انتصف شهر رمضان وانتصف معه الموسم الدرامى الرمضانى، وأصبحت معالم معظم الأعمال واضحة، وهناك أعمال استطاعت أن تحقق نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، على رغم ضعف مضمونها الدرامى أو توقع أحداثها بالنسبة للمشاهدين، وهناك أعمال إبداعية كبيرة ولكنها حققت ردود أقل كثيرًا من الأعمال التى نفذها صناعها ونجومها حسب رغبة الجمهور، وأيضا شاركت أعمال فى الموسم ولكنها استقرت فى خانة الأسوأ خلال هذا الموسم. فى هذا التحقيق سألنا مجموعة من النقاد عن رأيهم فى مسلسلات رمضان بعد مرور 15 حلقة من العرض. الناقد طارق الشناوى قال: هذا العام هناك أعمال جيدة على المستوى الدرامى وهناك أعمال استطاعت أن تتربع على عرش النجاح الجماهيرى الكبير خلال شهر رمضان، الأعمال الجيدة على المستوى الدرامى هى: «أفراح القبة» و«جراند أوتيل» و«ونوس»، فهى أعمال تحتوى على مضمون درامى جيد واجتهد صناعها وفنانوها فى تقديم شىء جديد للجمهور، ولكن على المستوى الجماهيرى يتربع على العرش مسلسل «الأسطورة» للفنان محمد رمضان، ويليه الفنان عادل إمام بمسلسل «مأمون وشركاه» وأعتقد أن سبب النجاح الكبير مع الجمهور هو أن كلا النجمين الكبيرين نفذ مسلسله كما يريد الجمهور، أو كما ينتظره الجمهور منه. وأضاف «الشناوى»: محمد رمضان أصبح قريباً جداً من الجمهور، ويجسد ما يريدونه وما يطلبونه منه، ولذلك دائماً ما ينجح وتحقق أعماله قاعدة جماهيرية كبيرة، أما الفنان عادل إمام فبالرغم من تدنى مستوى مسلسله هذا العام، إلا أنه لديه رصيد تراكمى كبير مع الجمهور، يجعل الناس تجلس أمام أعماله وتشاهدها مهما جاء بها، ولكن هذه الأعمال إذا تم تحليلها على المستوى الإبداعى والدرامى فلن نجد بها أى شىء جديد أو محتوى يقدم للجمهور، ولذلك إذا استثنينا كلًا من الفنان محمد رمضان والفنان عادل إمام من هذه الأعمال فلن تحقق شيئًا وستكون من الأعمال الهابطة فى الموسم. أما بالنسبة للأسوأ فلا يوجد أسوأ من مسلسل «ليالى الحلمية» الجزء السادس لأنه لم يحقق شيئًا وهو بعيد تماما عن قوة وعراقة الأجزاء السابقة. الناقد الفنى خالد محمود قال: هذا العام هناك مجموعة من الأعمال أراد صناعها أن يضيفوا لأنفسهم شيئًا من خلالها، ولذلك ظهرت للجمهور بشكل إبداعى كبير، وهناك أعمال شهدت تراجعاً كبيراً لنجومها لأنها لم تأت بأى جديد. وأضاف «محمود»: الأعمال الجيدة من وجهة نظرى هذا العام هى «ونوس» و«نيللى وشيريهان» و«الميزان» و«فوق مستوى الشبهات» و«يونس ولد فضة»، فهذه الأعمال تأتى قوتها من قوة السيناريو ثم الأداء التمثيلى الجيد لفنانيها، بالإضافة لرؤية المخرج والصورة الجيدة، مثال الفنان يحيى الفخرانى الذى يقدم هذا العام حالة فنية جديدة تمامًا فى شخصية أقرب إلى «الشيطان»، أيضاً الفنانة غادة عادل فى أولى بطولاتها الدرامية هناك شعور كبير لديها بالمسئولية واضح من خلال أدائها الكبير فى المسلسل، أما مسلسل الفنانة يسرا فهى اختارت أن تتحرر هذا العام من شخصية «الملاك» الذى تعود عليها الجمهور، وتظهر هذا العام فى