تأويهم حجرة "بادروم" و"مطبخ " تحت السلم.. كثيرًا ما ينامون بدون عشاء،.. قاطعتهم الفرحة بالأعياد وغيرها من المناسبات.. ليست أمنيتهم قصورًا ولا عقارات، فقط يحلمون بعيشة كريمة.. لايملكون أدنى الحقوق التي تفصح عن إنسانيتهم من مأكل ومشرب وملبس أو مسكن. الطفل الأكبر يدفع الثمن زينب محمد، مواطنة من منطقة أم المصريين، لديها ثلاثة أطفال برفقة زوجها العاجز عن العمل بفقدان بصره، لجأت لحرمان طفلها "بدر " البالغ من العمر إثني عشر عامًا من إستكمال دراستة،ليعمل مع أحد السمكرية بمنطقة قريبة ويساعدها في تكاليف الحياة . منذ أن تدهورت حالة زوجها الصحية وضعف بصرة لدرجة تشبه الفقدان، وتحولت حياتهم ليغزوها الحرمان من أنواع الفرح والسعادة، لم تأيس زينب وتستسلم للفقر بل بذلت أقصي جهودها، وذكرت أنها كانت تعمل في إحدي الشركات عاملة نظافة حتي أصيبت بالغضروف في ظهرها، الأمر الذي حرمها هي الأخري من العمل. تقول زينب: "لم يعد أمامي خيار أخر سوي العمل بمهنة سهلة لاترهقني خاصة وأن الطبيب منعني من بذل مجهود، فلجأت لصنع الحلويات مثل الفرسكا والبقلاوة وعليها بنعيش حياتنا، ويوم الهنا لو عملت بطاطس ورز ، دول لحمتنا". أمنيات بسيطة وأضافت زينب: "أنا نفسي أعلم أولادي وصعبان عليا حرمانهم من التعليم أنا عيشت يتيمة ومتعلمتش وعارفة معني الحرمان ونفسي أولادي ميعيشوش فيه" الغرفة البسيطة التي تأويهم في الحقيقة ليست ملكهم بل تخص الشقيق الأكبر لزينب الذي لم يختلف تصرفة كثيرًا عن الظروف التي يشهدوها، فهو بالفعل أعطاهم مهلة حتي نهاية العيد لتركها. عيشة الخيمة استغاثت زينب، بالجهات المسئولة وبالرئيس السيسي للنظر في حالة أسرتها التي ينتظرها المكوث علي الرصيف، عقب حلول العيد قائلة : "أوضة ومطبخ تحت السلم وشعلة بنعمل عليها الأكل وبعد العيد هنتحرم منهم وهنترمي في الشارع أخويا كل اللي بيقولو أنا إستحملتكو كتير ومفيش قدامنا غير خيمة علي الرصيف لحد ماربنا يكرمناا". وبنظرة حسرة تعقبتها الكثير من الدموع، تذكرت أخر عيد مر علي أسرتها بمراسمة المعروفة كانت منذ خمس أو ست سنوات، بقولها: "أخر مرة عملت فيها كعك العيد وجبت لبس لأولادي وعملت أكل في يوم العيد كان من خمس سنين جوزي كان لسة بيشتغل ومكنتش عينة تعبت، أقسم بالله مبقناش نعرف طعم العيد ولا نعرف طعم الفرحة لابجيب لبس لأولادي ولا بناكل ولابنشوف الكحك وغيرة، لولا أولاد الحلال مكناش عدينا رمضان". اختتمت زينب حديثها بالقول: "عاوزة حد من المسؤلين يحس بينا نفسنا نعيش زي الناس عاوزة ولادي يتعلموا إحنا مصريين والله وعايشين في أم الدنيا اللي بتقولو عليها، أخرتنا هنموت من الجوع ". شاهد الفيديو..