من الذى أعطاك الحق فى معاقبتى على أمر الله؟ هل تعاقبنى على اختبار وضعنى الله فيه لكى يختبر قوة إيمانى؟ نعم كونى حُرمت من نعمة الإنجاب، فهو ليس ذنبى، بل هو ابتلاء من الله، وأنا لم أعترض، ولكن ليست نهايتى هى الخيانة والحكم علىّ بالموت، فأنا إنسانة تستحق المعاملة الحسنة، وليست مجرمة لكى يتم تجريدها من كل حقوقها فقط لأنها ليست «أماً». هذه هى بدابة الكلمات التى قالتها الزوجة «آسيا. أ»، عاملة فى قاعة محكمة الأحوال الشخصية، لتدافع عن حقها الذى سلبه منها زوجها الموظف المرموق وجردها من كل شىء وقام بتطليقها وتزوج بأخرى، وقام بطردها من شقتها، وسط بكاء الزوجة الشديد قالت سيدى القاضى أنا رفعت دعوى نفقة ومسكن على زوجى، وأنا أعلم تمامًا أن القانون لم يقف بجوارى لأننى لست حاضنة، وهذا ليس ذنبى، فلماذا يعاقبنى القانون على شىء خارج عن إرادتى. تزوجت «عبدالحميد. م»، الموظف بإحدى الهيئات الحكومية الذى يمثل أمامكم منذ 15 عاماً، وبدأنا مشوار حياتنا من الصفر، الإمكانيات المادية كانت شبه معدومة، وهو كان موظفاً بسيطاً طلبت منه أن أعمل لكى أساعده على نفقات المعيشة، واشتغلت عاملة بأحد المصانع الخاصة، ووقفت بجواره وكنت دائمًا أشجعه أن يكون لديه طموح ويكمل دراسته، كنت أعمل ليل نهار من أجل توفير أموال دراسته، ونظرًا لأن ظروف عمله كانت تتعارض مع أوقات الدراسة كنت أذهب للمدرسين وأقوم بتحصيل الدروس التى تفوته، وأقوم بتلخيص الكتب له لكى يذاكر حتى تمكن من الالتحاق بكلية التجارة، وكانت بسبب ذلك حصل زوجى على ترقية فى عمله وارتفع راتبه، على الرغم أنه حصل على كل ذلك على حساب صحتى إلا أننى كنت سعيدة أننى فعلت ذلك من أجله، وهذا ليس ضعفاً منى ولا غباء، ولكن فعلته لأنى أحبه. تناسيت نفسى وحلمى بالأمومة من أجله، لأنه طلب منى تأجيل الإنجاب بسبب إمكانياته المادية وحتى يستطيع التفرغ لدراسته، وافقته من أجل تحقيق حلمه، وعندما حقق كل أحلامه طلبت منه أن ننجب طفلًا يكمل سعادتنا، وبقيت شهوراً طويلة أنتظر مثل كل زوجة أن تشعر بأعراض الحمل، ولكن للأسف لم يحدث. شعرت بالقلق وتوجهت للطبيبة لتخبرنى بما لم أكن أتوقعه، وهو أننى لن أستطيع الإنجاب، وعندما علم زوجى حزن. حاول أن يخفى عنى ولكنى كنت أرى ذلك فى تعبيرات وجهه ومعاملته التى تغيرت معى، وأصبت بمرض السكر بسبب حزنى الشديد، ولأننى كنت أثق فى زوجى وضعت ميراثى من شقيقى باسمه فى البنك، رغم أنه كان مبلغاً بسيطاً، فإننى فضلت أن يكون باسم زوجى، خاصة أن هذه المرة الأولى أن يكون لدينا حساب فى البنك مرت الأيام هادئة وفى أحد الأيام أخبرتنى صديقتى بأنها شاهدت زوجى يعانق سيدة بالشارع وبعد رحلة بحث اكتشفت أن زوجى تزوج علىّ، وزوجته حامل، وعشت معه دون أن أخبره بأننى أعرف الحقيقة إلى أن أنجبت زوجته طفلاً وكان أول طلب لها أن يطلقنى وتحضر تعيش معه فى بيت الزوجية الخاص بى، فوجئت الباب يطرق، لأفتح وأجد حاجب المحكمة يطلب منى التوقيع على ورقة الطلاق بعد ساعات فوجئت بزوجى يحضر ومعه زوجته الجديدة وطفله ويطلب منى ترك الشقة، لأن زوجته ترفض الإقامة معى، جلست أتوسل إليهم أننى ليس لدىّ أحد أن أذهب إليهم ولا أملك أى أموال أستطيع أن أقوم بتأجير شقة، ولكنه رفض وقامت زوجته بوضع ملابسى داخل الحقيبة، ووضعها لى على السلم شعرت بالقهر والظلم بعد قصة كفاح وحرمان عشتها مع زوجى وتنازلت عن كل ما أملك له تكون هذه مكافأة النهاية، لم أجد أمامى غير أحد المساجد، ورفعت قضية أطالب بأموالى التى وضعتها باسمه فى البنك ونفقة لى ومسكن، ولكن بكل أسف وقف القانون مع زوجى الظالم.. لماذا تعاملون الزوجة التى لم تنجب بأنها المتهمة ولا بد من الحكم عليها بالإعدام ووقفت تقول يا سيادة القاضى أنا لست المرأة الوحيدة المقهورة بسبب حرمانها من الإنجاب، فهو حق الآلاف من السيدات اللاتى يلقين بالشوارع ويجردن من كل حقوقهن، لذلك نطالب بأن يوضع قانون لحمايتى أنا وغيرى من الكثير من السيدات.