حالة من السخط والغضب تسيطر على أبناء سوهاج.. حرمة موتاهم تُنتهك، وباتت الجثث عرضة لأى شىء، بعد أن بلغ الانفلات الأمنى مداه حتى وصل اللصوص المقابر وسرقوا كافة محتوياتها من أبواب حديدية وكشافات إنارة ومحولات، ولم ينج من السرقة شىء، وتركوا الجثث فى العراء بعد أن طمعوا فى أبواب المقابر التى يدفنون بداخلها. تحولت مقابر حى الكوثر فى سوهاج إلى مكان آمن للبلطجية لارتكاب كل الموبقات، بل وحولها تجار المخدرات إلى وكر للتسليم والتسلم، ولمَ لا.. بعد سرقة مئات الأطنان من الحديد، دون أن يعترضهم أحد، أو حتى حراسة شرطية للحفاظ على حرمات الأموات، رغم وجود مبنى المفترض أنه للحراسة. رصدت «الوفد» حالة الإهمال داخل مقابر حى الكوثر فى سوهاج الذى تحول إلى مقلب للقمامة.. المقابر مفتوحة والجثث لم تجد من يعيد إليها حرمتها بعد سرقة البوابات الرئيسية والفرعية.. الحيوانات الضالة تترقب الفرصة للانقضاض على جثث الأموات.. فالمنطقة يكسوها الظلام الدامس عند المغرب بعد سرقة المحولات والأعمدة والكشافات والبوابات حتى اللافتات تمت سرقتها. يقول خالد عبدالقادر: أقوم بزيارة قبر والدى كل أسبوع وأحزن أشد الحزن على الحالة السيئة التى أصبحت عليها هذه المقابر التى تكلف بناؤها عشرات الملايين، وأصبحت مهجورة دون وجود أى نوع من أنواع الرقابة أو الاهتمام، وأصبحت جثث الموتى مهددة بالسرقة، حيث تم سرقة عدد كبير من الأبواب الحديدية الخاصة بالعيون التى يتم دفن الموتى فيها، ما اضطرنى إلى تأمين المقبرة من الداخل والخارج خوفًا من تعرضها للسرقة، كما تحولت هذه المقابر إلى مأوى للخارجين على القانون، لذلك نطالب الدكتور أيمن عبدالمنعم محافظ سوهاج بزيارة عاجلة لهذه المقابر للوقوف على مدى الإهمال الذى تعانيه. وطالب محمد حماد أعضاء مجلس النواب بالتدخل حفاظاً على حرمات الموتى، وطالب مدير الأمن بوضع حراسة على البوابتين حفاظا على جثث الموتى من العبث أو النهش من قبل الحيوانات الضالة خاصة بعد سرقة الأبواب الحديدية. وتعود قصة هذه المقابر إلى قرار محافظ سوهاج الأسبق اللواء محسن النعمانى بمنع الدفن فى مقابر أخميم القديمة للبدء فى الكشف عن الآثار التى تحويها المقابر القديمة والتى أكد علماء الآثار أنها تعادل آثار الأقصر، وبرغم قرار الاعتراض من قبل أهالى أخميم بسبب بعد المسافة وعدم وجود وسائل مواصلات آدمية للمشيعين إلا أنه تم غلق المقابر القديمة بعد تظاهرات الأهالى، وكان العمل قد بدأ بمشروع الجبانات الجديدة على مساحة 35 فدانًا بمنطقة الحواويش بحى الكوثر فى يوليو 1999 على أن يتم الانتهاء منه خلال 36 شهرا بتكلفة 75 مليون جنيه وتم الانتهاء منه فى عام 2010، وتحتوى هذه المقابر على عدد 3060 مقبرة فردية، وعدد 7002 مقبرة جماعية كما يوجد بها مسجد و6 مساكن للحفارين، وبالرغم من كل هذه التكاليف إلا أن الجبانة القديمة ما زالت مستخدمة من قبل الأهالى وتركت المقابر الجديدة مفتوحة أبوابها دون وجود أى حراسة حتى أصبحت مرتعاً للخارجين عن القانون والبلطجية.