في السرادقات، والمقاهي المتنقّلة، وحول ساحة المسجد، ترتفع دقّات الدفوف ونغمات الربابة، وإيقاع الطبول، وأصوات المطربين والمنشدين، لتهتز القلوب وتمتلئ بالخشوع وترتفع الأصوات من حناجر الألوف ممتلئةً بالحب تنادي "يا رئيسة الديوان". احتفل الآلاف من أنصار الطرق الصوفية وأحباب آل البيت بمولد السيدة زينب، مساء أمس الثلاثاء، والتي بدأت الاحتفالات من يوم الثلاثاء الماضي. وانتشرت المراجيح والألعاب النارية وأصوات الذكر والمديح، وسادت رائحة البخور أرجاء ميدان السيدة زينب احتفالا بمولدها. ونصبت الطرق الصوفية والدسوقية والشاذلية والرفاعية وغيرها من الطرق المتعددة الخيام والسرادقات، في جميع أنحاء منطقة السيدة زينب إلى جانب إعداد أصحاب المحلات التجارية بالمنطقة لطاولات كبيرة لإطعام جميع رواد المولد بصفة عامة والفقراء والمساكين بصفة خاصة، وكان للأخير نصيب الأسد من جميع أنواع المأكولات والمشروبات والحلويات، التي توفرت في الخيام وأمام المحلات. وبدأ الاحتفال الرسمي عقب صلاة العشاء، وردد الوافدون والمشاركون في الليلة الختامية الأذكار والأناشيد الدينية، وسط تواجد الباعة الجائلين بمحيط المسجد، بالإضافة إلى ألعاب الأطفال والباعة لبيع حلوى المولد، ما أدي إلى حالة من التكدس المروري أمام حركة السيارات. وانتشرت قوات الأمن والحماية المدنية والإسعاف لتأمين الاحتفال، وأقام أنصار الطرق الرفاعية و الصوفية الخيام حول المسجد، لتقديم خدماتهم- مثل الأكل والشرب مجانًا لأحباب آل البيت. وقال الشيخ محمد العايدي مفتش عام بوزارة الأوقاف، أنه قام بالتفتيش على مسجد السيدة زينب وساحة المسجد و لم يرصد أي مخالفات في الليلة الختامية للمولد. و أضاف "العايدي" في تصريحات ل"بوابة الوفد" أن الوزارة أرسلت مجموعة من إدارة التفتيش وإدارة المتابعة لمنع وجود سلبيات، مشيرا إلى أن عمل هذه المجموعة حل جميع السلبيات خلال فترة الاحتفال بالمولد والتي يستمر ل 7 أيام. وأشار إلى أن مسجد السيدة زينب خالي من المتسولين والباعة الجائلين في الليلة الختامية لافتا إلى أنه يشرف على العاملين والفنيين بالمسجد وذلك للحفاظ على النظافة و ما يتعلق بتوفير الراحة للرواد. ومن جانبة قال الشيخ حمادة المطعني، مدير إدارة مسجد السيدة زينب، إن الليلة الختامية لاحتفال مولد السيدة زينب شهدت إقبالًا كثيفا. وأضاف "المطعني"، أن إدارة المسجد منعت دخول الأكل والشرب إلى المسجد ماعدا المأكولات الجافة للتوزيع على الرواد. وتابع: " الإدارة منعت أيضًا اختلاط النساء والرجال عند المقام ومنعت المتسولين من الدخول إلى المسجد، الذي سيظل مفتوحًا لإقامة الدروس الدينية والتواشيح وقراءة القرآن الكريم حتى مطلع الفجر.