"عندي مشكلة كبيرة السنة دي، اللبس نازل غالي جدا، وأنا عندي 4 أولاد هشتري لبس بكام ولحمة بكام، هو ليه مبقاش في رحمة؟!"، سؤال طرحته ماجدة عادل لكن للأسف لم تكن هذه مشكلتها وحدها بل هي لسان حال أغلب المصريات في ظل جشع التجار المتناهي، الذين استغلوا فرحة المصريين بالعيد وإصرارهم على شراء ملابس جديدة لهم كعادة تدخل البهجة على الكبار قبل الصغار. زمان .. ملابس العيد "تفصيل" تقول الحاجة عواطف (74 عاما): "أيام زمان كنا بنشتري القماش على بطاقات التموين من المحلات ونبدأ في تفصيل الملابس على أذواقنا الخاصة، لأننا كنا بنطلع على الموضة العالمية ونقلدها بس بصناعة يدوية من صنع إيدينا إحنا، وكان متر القماش بسعر لا يذكر فكنا نطعم الملابس بالكُلف والدانتيلات والأزرار التي تتناسب مع أذواقنا، إنما دلوقتي الحال فعلا اتغير، ما هو للأسف مفيش حاجه بتفضل على حالها". وأضافت السيدة هناء إبراهيم (58 عاما): "أنا فاكرة زمان كان أهلي بيشترولي كل حاجه جديدة، من أول شريطة الشعر(التوكة) لحد الجزمة والشراب ده غير لبس البيت اللى كان لازم بردوا يكون جديد وكنا في الغالب بنشتري القماش وفصله، كنا في حال غير الحال حتى الوقت كان فيه بركه، إمبارح نزلت أشتري لابنتي (بيجاما) من منطقة شعبية وصنع الصين ومش قطن لقيتها بأكثر من 220 جنيهاً، أنا كنت أقدر أجيبها بس إبنتي هي اللي رفضت، وقالتلي نشوف مكان تاني أرخص !!". ملابس العيد فى العالي تختلف أسعار الملابس من منطقة لمنطقة أخرى كما تختلف أيضا الملابس الصيفية عن الشتوية التي تكون أغلى سعراً نظراً لغلو أسعار الأصواف والملابس "التريكو" التي قد تكون مرتفعة الأسعار نظراً لكونها صناعة يدوية. قالت هبة هادي: " ذهبت لأشتري بلوفر للعيد من منطقة المرج القديمة التي تتميز بأسعارها المتوسطة، لكني فوجئت بثمنه الذي يقدر بحوالي 100 جنيه، وعندما ذهبت إلى العتبة وجدت البلوفر نفسه ب35 جنيهاً، لم أكن أتخيل أبداً أن يتحكم في فرحة العيد جشع التجار". وعلى النقيض أكدت ياسمين عادل التي اعتادت على الشراء من المحال الراقية أنها لن تشترى منها هذا العام نظراً للحالة الاقتصادية المتدهورة بمصر حالياً فقالت: "أنا دايما كنت بشتري من المحالات الماركة، يعني من400جنيه ل500 جنيه للجاكت أو البلوفر الشتوي يادوبك، عادي ما هو العيد عمره ما هيتحس إلا وأنا لابسه فيه جديد، بس السنة دي أعلنت حالة التقشف ورحت اشتريت جاكت من محل عادي كده ب250 جنيها عشان بابا ميزعلش". وقت العيد.. يحلى القديم أصبح العيد ليس لشراء الملابس الجديدة فقط، بل لشراء القديم أيضاً أو الاستغناء عن الجديد والاكتفاء بالملابس القديمة المستهلكة التي مرت عليها السنون محافظين على رونقها بالحياكة لأنهم لا يمتلكون مالاً كافٍ لشراء غيرها. وقالت ندى عبد الرحمن: "نزلت أشتري أي حاجة ألاقيها، المهم أحس إني جبت حاجة جديدة حتى لو كانت بسيطة أوي إن شالله حتى توكة شعر". كما قال على فؤاد: " السنة دي قررت أشتري بنطلون وبس وهلبس التي - شيرت من دولابي القديم، كفاية كده هشتري إيه ولا إيه ؟؟ حتى لو جربت أشتري كذا حاجه أسعارها رخيصه في النهاية المجموع هيكون كبير". وأضافت غادة خالد:" أنا بقالي كذا سنة بجيب هدوم العيد كلها، بس السنه دى بالذات مش لاقيه حاجه أشتريها، مرتبي لن يكفي الأكل وإيجار المنزل وملحقاته ولبس العيد في آن واحد، ولازم آخد (علاوتين تلاته) عشان أقدر أعيد السنه دي". وعقبت زينب محمد :" بصراحة أنا أشتريت السنة دي حاجات قديمة لأنها بتكون رخيصة، أشتريت لأولادي الثلاثة من الأسواق التي تبيع الملابس القديمة، وأول ما روحت غسلتها كويس وفرحت بيها العيال، والله كان نفسي أشتري لهم أحلى حاجه، بس العين بصيرة والإيد قصيرة الحمد لله". وهكذا يرضى معظم المصريون بأقل القليل، فسعادتهم بالستر وراحة البال أكثر بكثير من فرحتهم بملابس العيد.