التقي جمهور معرض القاهرة الدولي للكتاب بالروائي الكويتي سعود السنعوسي وأدار اللقاء الكاتب والناقد ايهاب الملاح ، ودار اللقاء حول رواية السنعوسي الشهيرة 'ساق البامبو'، الفائزة بجائزة الرواية العالمية في نسختها العربية 'البوكر'، وهي رواية تسجل تواريخها بين الفلبينوالكويت، وتؤرخ لبعض الأحداث التاريخية والسياسية والدينية. وقال السنعوسي أنه في مرحلة مبكرة من عمري كنت أكره الصور السلبية وعندما وصلت لمرحلة متقدمة عرفت أنها صورتنا وفكرت في كتابة رواية لكي تكون الفكرة واضحة. وأضاف انني لم أتذكر كيف جاءتني فكرة الرواية، ولكن دائمًا كنت أفكر في نظرة الآخر، واتجهت لكتابة عدة مقالات، ثم فكرت فيما بعد في كتابة الرواية، وبحثت عن أساليب وشكل عالمها، ومن هو الآخر الذي ربما يمكنه أن يتحدث في الرواية. وتابع: فكرت في أن يكون شخص متشكل الهوية، علي أن يكون من الهند أيضًا، نصفه كويتي، ونصفه هندي، ثم جاءت فكرة أن يكون هذا الشخص غريبًا، واخترت أن يكون من الفلبين، لأنه علي الرغم من حمله لجواز السفر سيبدو شكله مختلفًا. واستطرد قائلا إن بعد عودته من الفلبين كان يشعر بأنه يري هوزيه -وهو بطل القصة- بالفعل، وحدث أن البعض قال بأن هوزيه كان يرصد التفاصيل الكويتية بشكل مبالغ، ولكن هذا الرأي يمكن تقبله لو قلت إن المؤلف نفسه هو الذي يبالغ، لكن الآخر له نظرته التي ترصد التفاصيل التي تخصه. وحول ما كتب عن 'ساق البامبو' قال سعود السنعوسي، البعض هاجم، والبعض أحب العمل، مبديا دهشته من أن كل ما جاء في الرواية أغلبه في صحفنا اليومية، ومن هنا كان من الغريب أنهم يتقبلون ما يأتي في الصحف وما تحتويه من حوادث، وهو ما يعد واقع سيئ، وفي المقابل يرفضون الواقع الذي رصدته الرواية بشكل أدبي. وأكد السنعوسي أنه لا يعتبر روايته جريئة كما يقال عنها، وقال 'أتصور أنني كنت أنتقد بلطف، فأنا في النهاية سعود وليس عيسي 'هوزية' بطل الرواية. وعبر السنعوسي عن تقديره للكاتب الكويتي الكبير إسماعيل فهد إسماعيل الذي ظهر كأحد شخصيات الرواية، لافتا إلي أنه تربطه به علاقة إنسانية، حيث يستشيره كثيرًا، كما أنهم بدءوا سويًا في كتابة روايتيهما الأخيرتين. ومن جانبه أشاد الكاتب ايهاب الملاح الذي أدار الندوة بنهاية الرواية وقال إن مشهد النهاية كان من أروع ما كتب، في الروايات، وفي الأدب العربي خاصة. وأضاف إن 'السنعوسي' هو تجربة روائية خاصة جدًا في المشهد العربي، وفي الكويت بشكل خاص، وكانت روايته حدثا مدويا، قبل أن تصل للقائمة الطويلة لجائزة البوكر، ثم فازت. وتابع: أن هذه الرواية استطاعت أن تطرح موضوعاً بجرأة قد تسبب له المشكلات، خاصة أنه في مجتمع خليجي له عادات وتقاليد، إلا أن الأمور سارت علي خير بعدما جاءت الريح بكل ما تحمله من خير بفوزها بالبوكر، وكان من الجيد أن الرواية لاقت استحساناً وتفاعلاً من الكتاب والنقاد في مصر والعالم العربي، ما يجعل ما كتب عنها بمثابة مجلد.