«مياه الجيزة» تعلن إصلاح كسر خط قطر 1000 مم أمام مستشفى أم المصريين    بينهم 140 طفلا، عودة أكثر من 500 مواطن فنزويلي جوا إلى بلادهم من أمريكا والمكسيك    استشهاد 6 فلسطينيين في غارات إسرائيلية على جنوب قطاع غزة    «ما تسيبوش حقه».. نداء والد السباح يوسف محمد خلال تلقى العزاء (فيديو وصور)    ممثل وزير الشباب يشارك في وداع السباح يوسف محمد إلى مثواه الأخير.. فيديو وصور    قناة دي فيلت: إذا لم تجد أوكرانيا المال لتغطية عجز الميزانية فستواجه الانهيار الحقيقي    اليوم، آخر فرصة لسداد رسوم برامج حج الجمعيات الأهلية 2025 بعد مدها أسبوعا    دولة التلاوة.. المتحدة والأوقاف    اللهم إني أسألك عيش السعداء| دعاء الفجر    الصحة: خدمات شاملة لدعم وتمكين ذوي الهمم لحصولهم على حقوقهم    وزير الخارجية الفنزويلي: استقبلنا رحلات جوية حملت مواطنين مرحلين من الولايات المتحدة والمكسيك    د. خالد سعيد يكتب: إسرائيل بين العقيدة العسكرية الدموية وتوصيات الجنرال «الباكي»    نائب وزير المالية: تمويل 100 ألف مشروع جديد للانضمام للمنظومة الضريبية| فيديو    موعد مباريات اليوم الخميس والقنوات الناقلة    في جولة محطة العبادلة بالقليوبية.. فودة يشدد على التشغيل القياسي وتعزيز خطط الصيانة    الصحة: لا تراخيص لمصانع المياه إلا بعد فحوصات دقيقة وضوابط رقابية مشددة    حلمي عبد الباقي يكشف إصابة ناصر صقر بمرض السرطان    دراما بوكس| بوسترات «سنجل ماذر فاذر».. وتغيير اسم مسلسل نيللي كريم الجديد    أحمد مراد: رؤية فيلم "الست" تناسب جيل "زد" الذي لم يعش زمن أم كلثوم    منى زكي: فيلم "الست" أصعب أدواري على الإطلاق وتجسيد الشخصية أكبر من أي ممثلة    أحمد حمدي يكتب: هيبة المعلم    بالمستند.. أكاديمية المعلم تقرر مد موعد المتقدمين لإعادة التعيين كمعلم ل31 ديسمبر    جمال شعبان يُحذر: ارتفاع ضغط الدم السبب الرئيسي للفشل الكلوي في مصر!| فيديو    نجاح جراحة دقيقة لمريض يعاني أعراضًا تشبه الجلطة في الجانب الأيسر    لا خوف من الفيروسات.. الصحة توضح سبب شدة الأعراض في هذا الموسم    أستاذة بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية تكشف أفضل أساليب الطهي للحفاظ على جودة اللحوم    محمد رجاء: لم يعد الورد يعني بالضرورة الحب.. ولا الأبيض يدل على الحياة الجميلة    موعد صلاة الفجر.....مواقيت الصلاه اليوم الخميس4 ديسمبر 2025 فى المنيا    أكسيوس: إسرائيل تحذر من استئناف الحرب في حال استمرار تسلح حزب الله    وزير الثقافة يُكرّم المخرج القدير خالد جلال في احتفالية كبرى بالمسرح القومي تقديرًا لإسهاماته في إثراء الحركة المسرحية المصرية    حظر النشر في مقتل القاضى "سمير بدر" يفتح باب الشكوك: لماذا تُفرض السرية إذا كانت واقعة "انتحار" عادية؟    