شخصية مليئة بالخيوط الدرامية الواسعة ولذلك استطاعت أن تحقق ردود أفعال واسعة من الجمهور. وتابع «محمود» حديثه قائلًا: أما بخصوص الأعمال التى حققت نجاحًا جماهيريًا فأرى أن لكل مسلسل شريحة معينة من الجمهور، وهذا سبب رئيسى فى النجاح الذى حققه مسلسل «الأسطورة» للفنان محمد رمضان، لأن شريحة جمهوره من الشباب وتعتبر هى الأكثر ولكن لا يعنى هذا أنه يحتل المرتبة الأولى هذا العام، لأن هناك شريحة أخرى من الجمهور لا بأس بها ستضع مسلسل «ونوس» فى المقدمة. وأكد «محمود» أنه لا توجد أعمال سيئة هذا العام، ولكن هناك أعمالًا لم تقدم جديدًا لأصحابها، وقال: فى مقدمة هذه الأعمال مسلسل الفنان عادل إمام «مأمون وشركاه»، والسبب الإفلاس الفكرى بين الكاتب يوسف معاطى والفنان عادل إمام، والشىء الجيد الوحيد فى هذا المسلسل هو أن عادل إمام لأول مرة يترك مساحات كبيرة لمن يعمل معه، بالإضافة أيضاً لمسلسل «رأس الغول» للفنان محمود عبدالعزيز، فلم يأت بأى جديد يضيف للمسلسل والسبب عدم الاختيار بعناية من قبل الفنان محمود عبدالعزيز، وأيضًا مسلسل «سقوط حر» للفنانة نيللى كريم، فهى لم تحقق هذا العام النجاحات التى تعود عليها الجمهور خلال السنوات الماضية بسبب صعوبة معظم الشخصيات المشاركة فى المسلسل واتباعها خط اللون الأسود فقط. ومن جانبها قالت الناقدة ماجدة موريس: لا يمكننا التقييم فى الوقت الحالى لأن المسلسلات مازالت لم تنته عروضها، والتقييم الصائب يكون بعد نهاية العرض تماماً، ولكن حتى الآن فى النصف الأول يمكننى تحديد بعض الأعمال تستحق أن تكون فى المقدمة وهى «ونوس» و«أفراح القبة» و«الميزان» و«مأمون وشركاه»، فهذه الاعمال تحتوى على مضمون دراما جيد واداء فنانيها راق يحقق متعة للمشاهد، وبالمناسبة الجزء الإمتاعى فى الدرامى مهم للغاية. وأضافت «موريس»: الأسطورة حقق نجاحًا جماهيريًا كبيرًا لأن الفنان محمد رمضان أصبح فارس كثير من الشباب وهم الفئة الأكبر من الجمهور، صحيح أن كثيرًا من الشباب لا يهتم بمشاهدة مسلسلات الدراما، ولكن هم يعرفون رمضان وينتظرون أعماله بعد مشاهدتهم له فى السينما، ولكن ليس من الضرورى أن يكون النجاح الجماهيرى عنوانًا للإبداع، لأن النجاح الجماهيرى فى معظم الأوقات يكون مبنى على الشخصية الرئيسية المشاركة فى العمل، وأكدت موريس أن مسلسل «ليالى الحلمية» الجزء السادس هو الأسوأ ولا يمكن أن ينتمى تماماً للأجزاء السابقة. ومن جانبها أكدت الناقدة خيرية البشلاوى أن هذا العام معظم المسلسلات تناقش قضايا اجتماعية جيدة، وقالت: أرى الجيد فى الدراما الرمضانية هذا العام هو مستوى السيناريو وتقدمه إلى حد كبير خاصة فى أعمال مثل «أفراح القبة» و«ونوس» و«الميزان» و«فوق مستوى الشبهات» فهذه أعمال نجاحها يأتى بسبب قوة مضمونها. وأضافت «البشلاوى»: أما النجاح الجماهيرى لكل من الفنان عادل إمام والفنان محمد رمضان.. فيأتى بسبب انتظار الجماهير لهما من عام لآخر بعد النجاح التراكمى خلال الأعوام الماضية، على الرغم من ضعف المضمون الدرامى لأعمالهما هذا العام.