يلتف اهالي بورسعيد الليلة حول منصة ومسرح ال خضير الكائنة بتقاطع شارعي نبيل منصور وأوجيني( في قلب المنطقة التجارية بحي العرب) وذلك للاحتفال السنوي بحرق دمية اللنبي وهي العادة التي يحرص عليها البورسعيدية منذ أوائل القرن الماضي للسخرية من اعداء مصر قبل حرقها ليلة شم النسيم من كل عام تأكيدا علي الشعور الوطني الجارف لأهالي المدينة تجاه مصر الغالية. ومبكرا كشف الفنان التشكيلي محسن خضير عن هوية دمية اللنبي هذا العام والتي تمت إزاحة الستار عنها علي منصة العرض منذ أيام, وجاءت الدمية في شم النسيم2015 علي هيئة الإرهابيين التابعين لتنظيم( داعش) الذين قدموا بأعمالهم الاجرامية وتصرفاتهم الهمجية من حرق وتدمير وذبح الآمنين المثل السيئ للإسلامفي جميع انحاء العالم وتورطوا في ذبح الآمنين من ابناء مصر في ليبيا. ويقول خضير إنه علي عهده ووعده لأهالي بورسعيد وضيوف وزائري المدينة الحرة سنويا, حيث التزم بإحياء ذلك الفولكلور الشعبي الأصيل والموروث الثقافي المحبب للجميع ببورسعيد وجميع محافظات الجمهورية سعيا في الأساس للحفاظ علي مجمل عادات اهالي بورسعيد المتعلقة بالاحتفالات باعياد الربيع وشم النسيم. واضاف ان اصعب ما في مهمة الاستعداد لصناعة دمية اللنبي هي الفكرة نفسها, حيث لا مجال لتكرار الشخصيات المكروهة عاما بعد عام مع ربط الدمية بواقع الحال لمسايرة المرحلة الزمنية للعرض, مشيرا إلي أمله في ان تسهم احتفالات الليلة ومابعدها في تنشيط الحركة التجارية بالمدينة ومحاربة حالة الكساد التجاري التي تحاصر بورسعيد علي مدي الشهور الماضية. ويضيف محمود ابو عياد مدير عام بجمارك بورسعيد ان اهالي بورسعيد قد اعتادوا ليلة شم النسيم حرق الألمبي أو( اللنبي), فيسهرون حتي الصباح احتفالا بذلك. فما هو هذا الألمبي؟ وما قصته؟ الألمبي هو الاسم البورسعيدي للورد الانجليزي أدموند اللنبي الذي ارسل إلي مصر ليكون القائد الأعلي لقوة التجريدة المصرية في27 يونيو1917, ليحل محل السير أرشيبولد ماري. ومن أول أعمال اللنبي كان دعم جهود لورانس العرب بين العرب ب20 ألف جنيه استرليني في الشهر, بعد اعادة هيكلة قواته النظامية استطاع اللنبي الانتصار في معركة غزة الثالثة(31 أكتوبر-7 نوفمبر1917) وذلك بمفاجأة المدافعين عنها بهجومه علي بئر سبع. في مدينة بورسعيد عندما انفجر بركان الغضب المصري خلال ثورة1919, حيث كان للمدينة الباسلة نصيب من هذا الغضب بالعديد من المظاهرات, وفي9 مارس1919 حضر الزعيم سعد زغلول ورفاقه لتنفيذ الحكم الذي صدر بنفيهم إلي جزيرة مالطة باستقلالهم سفينة من ميناء بورسعيد, فتجمع البورسعيدية لوداع الزعيم, فما كان من حكمدار بوليس القنال في وقتها وكان انجليزي يدعي جرانت بيك وبأوامر من اللورد اللنبي إلا منع البورسعيدية من وداعه بإقامة كردون أمني في شارع محمد علي وحدثت مواجهات بين البورسعيدية والجنود الانجليز في هذا اليوم. واستنكارا لنفي سعد زغلول, قام زعماء الثورة في بورسعيد بالاتفاق علي القيام بمظاهرة تنطلق من جامع التوفيقي يوم21 مارس سنة1919 طلبا للاستقلال, وخرجت مسيرة من شارع أوجيني مع أخري من جموع المصلين من الجامع العباسي والتقتا مع الأقباط القادمين من كنيسة العذراء ليلتقوا جميعا في شارع محمد علي. وعندها تصدي الحكمدار الإنجليزي جرانت للمظاهرة بتعليمات من اللنبي بإطلاق الرصاص عليها,حيث قتل فيها سبعة وجرح المئات. وفي15 يونيو عام1925 كان رحيل اللورد أدموند اللنبي المفوض البريطاني علي مصر من ميناء بورسعيد أيضا, فما كان من شعب بورسعيد إلا أن قام بصنع دمية كبيرة جدا له وأحرقها في وسط حي العرب نكاية فيه ورمزا لرحيل هذا الطاغية, وحتي الآن هذه العادة التاريخية مستمرة حتي أصبحت احد طقوس الاحتفال بشم النسيم في بورسعيد,