وليد صلاح الدين: لم يصلنا عروض رسمية للاعبي الأهلي.. وهذا سبب اعتراضي على بسيوني    القانون يحدد عقوبة صيد المراكب الأجنبية في المياه الإقليمية.. تعرف عليها    ماكرون يستعد لإعلان تعديلات جديدة على العقيدة النووية الفرنسية    تواصل عمليات البحث عن 3 صغار بعد العثور على جثامين الأب وشقيقتهم في ترعة الإبراهيمية بالمنيا    حريق بجوار شريط السكة الحديد بالغربية.. والحماية المدنية تُسيطر على ألسنة اللهب    أحدهما دخن الشيشة في المحاضرة.. فصل طالبين بالمعهد الفني الصناعي بالإسكندرية    اليوم، آخر موعد لاستقبال الطعون بالمرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب    كأس إيطاليا – إنتر ونابولي وأتالانتا إلى ربع النهائي    خبر في الجول - انتهاء مهلة عبد الحميد معالي ل الزمالك في "فيفا" ويحق له فسخ التعاقد    علاج ألم المعدة بالأعشاب والخلطات الطبيعية، راحة سريعة بطرق آمنة    بيراميدز يتلقى إخطارًا جديدًا بشأن موعد انضمام ماييلي لمنتخب الكونغو    الإسكان تحدد مواعيد تقنين الأراضى بمدينة العبور الجديدة الإثنين المقبل    احذر.. عدم الالتزام بتشغيل نسبة ال5% من قانون ذوي الإعاقة يعرضك للحبس والغرامة    هل يجوز لذوي الإعاقة الجمع بين أكثر من معاش؟ القانون يجيب    الحكومة: تخصيص 2.8 مليار جنيه لتأمين احتياجات الدواء    قناة الوثائقية تستعد لعرض سلسلة ملوك أفريقيا    هجوم روسي على كييف: أصوات انفجارات ورئيس الإدارة العسكرية يحذر السكان    أهلي بنغازي يتهم 3 مسؤولين في فوضى تأجيل نهائي كأس ليبيا باستاد القاهرة    استئناف المتهمة في واقعة دهس «طفل الجت سكي» بالساحل الشمالي.. اليوم    بالأسماء.. إصابة 8 أشخاص في حادث تصادم ب بني سويف    تصادم موتوسيكلات ينهى حياة شاب ويصيب آخرين في أسوان    آثار القاهرة تنظم ندوة علمية حول النسيج في مصر القديمة واتجاهات دراسته وصيانته    العناية الإلهية تنقذ أسرة من حريق سيارة ملاكى أمام نادى أسوان الرياضى    مصر تستورد من الصين ب 14.7 مليار دولار في 10 أشهر من 2025    الشباب والرياضة: نتعامل مع واقعة وفاة السباح يوسف بمنتهى الحزم والشفافية    وكيل لجنة مراجعة المصحف ورئيس منطقة الغربية يتفقدان مسابقة الأزهر السنوية لحفظ القرآن الكريم    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 3ديسمبر 2025 فى المنيا.. اعرف مواقيت صلاتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انطلاق أعمال "منتدى الإعلام العربي" في دبي
نشر في الوفد يوم 11 - 05 - 2016

الأميرة هيا بنت الحسين تطالب بوضع ميثاق شرف لمهنة الصحافة
نائب رئيس وزراء الأردن: بالإمكان أن نعمل معًا لتطوير إستراتيجية إعلامية عربية من أجل "أنسنة الإعلام"
تحت رعاية وبحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى، رعاه الله، انطلقت أمس فى دبى أعمال منتدى الإعلام العربى فى دورته الخامسة عشرة بمشاركة حشد من القيادات الإعلامية العربية والمحلية، وكبار الكتّاب والمفكرين فى المنطقة العربية، ورموز العمل الإعلامى العربى والعالمى، لمناقشة مجموعة من الموضوعات المهمة المتعلقة برسالة المنتدى هذا العام «الإعلام.. أبعاد إنسانية».
