المصحف الشريف، مستودع آيات الله سبحانه وتعالى.. وتفنن الخطاطون المسلمون على مرّ العصور ببراعة الخط وجماله، وكتبوا المصاحف بالخط الكوفي حتى القرن الخامس الهجري، ثم كتبت بخط الثلث حتى القرن التاسع الهجري، ثم استقرت كتابتها بخط النسخ إلى وقتنا الحالي. ويعتبر " بيت القرآن " في المنامة عاصمة البحرين أحد أشهر المتاحف الإسلامية في العالم. حيث يضم المتحف الكائن به علي ما يقرب من 10 آلاف نسخة ومخطوطة قرآنية ، منها أول نسخة كتبت في عهد الخليفة عثمان بن عفان على شكل صحائف وأول نسخة من القرآن الكريم تم طباعتها في ألمانيا عام 1694 ميلادية وأقدم نسخة مترجمة من القرآن الكريم باللغة اللاتينية في سويسرا عام 955 هجرية بالإضافة إلى أكبر مصحف في العالم وهو من الهند كتب بخط النسخ في القرن الثامن عشر الميلادي وعدد من المصاحف صغيرة الحجم لا يمكن قراءتها إلا من خلال مكبرات بصرية. ويوجد بالمتحف مخطوط قرآني من إيران كتب على الورق بخط النسخ والثلث كتب فيه آيات قرآنية في مربعات يمكن قراءتها من كل الاتجاهات وهى من القرن الحادي عشر الهجري وغيرها. يوجد بالمتحف أيضاً مجموع ما كتب من القرآن الكريم من القرن الأول الهجري حتى الثالث الهجري وهي الفترة التي كتب فيها الخط الكوفي على الرق وهي فترة مهمة لأنها المرة الأولى التي يدخل فيها التنقيط فيوجد في قاعة مكةالمكرمة نماذج من المخطوطات أو الصفحات التي أدخل التنقيط عليها للإعراب ثم أدخل لفك اعجام الحرف بين الباء والتاء والثاء. وأشارت العديد من الدراسات والأبحاث الخاصة بالكتابة وأنواعها أن نسخ المصاحف في بدايات الإسلام بالنصف الأول من القرن الأول للهجرة كان بالخط الحجازي المبكر ومن دون تشكيل ولا تنقيط للأحرف والكلمات . كما استخدم نساخ المصحف العثماني الخط الجاف المائل للتربيع، وهو خط كان يستعمل عادة في الشئون المهمة، بينما كان الخط اللين المائل للاستدارة يستعمل في الشئون اليومية العادية، وقد استخدمه الصحابة حين كان الرسول صلى الله عليه وسلم يملي عليهم شيئاً من الوحي لسهولته ويسره، بحسب المكتوب في بعض الدراسات عن الخط العربي .