رنا: من لما شوفت الدنيا ..بسمع إن العيد فرحة ..وعمري ما شوفتها شريف: نفسي في “,”لحمة“,” و يقولون إن ده “,”عيد اللحمة“,” إبراهيم: لو رحت “,”مراجيح“,” مش هيدخلوني ..عشان أنا لابس كده هالة: نفسى أروح سينما ..وسمعت إن التذكرة ب 10 جنيهات أطفال.. لكن لا تعرف الطفولة لحياتهم سبيل ، أقصاهم المجتمع إلى حدود حافته و اعتبرهم سُبة في جبينه ، يلعنها كلما استدعى الأمر أو لم يستدع ذلك، ثائرون بعفوية على حياة جعلت من إنسانيتهم مساحة مشاع، للآخرين حقًا أصيلًا في اقتحامها بلا إذن، بيوتهم طرقات الحوارى والقرى و المدن، ملبسهم بقايا رثة لملابس لا تنصف أدميتهم، أوقات فراغهم يقضونها لاهثين في الطرقات عن بصيص شفقة تبدر من أحد المارة، وسط قلوب متحجرة، متعطشة لإلقاء خطايا حياتهم الصعبة وظروفها عليهم وعلى تسولهم ... فهل يأتي العيد ليعلن هو الآخر حرمانهم من قسط الفرحة الضئيلة التي من المفترض أن تشملهم كمواطنين لفظهم المجتمع و ضاقت بهم الأرض بما رحبت، لتحتضنهم طرقات الوطن ؟ “,”البوابة نيوز“,”.. رصدت عددًا من أمنيات أطفال الشوارع خلال أيام عيد الأضحى المبارك لبيان ما إذا كانوا حقًا يشعرون بفرحة العيد أم أن قطار الفقر بدد حتى حقهم في السعادة ونيل قسط من الانطلاق بلا أعباء أو أحزان خلال العيد؟ بنبرة مضطربة أطلعتنا “,”رنا“,” على أرشيف ذكرياتها الباهتة بالعيد قائلة: “,”العيد زي أي يوم من الأيام الثانية، مفيش فرق، من يوم ما شوفت الدنيا وأنا بسمع إن العيد فرحة بس عمرى ما شوفت الفرحة دي“,”. وبعد نظرة مطولة إلى إحدى الصغيرات تمسك يد أبيها و في يدها الأخرى “,”لعبة“,” اخترقت “,”رنا“,” ضجيج المارة و قالت“,” العيد يعنى إني يبقى عندي أهل أخرج معاهم وأتفسح، وأنا مش عندي أهل يبقى عمرى ما هفرح“,”. وعن أمنياتها في العيد قالت “,”نفسى في لبس جديد، وأكل لحمه وعروسة ألعب بيها“,”. وبابتسامة خجولة قال لنا “,”شريف“,” ..“,”أنا بحب العيد، عشان الناس يبقى معاها فلوس كتير وبيدنوا“,” و“,”أنا نفسى في كورة و لبس جديد“,”. وعن أمنياته في العيد قال شريف “,” نفسى أكل لحمة لأنى ماكلتش من زمان أوي لحمة وسمعتهم يقولوا إن ده عيد اللحمة و الناس بتدبح كتير“,”، واستأنف “,”شريف“,” قائلًا: بس الناس بتدي للي عندهم بيت و أهل عشان كده محدش بيدينا مهما فضلنا واقفين نتفرج عليهم و لو حد إدانا بنروح نبيعها عشان معندناش مكان نسويها فيه و ناكلها. والتقط “,”إبراهيم“,” طرف الحديث“,” قائلًا: أنا عايز “,”شبشب“,” جديد لأن بتاع أتقطع وأنا بجري في المترو ومش عارف أمشى بيه، مشيرًا إلى قدميه الواهنتين من المشي في الطرقات على غير هدى قائلة: “,”الشبشب مش مغطى رجلي وصباعي أتعور امبارح“,”. واستأنف “,”إبراهيم“,” حديثه بلهجة استنكارية قائلًا: أنا نفسى أروح “,”المراجيح“,” بس مش عارف ولو عرفت مش معاياة فلوس ولو جبت معاياة مش هيرضوا يدخلوني وسط ولاد الناس الكويسين عشان أنا لابس كده“,”. و بأيدين متسختين بادرت “,”هالة “,” بالسلام و قالت: إنت مذيعة؟ أنا بحب التليفزيون أوى وبحب المذيعات ونفسى أتفرج على فيلم “,”النقاش“,” بيقولوا تذكرة السينما بعشرة جنيهات“,”. وعن أمنياتها في العيد، قالت “,”هالة“,” أنا نفسى ألبس فستان وصندل جديد و أركب مركب في النيل و اّكُل أكل نضيف وأنام على سرير “,”بس أنا عارفة إن دا مش هيتحقق لأن العيد مش موجود هنا، موجود في الملاهي والناس بياخدوا ولادهم هناك .عشان يفسحوهم