وخلال الجلسة الافتتاحية التى حضرها، سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولى عهد دبى، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبى، ألقت حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، سمو الأميرة هيا بنت الحسين، سفيرة الأمم المتحدة للسلام رئيسة مجلس إدارة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، الكلمة الرئيسة للمنتدى وأكدت فيها على أهمية دور الإعلام فى خدمة الإنسانية، مشيرة إلى أثر الاضطرابات السياسية والاقتصادية والثقافية فى المنطقة العربية فى تهميش الجانب الإنسانى، ووضع تلك الأزمات الإنسانية ضمن قائمة طويلة من الاهتمامات الإعلامية.
وأكدت سمو الأميرة هيا بنت الحسين أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد يحرص دائمًا على أن يكون قدوة للآخرين فى التواضع والتسامح ومساعدة الناس، على الرغم من حجم مسئولياته كنائب لرئيس الدولة ورئيس لمجلس الوزراء وحاكم لإمارة دبى، سيراً على نهج الآباء المؤسسين: المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما.
منصات التواصل
وخلال الكلمة الرئيسة للمنتدى، تناولت سمو الأميرة هيا بنت الحسين أثر الإعلام المجتمعى الجديد وانتشار منصات التواصل الاجتماعى التى ساهمت بصورة كبيرة فى جعل الأفراد أكثر قدرة على تناقل المعلومات والأخبار، مستشهدة بأحد المواقف الإنسانية النبيلة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والتى جاءت فى صورة نشرتها إحدى المدرسات عندما جلس سموه إلى جانب الطريق مع طفلة تقف وحيدة بالقرب من بوابة مدرستها انتظاراً لوصول والدها، وقالت سموها إن هذا الموقف النبيل– الذى انتشر بصورة كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي- ليس غريباً على سموه كونه تربى فى بيت المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائى العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، التى تعلمنا كل يوم معنى العطاء والمساعدة من غير حدود.
المهنية وحقوق الإعلاميين
وتطرقت سمو سفيرة الأمم المتحدة للسلام رئيسة مجلس إدارة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية إلى مسألة المهنية الإعلامية، وقالت إن فى ذات الوقت الذى تتصاعد فيه الدعوات الصادرة عن الحكومات للإعلاميين باتباع أرقى المعايير المهنية مع كون المصداقية والمعرفة والمهنية تشكل صلب العمل الإعلامى، فلابد أيضًا من التأكيد على حق الإعلامى والإعلامية فى أى مكان فى عالمنا العربى فى العيش بكرامة، مشيرة سموها إلى أن 110 من الإعلاميين قضوا فى العام 2015 كضحايا للنزاعات المسلحة والحروب، وداعية إلى منح الإعلاميين الحقوق المناسبة التى تؤمن لهم العيش الكريم.
فى الوقت نفسه، دعت سمو الأميرة هيا بنت الحسين إلى رفع القيود عن الإعلام كى يقوم بدوره فى نقل الصورة الحقيقية إلى المجتمع، مع التأكيد على ضرورة احترام القوانين التى تحافظ على حقوق الجميع، حيث يبقى الجميع سواسية أمام القانون، كما دعت سموها إلى العمل تحت مظلة منتدى الإعلام العربى لوضع ميثاق شرف جديد للمهنة، يضمن أكبر نسبة من التوافق بين جميع الأطراف دون استثناء.
الإمارات ومساعدة الأشقاء
وتساءلت سموها عن مدى الاهتمام الذى يمنحه الإعلام للجهود الإنسانية فى المنطقة بما فيها الدور الكبير الذى تلعبه دولة الإمارات بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ومتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، وضربت مثالًا بمبادرة سموه فى الوقوف إلى جانب الأطفال والشيوخ والنساء الأبرياء فى غزة عام 2014 جراء الهجوم الغاشم الذى قصفت فيه قوات الاحتلال المستشفى الذى لجأوا اليه كمكان آمن، حيث بادرت دولة الإمارات على الفور بإرسال مئات الأطنان من المساعدات الإنسانية لغوثهم.
