ينتظر الناقد رامى عبدالرازق عرض أول أعماله الدرامية فى عالم الكتابة وهو المسلسل الكويتى «ساق البامبو» الذى سيتم عرضه خلال الموسم الرمضانى المقبل، وبطولة سعاد عبدالله وعبدالمحسن النمر وشجون وفيصل العميرى ومرام وفاطمة الصفى، إخراج محمد القفاص، والعمل مأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتب الكويتى سعود السنعوسى الحائز على جائزة البوكر. تدور أحداث هذه الرواية عن شاب ولد من خادمة فلبينية تعمل لدى عائلة كويتية أحبها النجل الوحيد لهذه العائلة وهو «راشد» وقد تزوجها خفية عن أهله، وعندما عرف الأهل بسر هذا الزواج والطفل أصروا أن يتخلى عن زوجته وطفله لأنه حسب المجتمع الكويتى فإن هذا يشكل عاراً للطبقة الغنية المعروفة هناك، نشأ هذا الشاب «هوزيه» أو «عيسى» فى موطن أمه فى مانيلا، فى نشأة فقيرة ينتظر أن يأخذه أبوه إلى الجنة «الكويت» كما وصفتها له أمه، ينتهى المطاف ب «هوزيه» ليجد أباه قد فارق الحياة أثناء حرب الخليج بين الكويت والعراق ولكنه يعود إلى الكويت عن طريق صديق والده «غسان» ليجد نفسه فى عالم غريب ومختلف جداً عما سبق. يقول رامى: قمت ببعض التعديلات فى الرواية بدون أن أغير من أحداثها، لأن الرواية بها مادة درامية تغنينى عن الخروج عن أحداثها، فقمت بإدخال شخصية جديدة، وزيادة حجم أدوار بعض الشخصيات التى كانت موجودة فى الرواية، وعرض بعض الأحداث بشكل لا يصدم المشاهد، خاصة أنه يوجد شخصية داخل الرواية شاذة جنسياً، فقمت بالتلميح لهذه العلاقة. وعن صعوبة كتابة العمل باللهجة الكويتية، قال: لن أكتب باللهجة الكويتية الأحداث تدور فى الكويت، لكنى اتفقت فى البداية على كتابة العمل باللهجة المصرية وسيقوم سعود السنعوسى مؤلف الرواية بتحويلها إلى اللهجة الكويتية، ولن يحدث تغيير كبير، لأننا فى النهاية نكتب عملاً اجتماعياً عربياً، أما الصعوبة الحقيقية التى واجهتها خلال كتابة العمل فهي إصرار الشركة المنتجة على وجود الأحداث فى الفلبين مثل الرواية وأنا أردت أن تكون فى الكويت. وأضاف: جلسنا فى عدة مداولات لكى نصل إلى حل يرضى جميع الأطراف، حيث قمت بعمل خط من الحلقة ال 14 يدور هناك فى الفلبين، بدون أن يظهر بشكل مقحم، والحمد لله تم تنفيذه بشكل جيد جداً، كما قمت بالسفر لمدة أسبوع إلى الكويت، وجلست فى الشارع لمشاهدة أهل البلد وطريقة تعاملهم، لكى يكون العمل معبر عنهم، لأن المشاهد الخليجى مشاهد شرس جداً فى نقده ولن يرحم إذا وجد أن العمل غير جيد، بجانب أن أعمال الخليج يتم عرضها فى بلاد المغرب العربى ولأعمالهم جماهيرية كبيرة هناك. وبسؤاله عن اختياره لكتابة العمل فى ظل وجود كاتب الرواية الأصلى، قال: كتابة السيناريو تحتاج مهارات معينة، والكتاب المصريون لديهم باع كبير فى الاقتباس وكتابة نص درامى موازٍ لعالم الرواية، ومشكلة كتاب الروايات أنهم لا يستطيعون الخروج من أسر الرواية وأحداثها، ولم يقم بذلك إلا عدد محدود من الكتاب، وإذا نظرنا إلى التاريخ سنجد يوسف السباعى وإحسان عبدالقدوس كانا لا يكتبان سيناريوهات لرواياتهما، على رغم من أنهما يكتبان سيناريوهات كثيرة لروايات لكتاب آخرين، وكتاب الخليج ليس لديهم مهارة تحويل الروايات للمسلسلات، بينما يوجد لدينا أجيال تربت على أيدى كبار الكتاب. وأشار إلى أنه تعلم كتابة السيناريو على يد الكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن، وهو من رشحه لكتابة العمل.. وقال: كان لدى تجارب قديمة فى كتابة سيناريو مأخوذ عن الرواية، ولكن ظروف الإنتاج السينمائى لم تساعدنى فى إيجاد التمويل، وفى عام 2010 تعاقدت مع التليفزيون المصرى على كتابة سيناريو مسلسل بعنوان «هاتف المغيب» المأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم لجمال الغيطانى، وكان صاحب المشروع هو أنس الفقى وزير الإعلام حينها، الذى أراد إنتاج مجموعة مسلسلات مأخوذة عن روايات أدبية، ولكن بسبب الثورة توقف المشروع وفى ظل تلك الإحباطات رشحنى محفوظ عبدالرحمن لكتابة مسلسل «ساق البامبو» بعد تأجيل مشروع «نادى السيارات» الذى كان من المقرر إنتاجه هذا العام ولكن تم تأجيله بعد أن طلب المخرج شوقى الماجرى أن تكون حلقات المسلسل 30 بدلاً عن 60 حلقة مثل ما كنت قد كتبت.