله: نروح اللى فيها أجانب يابنى ونشوف الناس الحلوة. ايشو: مش عايزين ناس عاوزين البحر والله لو نزلت الميه مش هطلع. وبنفس الضحكة يرد «حسن»: أيوا علشان الريحة وما تنساش تاخد الحمار الشوارع مليئة بالأحلام الصغيرة التى تكتسب روحا مختلفة فى الاعياد تنبت لها أجنحة من نور كذلك الذى يحارب المساحات الداكنة على وجوه مثل هؤلاء الأطفال ممن يعملون او يمدون ايديهم رغما عنهم. نور يخترق عتمة الدنيا من حولهم ويحلق فى حياة من صنع خيالات الصغار الكبار. أحلام من الجائز جدا أن تتحقق فى ليلة عيد..