وتحدثت سمو الأميرة هيا بنت الحسين عن أثر منصات التواصل الاجتماعى فى بناء جسور تواصل فعالة بين القادة وشعوبهم، وضربت مثالًا بالاهتمام الذى يوليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للتوظيف الأمثل لتلك المنصات كوسيلة للوصول ليس فقط إلى المواطن الإماراتى والمقيم بل أيضاً للتواصل مع الإنسان أينما كان، ما جعل سموه بين قائمة أهم زعماء العالم المستخدمين لمنصات التواصل وبأعداد ضخمة من المتابعين، تجسيدًا للمعنى الحقيقى للتواصل والتشاور.
الإعلام الغربى والمنطقة
وعن علاقة المنطقة بالإعلام الغربى، قالت سمو الأميرة هيا بنت الحسين إن البعض يصف الإعلام الغربى بالمزاجية فى اختيار الأخبار من منطقتنا، وتساءلت سموها قائلة: «كم وسيلة إعلام عالمية سلطت الضوء على البُعد الإنسانى لمبادرة دول الخليج العربى بقيادة المملكة العربية السعودية وشقيقتها دولة الإمارات العربية المتحدة فى مد يد الأخوّة للشقيقة الكبرى مصر ومساعدتها على إعادة البناء ودعم الاقتصاد وتوفير فرص العمل للملايين؟ مصر، التى قادتها رائدة عالم التواصل والعلاقات الإستراتيجية فى التاريخ، الملكة كليوبترا، بحسب العديد من الدراسات ومصر ذاتها التى يشكل الشباب النسبة الأعلى من سكانها، والشباب هم مصدر أملنا بالمستقبل».
واختتمت سموها الكلمة الرئيسة للمنتدى بقصة إنسانية عن الجوع عايشتها كشاهد عيان ضمن إحدى زياراتها كرئيسة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، إلى مالاوى حيث التقت سموها بأم فى مستشفى تبكى لفقدان طفلها بسبب الجوع وإذا بالقائمين على المستشفى وقد أحضروا لها كيساً بلاستيكياً أسود اللون به جسد طفلها المتوفى حيث بقيت هذه الصورة الإنسانية لا تغيب عن ذهنها.
وفى الختام، أشارت سمو الأميرة هيا بنت الحسين إلى كلمات لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حول أهمية العمل الإنسانى ضمن مقطع مصور عُرض على الحضور، وقال فيه سموه: «الأمم الحية لا تهرب ولا تيأس من التحديات، ونحن أمة حية لم تيأس فى الماضى ولن تيأس فى المستقبل، لا نتأخر فى دعم الشقيق والصديق والمنكوب والمحتاج أينما كان، تنصر الضعيف وتعلم الصغير وتسد جوع الفقير وتغيث الملهوف وتعالج المريض، تبنى مستشفيات، وتعمر المدن، وتقيم المدارس، وتنشر رسالة المحبة، الإنسان لأخيه الإنسان، وتحمل لواء العطاء للبشر، كل البشر، لا نبتغى بهذه الأعمال مفاخرة أو تباهى بين الناس، يكفينا رضا الخالق ودعوات المخلوقين».
وقد حضر الجلسة الافتتاحية لمنتدى الإعلام العربى ال15 سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، والدكتور سلطان بن أحمد سلطان الجابر، وزير دولة، رئيس مجلس إدارة المجلس الوطنى للإعلام، وريم بنت إبراهيم الهاشمى، وزير الدولة لشؤون التعاون الدولى، وعدد من كبار الشخصيات ومديرو الدوائر الحكومية والفعاليات الإعلامية فى الدولة.
