عصر التعذيب هل انتهى بعد ثورة 25 يناير؟ هل تغيرت صورة الداخلية بعد محاولات عديدة من ضباطها ليثبتوا للشارع ان ولاءهم الأول والأخير للمواطن وليس للنظام؟ .. للأسف ما كنا نعيشه قبل الثورة مازال مستمرا بعد إسقاط رأس النظام .. التعذيب بالسجون مازال مستمرا ، والتعدي علي الآدمية داخل أقسام الشرطة تتوالي كل يوم ، فمازالت التركيبة النفسية المريضة لبعض ضابط الشرطة كما هي ، والتي أوهمته انه فوق الجميع وان المواطنين عبيد تحت أرجله ، يشعر الضابط ان انتهاك آدمية حقوق الإنسان حق له لا يجب ان نلومه ان استخدمها مع المتهمين، وبالتالي فكلنا سنقع في النهاية شهداء للقهر والظلم .. وسيظهر كل يوم خالد سعيد جديد . فاليوم جارك الضحية وغدا ستصبح أنت ، وسوف يتكرر نفس السيناريو للمرة المليون ان ظل المصري صامتا علي التعذيب وانتهاك حقوقه، فقضية خالد سعيد ليست الأولى أو الاخيرة في النظام الفاسد ولكن حبيب العادلي كان يدافع عن ضباطه البلطجية ويخفي معالم الجريمة ليترك دماء الشهداء بلا مقابل لعدم جرأة احد علي المطالبة بحقه ، ولكن عندما ظهرت والدة خالد سعيد تطالب بحق ابنها انتبه لها الإعلام وتحول خالد لبطل معروف للجميع. اليوم وقعت ضحية اخرى في سجن طرة حيث لقي عصام عطا مصرعه عقب تعرضه للانتهاكات والتعدي عليه بكافة وسائل التعذيب لتنتهى علي اثرها حياته , ويسجل التاريخ فى سجلاته شهادة وفاة جديدة لتعذيب الداخلية بعد الثورة . وإذا كان خالد سعيد البذرة التي أطاحت بالنظام ، فهل سيكون عصام عطا نهاية عصر تعذيب الشرطة في ثورة 25 يناير؟! رحل عصام عن عالمنا وقبل توديعنا ترك لنا رسالته الاخيرة والتي كتبها من داخل محبسه قائلا: "انا عصام على عطا انا اتحبست عشان أهلى فقراء بس ربنا مش هيسبنى كده ربنا كبير اقوى هو احن علي من البشر" وتركها أمانة في يد محاميه لينشرها مع صورة له علي صفحة " كلنا ضد المحاكمات العسكرية ضد المدنيين" ، وقتل عصام بالتعذيب المتوحش بعد 21 يوما من رسالته . والبداية كانت عندما القي القبض علي عصام أثناء تواجده في المقطم عقب حدوث مشاجرة لم يكن طرفا فيها ،غير ان حظه العثر جعله يسير في وقت الحادث من هذا الشارع ، وصدر ضده حكم عسكري بالحبس عامين . وقال محامي عصام انه سجن لأنه فقير وفي الوقت نفسه يتم اخلاء سبيل رجل أعمال مشهور استخدم الرصاص الحي مع جيرانه لتنتهي محاكمته بجلسة صلح. وأكد محمد عبد العزيز محامي الضحية ان المجني عليه القي القبض عليه بالخطأ اثناء وقوع مشاجرة بالاسلحة بمصر القديمة وتصادف وجوده في مكان الواقعة ، فصدر ضده حكم عسكري بالحبس عامين ، ورغم ان محامية كان يقوم بإجراءت الطعن علي الحكم , إلا أن الضباط المتوحشين كانوا أكثر سرعة وقتلوه بتعذيبهم البشع.وقال مركز النديم: ان عصام تم تعذيبه عقابا علي تهريبه شريحة موبايل الى محبسه وانه تم تعذيبه بوحشية بادخال خراطيم مياه من فمه ودبره، ونقل دون معرفة أهله الى مستشفى القصر العيني حيث لفظ أنفاسه الأخيرة .وتبين من التقرير الطبي في البلاغ رقم 5537 إداري قسم مصر القديمة ان سبب وفاة عصام علي عطا هو قيء دموي حاد أدي لهبوط حاد في الدورة الدموية وتوقف عضلة القلب نتيجة تسمم غير معروف . إلي متى سينتهي عصر التمييز هل يستحق عصام حتى اذ كان متهما ان يقتل بالتعذيب وانتهاك ادميته لتهريب شريحة موبايل في حين يتم تكريم المتهمين من رموز الفساد من نظيف وسرور ونجلي الرئيس السابق بتوفير لهم جميع سبل الراحة والرفاهيات وكأنهم في فندق خمس نجوم ، لماذا لم يعاقب نظيف علي ادخال هاتف نقال لمحبسه؟! هل سننتظر ايضا تزييف الحقائق والتقارير الطبية مثلما حدث في قضية خالد سعيد في البداية ؟؟؟! هل سيظل المتهم طليقا وتحميه الداخلية ؟؟؟! هل سيقف المجلس العسكري موقف المشاهد ويشير انها اصابع خارجية تحاول الوقيعة بين أطياف المصريين والنيل من سلامة البلاد ؟؟؟ إلى متي تزييف الحقائق ولا نعاقب المخطئين؟