باقٍ سبعة أيام على بدء انتخابات أخطر برلمان تشهده مصر فى تاريخها النيابى، فهذا البرلمان له خصوصية خاصة جداً، لأنه سيحول مصر الى بلد آخر ديمقراطى فى دولة مدنية حديثة قوامها سيادة القانون وتداول السلطة والحرية.. فى هذا البرلمان الجديد ستنتقل مصر بعد ثورتها المباركة من حكم الفرد المطلق إلى دولة المؤسسات التى يحكمها القانون وتداول السلطة ولذلك المهمة الملقاة على عاتق جماهير الأمة بالغة الأهمية فى حسن اختيار من يمثلهم فى هذا البرلمان.. لأنه ليس ككل البرلمانات السابقة التى وصل إليها اللصوص والمرتشون والمزورون وتجار المخدرات الذين كانوا يسعون إلى الحصانة ليحموا مصالحهم الخاصة.. صوت المواطن فى هذا البرلمان الآن له قيمة وله هدف وله أمل فى مستقبل لأبنائه، فلا يجوز بأى حال من الأحوال، أن يمنح هذا الصوت إلا لمن يستحقه من الذين يريدون مستقبلاً أفضل لهذا الوطن والمواطن.. تشكيل البرلمان الجديد يجب أن يكون نظيفاً من كل الخونة الذين باعوا مصر بأرخص الأثمان لصالح حكم الفرد طوال ستين عاماً متواصلة ولا أعتقد أبداً أن جماهير مصر العريقة التى خلعت نظاماً فاسداً، ستخطئ الاختيار، والذين لا يزالون فى ثورتهم للعبور بالبلاد إلى بر الأمان سيفرطون فى أصواتهم لمن لا يستحق.. فيا جماهير مصر العريقة وشباب المستقبل.. يا من تسعون إلى بلد مدنى حر تسوده الحرية والديمقراطية، احذروا كل الخونة الذين يسعون بكل ما أوتوا من مال وسطوة أن ينقضوا على الثورة العظيمة.. الصوت الانتخابى الآن له أهمية لم يشهدها طوال سنوات طويلة، ومنحه من يستحقه فمن يريد أن يكون خادماً للشعب هو الأولى به من غيره الذين لا يفكرون إلا فى مصلحتهم الشخصية.. وقد عهد الشعب هذه السخرة كثيراً، ولن يقدم على تكرار المهازل التى كانت تسود الانتخابات قبل ذلك... فصوت المواطن المصرى الذى ضحى بدمه فى الثورة لن يباع ولن يشترى بأى شىء مهما كانت الإغراءات... ياشعب مصر العظيم أنت تعلم من سيكون خادماً لك ممن يسعى إلى مصالحه الخاصة ويا شعب مصر أحسن الاختيار من بين هذا الكم الهائل من المرشحين الذين منحتهم الثورة حق الترشيح فى هذه الانتخابات... والتاريخ أمام المصريين يعرفونه جيداً، ويعلمون من يستحق ومن لا يستحق... من الأجدر بدخول برلمان الثورة، ومن أجدر أن يدخل مزبلة التاريخ... من صاحب التاريخ العريق فى الوطنية وإصدار القوانين والقرارات لصالح الشعب ومن خان هذا البلد وارتمى فى أحضان النظام السابق.. الشعب المصرى العظيم يعلم أن حزب الوفد هو صاحب التاريخ المشرف قبل حركة يوليو 1952 وهو الذى أنصف جميع طبقات الشعب من عمال وفلاحين وموظفين، وجعل التعليم كالماء والهواء، إضافة الى دوره الوطنى الرائد فى تحرير البلاد من قبضة المستعمر البريطانى، والشعب المصرى يعرف دور حزب الوفد فى الحاضر عندما عاد إلى ممارسة الحياة السياسية عام 1978، ودوره البارز فى الوقوف ضد النظام الحاكم من خلال قياداته الوطنية ودور جريدة «الوفد» الذى لعبته منذ عام 1984 وحتى الآن فى الحرب ضد الفساد والمرتشين وسدنة النظام السابق... لقد خاض الوفد حزباً وصحيفة معارك ضارية ضد النظام فى الحاضر، كما كان له السبق فى ذلك فى الماضى... وهو القادر على العبور الآن بالبلاد إلى بر الأمان وضمان مستقبل أفضل للجماهير المصرية التى عانت كثيراً فى ظل الفقر المدقع والحياة غير الآدمية... ومرشحو الوفد حالياً هم امتداد طبيعى لهذا التاريخ والموروث الحضارى الرائع هم مستقبل هذه الأمة تحت القبة، فلا تحرموهم شرف أن يكونوا خادمين للجماهير المطحونة ويأخذوا بأيديهم إلى بر الأمان والمستقبل الأفضل.