دور الإعلام فى معالجة الأزمات الإنسانية
وخلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى الإعلام العربى، ألقى ناصر جودة، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشئون المغتربين بالمملكة الأردنية الهاشمية، كلمة تناول فيها مجمل الأوضاع الإنسانية التى تواجهها المنطقة جراء القضايا السياسية والنزاعات فى المنطقة خلال السنوات الماضية، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية والأوضاع فى سوريا والعراق، وكذلك انتشار ظاهرة الإرهاب والتطرف، وما خلفه من تشويه لصورة ديننا الإسلامى الحنيف، متناولًا دور الإعلام فى التصدى لمختلف تلك القضايا ومسئوليته فى تصحيح الصورة المغلوطة عن اقعنا العربى والإسلامى مع أهمية تقديم رسالة تحصن الشباب فى الوقوع فى فخ التنظيمات الإرهابية.
وبدأ ناصر جودة كلمته بالإشادة بالمكانة التى وصل إليها منتدى الإعلام العربى بدعمٍ وتوجيهٍ كريمين من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وقال إن المنتدى أصبح أبرزَ تجمع إعلامى عالمى، منتظمٍ، يطرحُ أهمَ القضايا السياسيةِ والفكريةِ والمتخصصةِ، ويمتازُ بمستوى الإعدادِ والتنظيمِ والمشاركين ويمثلُ الصورةَ البهيةَ للمنجزِ العربى الحضارى، القادرِ على مد جسورِ التواصلِ والتعاون، وتكريسِ ثقافةِ الحوار، وتعميقِ النقاشِ العلمى المسئولِ فى مختلفِ القضايا، التى تتصدرُ المشهدين السياسى والإعلامي.
ونوه بأهمية موضوع المنتدى هذا العام، وقال إنه ربما يكون الأكثرُ أهميةً فى هذه المرحلةِ، وملامسةً لحاجةٍ أساسية، ولوظيفةٍ ملحةٍ يستطيعُ الإعلامُ العربيُّ أن يقومَ بها، بكفاءة، إذا امتلك الإرادةَ الكافيةَ والمنهجيّةَ الضروريةَ.
وأضاف: أمام هذا العنوان الكبير «الإعلام.. أبعاد إنسانية» وبنظرةٍ إلى قضايا منطقتِنا، وما تشهدُه من صراعاتٍ داميةٍ، وأزماتٍ أخذت، يغيبُ، فى كثير من التغطياتِ والمتابعات الإعلامية، البعدُ الإنسانيُّ لما يحدث، ويأخذُنا الاصطفافُ السياسيُ أحياناً، أو العملُ التقنيُ المجردُ أحياناً أخرى، للتعاملِ مع الأحداثِ بمعزلٍ عن عمقِها الإنسانى، وعن جوهرِ الصراع وجذوره».
وأوضح أن المنطقةُ مرت خلال السنوات الست الماضية، وما زالت، بواحدة من أصعب مراحلها، حيث تتشابك الاستحقاقاتُ، وتتبدل الأولويات، وهو ما فرض نفسه، بشكل جلى، على الأجندة الإعلامية، تغطيةً وتحليلاً ومتابعةً، وربما اصطفافاً وانقساماً معاً.
واستعرض ناصر الجودة مجمل الأحداث التى شهدتها وتشهدها المنطقة وكانت سببًا فى خلق أوضاع إنسانية استثنائية بالغة القسوة بما فى ذلك تطورات القضية الفلسطينية التى أكد فيها موقف الأردن الثابت أن هذا الصراع لن ينتهى إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل ترابها الوطنى على خطوط الرابع من يونيه 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، استنادًا إلى المرجعيات والشرعية الدولية وبصفة خاصة مبادرة السلام العربية.
الإرهاب والمنابر الإعلامية
ونبه نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشئون المغتربين فى الأردن إلى خطورة امتلاك التطرف منابرَ إعلاميةً مؤثرةً وتصلُ إلى قطاعات الشباب، وقال إن الإرهاب بات يستثمرُ ثورة التكنولوجيا الحديثة، لبثَّ أكثرَ الرسائلِ ظلاميةً وسوداويةً، وعَمِلَ على تشويه صورةِ الإسلام الحنيفِ، واختطافِ مبادئه السمحةِ؛ الأمر الذى بات يمثل تحديًا رئيسياً للمنطقة.
