تتأهب مصر للاحتفال بشم النسيم غدًا الأثنين الموافق 2 مايو، ليعلن عن بدء فصل الربيع، وتنفرد محافظات القنال خاصة "بورسعيد، الإسماعيلية" بطريقة مختلفة للإحتفال عن باقي المحافظات، حيث تقوم بحرق دمية تمثل اللورد الظالم "أللنبي" ليلة شم النسيم وتعود تلك العادة لقصة تاريخية مرتبطة بالإحتلال البريطاني لمصر، وكانت تلك أول دمية يتم حرقها، واتخذ بعد ذلك حرق الدمى كرمز لأي ظالم أو مستبد. اللورد أللنبي إدموند هنري هاينمان أللنبي، ضابط وإداري بريطاني وهو المندوب السامي لبريطانيا في مصر، وتم إرساله ليكون القائد الأعلى لقوة التجريدة المصرية 1917، وشارك أهالي بورسعيد في مظاهرات عدة ضد قوات الإحتلال، واشتعلت نيران ثورة 1919، وفي يوم 9مارس 1919، جاء الزعيم سعد زغلول ورفاقه لميناء بورسعيد لينفذ حكم النفي لجزيرة مالطة، وحضر البورسعيدية للميناء لوداع زعيمهم، ففؤجي الجميع بإصدار الإنجليزي حكمدار بوليس القنال "جرانت بيك" وبأوامر من اللورد "أللنبي" بمنعهم من وداعه ووضع كوردون أمني بشارع محمد علي، ووقعت مواجهات بين البورسعيدية والجنود الانجليز. وعلى أثر ذلك قيام البورسعيدية بمظاهرة يوم 21 مارس 1919، وخرج جموع الشعب مسلم ومسيحي فالتقى المسلمين القادمين من جامع "العباسي" مع الأقباط من كنيسة العذراء، ليلتقوا بشارع محمد علي مطالبين الإستقلال، وجاء رد قوات الإحتلال عليهم بإطلاق الرصاص عليهم وذلك بتعليمات من اللورد "أللنبي" وسقط سبعة قتلى وجُرح المئات، وكان ذلك الفعل السبب الذي إيقاظ ثورة 1919 وعاد بها الزعيم سعد زغلول مرة أخرى،وقامت بعدها العديد من المظاهرات و الاحتجاجات ضد أللنبي. إلي أن رحل أللنبي 1925، فما كان من أهالي بورسعيد و الإسماعيلية عقب رحيله من مصر عبر ميناء بورسعيد، بصنع دمية ضخمة و حرقها وسط حي العرب تنديداً بالإحتلال الإنجليزي ورحيل الطاغية أللنبي رمز البطش والظلم. ومنذ ذلك الحين وحتى الآن ظلت تلك العادة أحد طقوس أهالي مدن القنال "بورسعيد والإسماعيلية" للإحتفال بشم النسيم، ولكن تغيرت دمية اللورد اللنبي بمختلف الدمى والتي تعبر عن أي شخصية ظالمة وفاسدة سواء سياسية أو رياضية أو غيرها، كما شملت التغييرات موضوعات ترمز لأوضاع يرفضها المجتمع مثل استخدام الانترنت بصورة سلبية والدروس الخصوصية. الإسماعيلية جسدت دمى محافظة الإسماعيلية بعض رموز الأنظمة الفاسدة من نظامين مبارك ومرسي بجانب دمى تمثل الكيان الصهيوني و النظام الأمريكي. وتصنع الدمى بتلك المحافظة من القش والقماش ومواد سهلة الاشتعال ويتم رسم الملامح على الدمية لتعبر عن شخصيتها. بورسعيد تطورت صناعة الدمى في بورسعيد لتصل لصناعة كاملة وفن متطور تخصص له متاجر خاصة لبيع تلك الدمى. و انتعشت صناعتها لتكون من السيلكون والبلاستيك ومواد أخرى، ليستطيع صانعها تجسيد نظام كامل ومشاهد مختلفة ظالمة وطاغية بجانب صنع الكثير من الدمى التى تعبر عن أوضاع أو عادات ترفضها تلك المحافظة. وهيمنت العام الماضي على صناعة الدمى الأحداث الإرهابية الأخيرة من قبل صفوف الإرهابين والمنظمات الإرهابية و أولها تنظيم "داعش الإرهابي"، وقاموا بحرق دمى تعبر عنها.