لا أحد ينجو من فخ كوبري 6 أكتوبر.. فإذا لم يقع اليوم.. وقع غداً أو بعد غد.. وهو لم يعد مجرد كوبري.. بل هو عدة كباري وطريق طويل يمتد عدة كيلومترات، من منزل ومطلع عند شرق القاهرة، عند مدينة نصر إلي مطلع ومنزل عند غرب القاهرة عند المتحف الزراعي في الجيزة. ولقد سمعت تعبيراً هو فعلا خير ما يعبر عن الحالة.. التعبير قاله لي اللواء حسن البرديسي مدير مرور القاهرة، قال: محور 6 اكتوبر هو الآن رجل مريض.. الداخل إليه مفقود.. والخارج منه مولود.. تماماً كما كنا نصف مستشفي قصر العيني القديم.. رغم انه اكبر مستشفي في افريقيا كلها.. هذا هو وصف محور 6 اكتوبر المروري الذي يربط بين محافظتي القاهرة.. والجيزة، فهل فعلاً هذا المحور اصبح هكذا رغم ان عمره لا يتجاوز 30 عاماً إلا قليلاً، بينما مستشفي قصر العيني كان يتجاوز عمره عشرات عديدة من السنين، ربما منذ جاءت فكرته في عقل محمد علي باشا.. وتولي تنفيذها الطبيب الفرنسي كلوت بك!! مناسبة هذا الكلام مقال كتبته وكنت عائداً من رأس سدر عقب اجازة عيد الأضحي .. فقطعت المسافة من هناك إلي مطلع الكوبري في مدينة نصر في ساعتين.. ثم قطعت المسافة من فوق جامعة عين شمس بالعباسية وحتي فوق غمرة في ساعة بالتمام والكمال.. وهاجمت المرور وادارة المرور خصوصاً أنني لم اشاهد لا ضابط مرور واحداً ولا حتي عسكري مرور، بينما النمل كان يسبقنا فوق الكوبري.. ولو وجدت منفذاً أو مخرجاً أو منزلاً لسلكته لأهرب من هذا الجحيم.. واتصل بي اللواء حسن البرديسي مدير مرور القاهرة معتذراً بأزمة برد.. وشرح لي أسباب ما حدث، وقال إن هذه المنطقة شهدت وقتها حادث تصادم بين 4 سيارات ووقع فيها 4 مصابين.. وكان ذلك في الساعة 4 عصراً!!! وإلي أن جاءت سيارات الاسعاف وتم تحريك السيارات علي أحد الجانبين -وهي عملية استغرقت حوالي ساعة ونصف الساعة، وبعدها يحدث تسرب من بقع الزيت من السيارات لابد من تغطيتها بكميات من الرمال ثم سحب هذه الرمال.. وتوافق ذلك مع الفترة التي كتب عليّ أن أدخل الكوبري فيها.. وهنا قلت للواء البرديسي: كان يجب تحذير السيارات حتي لا تصعد إلي الكوبري وتقع في الفخ.. وتحويلها إلي مسارات اخري بعيدة عنه.. حتي لا تزداد المشكلة خصوصاً علي المرضي وكبار السن.. أو من له مصلحة.. ورد مدير المرور قائلا:ً بداية نعترف أن تصميم هذا الكوبري فيه الكثير من الإخطاء، إنه عبارة عن أنبوب قاتل اذ كانت فلسفة انشاء طريق «طوالي» بلا منازل أو مطالع إلا الضروري.. وكان المصممون يريدون ممراً ممتداً بلا أي تقاطعات وهم مكتب الدكتور احمد محرم والمهندس ميشيل باخوم وهو من أفضل المكاتب الهندسية في مصر، وكان هذا هو التفكير المنطقي وقتها.. ثم حاولنا حل مشكلة الكوبري بفتح عدد من المنازل لتهريب السيارات المخنوقة وتخفيف حدة الاختناقات، واقترحا تحويل جزء من حركة المرور إلي شبرا وبهتيم.. وعمل منزل يعبر فوق السكة الحديد إلي شارع احمد حلمي قبيل شارع بورسعيد ونعمل منزلاً للقادم من مدينة نصر.. وكان الهدف هو فتح «منفذ» أمام السيارات المحبوسة لينضم بحركة المرور للشرابية وإلي الوايلي.. وبكل صراحة يعترف اللواء البرديسي ويقول: ان هذا الكوبري اصبح عبئاً علي حركة المرور، اذ تكفي ان «تضرب» فردة كاوتش فتتعطل كل حركة السيارات.. وتموت الحركة فوق الكوبري، ولما قلت إن الحل يقتضي فتح فتحات من الطريق المغلق لتدور السيارات منها وتدخل إلي الاتجاه الآخر.. قال الرجل المهموم بهموم كل سيارة وكل ما يتحرك في شوارع العاصمة: لقد لجأنا إلي استيراد مركبات البيتش باجي التي تتحرك بحرية اكبر .. وتعبر فوق الجزيرة الوسطي بسهولة لتنقذ الموقف، وهي قادرة علي سحب أي سيارة معطلة وانقاذ الموقف.. خصوصاً وأن السيارة الونش لا تستطيع ذلك.. وهناك حلول اخري منها ضرورة انشاء «شرفات» أو بلكونات واحدة كل 300 متر مثلاً تلجأ إليها السيارة المعطلة إلي ان يتم اصلاحها، دون ان يؤثر تعطلها علي انسيابية المرور.. تماماً كما الموجود في نفق الأزهر - العتبة، وهذه البلكونات موجودة في مثل هذه الطرق الحيوية في المدن الكبري.. ويعترف مدير مرور القاهرة بأن هذا الكوبري أصبح عبئاً علي حركة المرور.. واذا كان علينا ان نقبله.. فإن علينا ان نطوره.. ونحسن فيه ونضيف منازل ومطالع تخفف من المشكلة.. ولأن هذا المحور يستقبل الحركة الأساسية من شرق القاهرة إلي الغرب عند الدقي في مدينة الجيزة.. دعونا نواصل حوارنا مع اللواء البرديسي لنصل إلي الحل.. وغداً نواصل..