وقال إن تلك الأوضاع تطرحُ سؤالاً حول دور الإعلام فى هذه المواجهة وقدرته على استحضار وتوظيف وسائل الاتصالِ الجماهيرى، فى مجابهة مفتوحة، مع خطابٍ متسللٍ يختلسُ صورةَ الإسلامِ الحنيف، الإسلامِ الذى سبق المواثيق الدولية والقوانين التى تنصُّ على حقوق الإنسان وصون حرياته، فكفِلَ منذ أربعة عشرَ قرناً، حقَّ الحياة، وسما به على أيِّ اعتبار، وحفظ للإنسان كرامتَه، بحكم كونه إنساناً، وهذا هو الإسلامُ، الإنسانيُّ الجامعُ، الذى يسعى الظلاميون الإرهابيون لاختطافه، وعزله عن الحضارة الإنسانية، وتشويه وعى وفكر أجياله.
وتحدث ناصر الجودة حول رؤيةُ جلالة الملك عبدالله الثانى ابن الحسين، ملك الأردن، فى المواجهة الشاملة مع خطر الإرهاب، على أساس استراتيجية ثلاثية؛ عسكرية- قصيرة المدى، وأمنية- متوسطة المدى، وأيديولوجية- طويلة المدى، مؤكدا أهمية دور الإعلام فى التصدى للإرهاب والتطرف، وأهمية تحصين الشباب من مخاطره.
وأضاف قائلًا: «إن الإعلامَ اليوم، بما يمتلك من تأثير وانتشارٍ وإمكانات، أتاحتها ثورةُ الاتصال الألكترونى، يمثل سلاحاً ذا حدّين؛ فمن ناحية، يمثل الإعلامُ الأصيل، سلاحاً حيوياً للمجابهة، ومنارةً للوعى، ومنبراً للحوار الراقى، ومجالاً واسعاً للتفاعل الإنسانى، فى حين يسعى الظلاميون لتوظيفه واستثمار منابره التقليدية وغير التقليدية فى التعبئة والتحشيد والانتشار وتكريس ثقافة الكراهية».
كلمة ترحيبية
وكانت سعادة منى غانم المرّى، رئيسة نادى دبى للصحافة، الجهة المنظمة للحدث، رئيسة اللجنة التنظيمية لمنتدى الإعلام العربى، قد ألقت كلمة ترحيبية فى مستهل الافتتاح الرسمى للدورة الخامسة عشرة للمنتدى، أعربت فيها عن ترحيبها بضيوف المنتدى الذين واكبوا تطوره منذ انطلاقه قبل 15 عامًا، وكذلك ما شهدته دولة الإمارات من تطورات وإنجازات على مدار تلك الفترة.
وقالت سعادتها: «دعونى أعود بكم قليلاً إلى الوراء، وتحديداً قبل خمسة عشر عاماً ومع انطلاق الدورة الأولى لهذا المنتدى الذى يوجد بينكم من كان شاهداً على خطواته الأولى».
وأشارت إلى توجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم فى أول دورة للمنتدى بتنظيم زيارة لمشروع جديد رأى فيه سموه خطوة واعدة لمركز عالمى متطور يوفر لصناعة الإعلام بيئة داعمة تمكنها من الوصول إلى آفاق جديدة من التميز حيث تم ترجمة تلك الرؤية إلى «مدينة دبى للإعلام» التى أصبحت اليوم تضم أكثر من ألفيّ مؤسسة إعلامية عربية وعالمية.
