تحولت المقابر بحى الكوثر بسوهاج إلى مرتع للبلطجية والخارجين عن القانون واللصوص الذين شرقوا كشافات الإنارة من أعمدة الكهرباء، والمحولات الكهربائية، بالاضافة إلى سرقة الأبواب الحديدية الخاصة بالمقابر، وأبواب العيون التي يًدفن فيها الموتى حتى أن جثث الموتى أصبحت مكشوفة وعُرضة للنهب والنهش من قبل الحيوانات الضالة. تعود قصة هذه المقابر إلى قرار محافظ سوهاج الأسبق، اللواء محسن النعمانى، بمنع الدفن فى مقابر أخميم القديمة للبدء فى الكشف عن الآثار التى تحويها المقابر القديمة والتى أكد علماء الآثار بأنها تعادل آثار الأقصر. وبرغم اعتراض أهالى أخميم على القرارا بسبب بعد المسافة إلا أنه تم غلق المقابر القديمة بعد تظاهرات من قبل الأهالى والتى تُوفى فيها أحد الأشخاص وبالفعل تم البدء فى الدفن بمقابر حى الكوثر من يوم السبت الأول من شهر مايو عام 2010م وكان العمل قد بدأ العمل بمشروع الجبانات الجديدة علي مساحة 35 فدانا بمنطقة الحواويش بحي الكوثر في يوليو1999 علي أن يتم الانتهاء منه خلال 36 شهرا بتكلفة 75 مليون جنيهاً ولكن تأخر هذا المشروع ليتم الانتهاء منه فى عام 2010، وتحتوى هذه المقابر على 3060 مقبرة فردية، و7002 مقبرة جماعية، كما يوجد بها مسجد و6 مساكن للحفارين، وبالرغم من كل هذه التكاليف إلا أن الجبانة القديمة ما زالت مستخدمة من قبل الأهالى وتُركت المقابر الجديدة مفتوحة أبوابها دون وجود أى حراسة حتى أصبحت مرتعاً للخارجين عن القانون والبلطجية. انتقلت "الوفد" إلى مقابر حى الكوثر والتى تقع بجوار أحد الأديرة الأثرية هناك وبدأت الرحلة عند دخول مراسل الجريدة للبوابة الرئيسية وهى مفتوحة على مصرعيها دون وجود أى حراسة أمنية أو أياً من مسئولى الحى أو مجلس المدينة بالرغم من وجود مبنى بمدخل المقابر يحتوى على عدد من الغرف وهو مخصص للحراسة ولا يوجد به أحد والمبنى وتملؤه القمامة، وبالرغم من وجود أعمدة كهرباء تملئ شوارع هذه المساحة الشاسعة إلا أن معظم الكشافات الكهربائية تم سرقتها بطريقة منظمة ولم يكتف اللصوص بذلك فحسب بل قاموا بسرقة المحولات الكهربائية حتى أصبحت المقابر فى ظلام دامس ليلاً مما يضطر الأهالى لإحضار الكشافات فى حالة دفن أحد الموتى ليلاً. من جهته، قال خالد عبدالقادر، مواطن، أقوم بزيارة قبر والدى كل أسبوع وأحزن على الحالة السيئة التى أصبحت عليها هذه المقابر التى تكلف بناؤها عشرات الملايين وأصبحت مهجورة دون وجود أى نوع من أنواع الرقابة أو الاهتمام وأصبحت جثث الموتى مهددة بالسرقة؛ حيث تم سرقة عدد كبير من الأبواب الحديدة الخاصة بالعيون التى يتم دفن الموتى فيها ما اضطرنى إلى تأمين المقبرة من الداخل والخارج خوفاً من تعرضها للسرقة، كما تحولت هذه المقابر إلى مأوى للخارجين عن القانون لذلك نطالب الدكتور أيمن عبد المنعم محافظ سوهاج بزيارة عاجلة لهذه المقابر للوقوف على مدى الإهمال الذى تعانيه. أما محمد حمادى طبزة، أكد أن حُرمات الموتى اُنتهكت بمقابر الكوثر بسبب عدم وجود أى من مسئولى الحى أو مجلس المدينة أو أى نوع من أنواع الحراسة حتى أنها أصبحت مأوى للحيوانات الضالة ولصوص المقابر الذين اتخذوا منها وكراً للمارسة نشاطهم الإجرامى. واستطرد حمادى قائلاً نطالب أعضاء مجلس النواب بالتدخل حفاظاً على حرمات الموتى ونطالب مدير الأمن بوضع حراسة على البوابتين الرئيسيتن منعاً للسرقة وحفاظاً على جثث الموتى من العبث أو النهش من قبل الحيوانات الضالة خاصة بعد سرقة الأبواب الحديدة الخاصة بالعيون التى يتم دفن الموتى بها.