ولد بحلوان بمصر سنة 60 ه، أمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب. روى العلم عن أنس وعبدالله بن جعفر بن أبى طالب ويوسف بن عبدالله بن سلام وسعيد بن المسيب وعروة بن الزبير والربيع بن سبرة وغيرهم. عصرُ عمر بن عبدالعزيز كان عصراً مميزاً عن العصور التى بعده، وكانت سيرته أشبه بسيرة الخلفاء الراشدين، وقد أشار النبى صلى الله عليه وسلم إلى عصره، وأثنى عليه، فعن سماك بن حرب قال: سمعت جابر بن سمرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لايزال الإسلام عزيزاً إلى اثنى عشر خليفة) ثم قال كلمة لم أفهمها، فقلت لأبى: ما قال؟ فقال: (كلهم من قريش). وكان حكماً، مقسطاً، وإماماً عادلاً، وورعاً ، لا تأخذه فى الله لومة لائم، رحمه الله تعالى. قال الزبير بن بكار: حدثنى العتبى قال: إن أول ما استبين من رشد عمر بن عبدالعزيز: حرصه على العلم، ورغبته فى الأدب، إن أباه ولى مصر وهو حديث السن يشك فى بلوغه، فأراد أبوه إخراجه معه إلى مصر من الشام، فقال: يا أبت أو غير ذلك لعله يكون أنفع لى ولك؟ قال: وما هو؟ قال: ترحلنى إلى المدينة فأقعد إلى فقهائها، وأتأدب بآدابهم، فعند ذلك أرسله أبوه إلى المدينة، وأرسل معه الخدام، فقعد مع مشايخ قريش، وتجنب شبابهم، ومازال دأبه حتى اشتهر ذكره.