وأوضحت قائلة: «على مدى خمسة عشر عاماً، شهدنا العديد من الإنجازات ورأينا مشاريع ربما ظنها البعض أحلاماً ولكنها أصبحت حقيقة وواقعًا فى دولة الإمارات، وكان آخرها قبل شهرين عندما تابعنا العالم وأنتم تطلقون يا صاحب السمو «حكومة المستقبل»... تأسيساً لمرحلة جديدة من العمل عنوانها الابتكار ... وغايتها سعادة الناس. واليوم يأتى منتدانا ليجيب عن تساؤلات مهمة تقودنا جميعها لأسمى غاية وهى خدمة الإنسانية».
إعلاميون وباحثون ينتقدون غياب تعريف محدد للإرهاب
انتقد باحثون ومحللون وإعلاميون عدم تحديد تعريف محدد للإرهاب، معتبرين أن ما يظهر على الساحة من تحديد لماهية الظاهرة ، إنما هو من قبيل الاجتهادات الفردية، لافتين إلى أن جلسات ومؤتمرات ومنتديات متعددة عقدت في الأمم المتحدة، بهدف تعريف الإرهاب، إلا أنها جميعاً خرجت بلا نتيجة، ربما لوجود جهات بين المجتمعين لا تريد لهذا التعريف أن يظهر، لاحتمالية أن يطالها.
الإرهاب مستمر..
جاء ذلك خلال جلسة بمنتدى الإعلام العربي تحت عنوان «الإنسانية في مواجهة الإرهاب«.
أرجعت الكاتبة الصحفية الإماراتية عائشة سلطان عدم الوقوف على تعريف محدد للعمل الإرهاب، إلى عدم رغبة البعض في ظهوره لأنها قد تقع في دائرته، مؤكدة أن «الإرهاب هو حالة إجرام منظم مستمر تقوم به جماعات بهدف سياسي في الأغلب، ما يختلف عن العمل الإجرامي الفردي الذي يدخل تحت مسمى «العمل الجنائي».
وأشارت سلطان إلى أن العالم العربي لم يعد الضحية والجلاد في مواجهة هذه الظاهرة، حيث لم يعد مكان بالعالم بمنأى عنها، فالدول المتقدمة والكبرى تتعرض لمثل هذه الهجمات الإرهابية، ومن الواضح أن الأمر سيستمر ما لم يقف الجميع في مواجهتها بالتعرف على أسبابها، ومعالجتها، فهي لا تعتبر ظاهرة كونية يمتنع حلها، لافتة إلى أن إلى الفرق بين تبرير ظاهرة الإرهاب والتبرير للإرهاب في حد ذاته، مضيفةً أن الأخير لا يمكن القبول به، فلا أحد يمكن أن يبرر للجماعات المتطرفة إرهابها، ولكن تبرير الظاهرة يعني البحث في أسبابها ودوافع وجودها، ومن ثم يمكن علاجها بناء على هذه البحث.
وأرجعت أسباب انضمام الشباب للجماعات الإرهابية إلى ما يتعرضون له من «غسل الأدمغة»، والتأثر بالفكر المتطرفة، إضافة إلى التربية الخاطئة، وخاصة في المدارس التي ربما تحتضن لبعض حاملي هذا الفكر، وتعمل على نشره بين الطلبة.
الإرهاب الإليكترونى
وقال رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط سلمان الدوسري إن الإرهاب تطور خلال السنوات الأخيرة، ليملك جيوشاً ودولاً، بعد أن كان يمارس أعماله من خلال منظمات صغيرة، متخفية، وأصبح في نشاطه يستهدف جيوش دول قوية بعد أن كان يتعامل مع بؤر صغيرة.
وأضاف أنه في ظل غياب معايير ومفاهيم واضحة ومحددة للإرهاب على مستوى العالم، فإن دولاً سخرته حسب ميولها واتجاهاتها السياسية، وأصبحت تتعامل بازدواجية مع الأحداث في العالم العربي، ففي حين تستنكر وتدين أي عمل إرهابي في بلادها، فإنها لا ترى الممارسات الاسرائيلية في غزة إرهاباً، كذلك تغض الطرف عن ما يحدث في حلب.
