سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"فارس" فى المدرسة صباحاً.. وفى شوارع الفيوم ليبيع المناديل مساءً.. ويؤكد: "باشتغل علشان أصرف على اخواتى".. و"اصحابى بيضحكوا على هدومى وبيقولولى يا شحات".. و"نفسى فى شبابيك للبيت وكمبيوتر"
"نفسى فى عجلة وشبابيك للبيت وكمبيوتر ألعب عليه أنا وأخويا".. هذه فقط هى كل أحلام "فارس" الطفل ابن ال10 سنوات فى وطنه الكبير ووسط كل ما يدور من صراعات لا تشغل مثله من أطفال الفقراء الذين كتب عليهم أن يدفعوا طفولتهم ثمنا لضيق الحال والفقر. فى ثياب ليست بالرديئة ولكنها لا تليق بتلميذ فى الابتدائية وبحذاء "شبشب بلاستيك بصباع مقطوع" يجوب فارس وسط مدينة الفيوم بين ميدان السواقى وشوارع السنترال والمحمدية وغيرها، ويحمل فى يده "كيس بلاستيك" أبيض به حوالى 10 علب مناديل وبيده الأخرى علبتين لعل أحد المارة يتذكر أنه يريد مناديل فينادى فارس ويشترى منه. وقال فارس فرج 10 سنوات إنه يقيم مع والده الذى يعمل "كهربائى بالبيوت"، على حد تعبيره، ووالدته ربة الأسرة وأشقائه الأربعة بمنزل بسيط بحى الحواتم بمدينة الفيوم، موضحاً أنه تلميذ بالصف الرابع الابتدائى بمدرسة منشأة البكرى الابتدائية، وبسؤاله "انت بتبيع مناديل ليه ؟؟" رد فارس مستنكرا السؤال ومتهكما منه قائلا: "علشان أصرف على اخواتى" وكأنها مسئوليته التى من الطبيعى ومن الواجب عليه القيام بها. وأضاف قائلاً: "مش أنا بس كمان أخويا بيبيع مناديل وهو فى خامسة ابتدائى، أنا بروح المدرسة الصبح وبعد المدرسة بسرح بالمناديل بعد ما بشتريها من محل هنا ب4 جنيه، وممكن أبيعها ب5 أو ب10 ولما بخلص بيع بقابل أخويا ونجمع الفلوس ونروح نشترى بيض وجبنة واكل لينا ولاخواتى ونروح". وتابع فارس "أنا نفسى اشترى شبشب أنا واخويا، تعرفى العيال لما بيشوفونى فى المدرسة بهدوم مش كويسة أو بشبشب مقطوع بيضحكوا عليا وبيقولولى امشى يا شحات وبيضايقونى كتير أصلهم ساعات بيشوفونى هنا وأنا ببيع مناديل وهما بيكونوا مع أهلهم بيشتروا لبس من المحلات، بس أنا مش ببص لحد ونفسى أطلع مهندس وأخويا يبقى دكتور، أنا نفسى فى عجلة أو حتى أصلح العجلة بتاعتى أنا واخويا ونفسى نركب شبابيك للبيت بتاعنا ونفسى فى كمبيوتر ألعب عليه أنا واخويا، بنعدى كدة واحنا فى الشارع وبنشوف العيال بيلعبوا على الكمبيوتر فى السايبر وبنفكر نلعب بس بعدين بنقول الفلوس دى نجيب بيها أكل لينا احنا واخواتنا أحسن". وصمت فارس وبعد طول تفكير كأنه حلم بعيد المنال قال "نفسى أبويا يبقى معاه فلوس تكفى مصاريفنا ومانبعش مناديل أنا ولا أخويا ونروح بس المدرسة ونرجع من المدرسة نذاكر ونلعب وبس". موضوعات متعلقة.. - إلى وزير الصحة.. "حمزة دخل المستشفى لعلاج ذراعه المكسور خرج جثة".. طفل بنى سويف يعمل مزارعًا بعد عودته من المدرسة ليعول أسرته.. وخال الضحية: "الطبيب اتهم التخدير.. ومش هنسيب حقنا"