«يسبق كلامنا سلامنا يطوف ع السامعين معنا... عصفور محندق يزقزق كلام موزون وله معني... عن الأرض سمرا وقمرا.. وضفة ونهر ومراكب.. ورفاق مسيرة عسيرة.. وصورة حشد ومواكب.. ف عيون صبية بهية.. عليها الكلمة والمعني..». هذه كلمات أحمد فؤاد نجم، الذي كتبها في ستينيات القرن الماضي وتغني بها مع الشيخ إمام في مطلع قصيدة «بهية» الشهيرة والتي عاشت في وجدان المصريين طوال السنوات الماضية لتعود مرة أخري للغناء علي لسان مجموعة من شباب مركز الإبداع الفني في افتتاحية مسرحية «حلو الكلام» كمشروع لمادة الإلقاء التي تشرف عليها الدكتورة نجاة علي. اختار المخرج المبدع خالد جلال أن يكون مشروع مادة الإلقاء هذا العام مأخوذ عن مختارات من قصائد شهيرة لأجيال مختلفة من شعراء العامية والفصحي في مصر، ليعيش جمهور مركز الإبداع الفني طوال ساعة ونصف الساعة مع كلمات لفؤاد حداد، نجيب سرور، الأبنودي، صلاح جاهين، جمال بخيت، أحمد فؤاد نجم، أمل دنقل، فاروق جويدة، محمد بهجت، محمد بغدادي، وسيد حجاب ما بين الإلقاء والغناء. مركز الإبداع الفني بهذا الاختيار يتجاوز كونه مهملاً لصناعة المواهب وتصديرها للساحة الفنية إلي محاولة تنمية وعي جمهوره من الشباب بإعادة اكتشاف هؤلاء الشعراء وتقديمهم لأجيال جديدة ربما لم تعرفهم بالقدر الكافي بسبب تصدير الإعلام للنماذج التافهة التي سيطرت علي أفكار معظم الشباب في الفترة السابقة، وقد بدا تجاوب الشباب مع الأشعار وإلقائها واضحاً وصريحاً، حيث قاطع الجمهور العرض بالتصفيق عدة مرات مما يؤكد استعداد الأجيال الجديدة لتلقي الشعر والأدب لو توفرت لهم الفرصة وتم تقديمها لهم من خلال قالب جذاب مثل عرض «حلو الكلام» من بين أكثر من 300 قصيدة اختار المخرج خالد جلال حوالي 30 قصيدة ما بين الفصحي وللعامية تدور كلها في إطار حب الوطن وعشق مصر مثل «بهية» لأحمد فؤاد نجم، «علي اسم مصر» لصلاح جاهين، «حبيبتي» و«العائلة» لسيد حجاب، وغيرها. بالإضافة لقصائد شهرة مثل «لا تصالح» لأمل دنقل، «المنصب» لفاروق جويدة، وأيضاً قصائد ما بعد الثورة لعبدالرحمن الأبنودي، محمد بهجت وجمال بخيت. أجاد المخرج خالد جلال في إيجاد الإطار الدرامي العام لإلقاء الأشعار ليتخلله بعض المواقف الكوميدية، وأجاد في التنقل ما بين إلغاء القصائد والأغنيات بشكل سلس لم يجعل الملل يتسرب للجمهور طوال مدة العرض علي عكس المعتاد في مثل هذه النوعية من العروض التي تجذب جمهوراً متخصصاً ولا تلقي في الغالب إقبالاً جماهيرياً مثلما يحدث حالياً مع عرض مثل «حلو الكلام» ساعده في ذلك موسيقي هيثم الخميسي، وخفة ظل بعض الممثلين مثل علي ربيع، محمد أسامة، كريم يحيي، وائل السيد، محمد كامبا ومحمد عبدالرحمن، بالإضافة للأصوات الذهبية رباب ناجي، ماهر محمود، مي حمدي، وألحان المهدي ونجوي حمدي، كما برز في العرض عدد كبير من العناصر المتميزة مثل محمد حسن، لبني عبدالعزيز، تامر القاضي، سارة سلامة، سارة مجدي، أحمد عبدالوهاب، عادل الحسيني، محمد غيث، أحمد زكريا، محمد المحمدي وميادة عمر.