وطالب الدوسرى بضرورة معالجة الإرهاب كظاهرة اجتماعية بشكل أساسي، مؤكداً أن التراخي في معالجته من هذه الزاوية من شأنه التأخر كثيراً في وضع حد له ، لافتاُ إلى أن هناك وسائل إعلام في بعض الدول، تتعامل مع الإرهاب كأنه مبرر، مؤكداً أن هذه الممارسات تعد داعمة له، وتزيد من انتشاره وقوته.
وطالب وسائل الإعلام في تغطيتها ومتابعتها لأحداث الإرهاب، بالابتعاد عن نشر صور ومشاهد القتلى والموتى، وذلك لاعتبارات انسانية، وذلك مع الحفاظ على ضرورة نقل الحدث وتغطيته وعدم تجاهل أي من تفاصيله، وأكد أن اللقطة الصحافية الجيدة أقوى تأثيراً من القنبلة .
كما طالب بضرورة وضع قوانين دولية تتصدى للإرهاب الإكتروني، مشيراً إلى أن 80% من العمليات الإرهابية صنع منفذوها موادهم المتفجرة من خلال شروحات لها متوفرة عبر الإنترنت، إضافة إلى أن 90% من المنضمين للجماعات الإرهابية، تم تجنيدهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يوجب فرض رقابة أكبر على هذه النافذة الخطرة، ومعالجة مهدداتها .
تعريف الإرهاب
أوضح عبدالوهاب بدر خان الكاتب والمحلل السياسي، أن الخلاف على تعريف الإرهاب يظهر بسبب المجادلات السياسية حولها، فالولايات المتحدة الأمريكية مثلاً ترفض أموراً معينة في هذا الشأن بهدف إبعاد أي شبهة عن إسرائيل، مضيفاً: إننا الآن نعيش حالة من إرهاب الدولة يتخطى الحالة الفلسطينية ليشمل التجربتين السورية والعراقية، مشيراً إلى أن الأجندة الدينية حاضرة بشكل كبير في العمل الإرهاب الذي يسيطر على الساحة في عدد كبير من الدول العربية والإسلامية، فالجماعات المتطرفة تعتبر هذه الأجندة جواز مرور لشرائح الشباب الذين وجدوا على قارعة الطريق الفكري، ولم تتح لهم فرص أخرى، لينخرطوا في العمل الإرهابي والمتطرفة، ولذلك فإن هذه الجماعات قد أساء للدين وللمجتمع معاً.
وحول نشأة هذه الظاهرة، قال عبدالوهاب بدر خان: نشأت الظاهرة مؤخراً في أفغانستان على إثر الحروب التي شهدتها، حيث كان يدعم الأمريكيون الجهاديين فيها، ولكنهم بشكل مفاجئ تركوا المنطقة في مهب الريح، فاستوطنتها العناصر المتطرفة، وخرجوا منها إلى كل مكان، وهذه الحقيقة التاريخية يجري طمسها بعدم التركيز عليها، وقد تحركت هذه الظاهرة في الزحف إلى المنطقة العربية منذ الغزو العراقي للكويت.
وفي رده على سؤال حول تغاضي الدول الكبرى لنشأة دولة الإرهاب بين دولتين، قال عبدالوهاب بدر خان: التنظيم وأفراده تغلغلوا في المجتمعات، وليس منحصراً في معسكرات خاصة، ولذلك فأي قصف له سيطال المدنيين.
تكاتف
بدوره، طالب الباحث والمحلل السياسي هيثم الهيتي الإعلام العربي، بالتكاتف في مواجهة الإرهاب، ومحاربته للقضاء عليه إعلامياً، موضحاً أن 80% من المدن التي كانت تحت حكم داعش، يرغبون في حكم علماني، فيما تبين رضا 10% فقط منهم عن طريقة حكمهم، وذلك حسب دراسة أجراها بالتعاون مع إحدى المؤسسات البحثية العالمية .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.