فى البداية اتسائل كيف كنا كالأموات الغائبين عن واقع الدولة البوليسية قبل ثورة 25 يناير، يتمثل الجزءالأكبر منها فى جهاز أمن الدولة الذى يحمى النظام الحاكم ،والأصغر فى أقسام الشرطة وما يمارسه ضباط الشرطة من انتهاك حقوق الإنسان بداية من عدم التعامل مع المتهمين كبشر وحتى قتلهم بغير حق، مثل ما حدث مع الشاب السكندرى خالد سعيد على أرض الواقع ، وكذلك ماحدث لتامر حسنى فى نهاية مسلسل آدم الذى يصور انتهاكات أحد ضباط أمن الدولة العقيد سيف الحديدى الذى يجسده ماجد المصرى . تدور أحداث المسلسل حول قتل آدم لمواطن أمريكى يحاول اغتصاب فتاة قبطية تدعى نانسى جورج تجسدها الفنانة مى عز الدين فى محاولة لإنقاذها والدفاع عن النفس من محاولة قتله لهما ،وعلى ا لرغم من وجود فيديو للجريمة لم يعترف به جهاز أمن الدولة وسيف الحديدى ويعتبروا آدم إرهابى بعد إعلان أحد الجماعات الدينية المتطرفة انتماؤه لها، وعلى الرغم من عدم اقتناع الحديدى بذلك، ويضغط على آدم ليسلم نفسه بالقبض على أسرته وأصدقاؤه، وهتك أعراضهم . توضح هذه الأحداث ما علمنا به عن جهاز أمن الدولة بعد قيام ثورة 25 يناير، ولكن لم نتخيله بهذه الصورة البشعة اللاأدمية لضباط أمن الدولة إلا النادر منهم الذين تعرضوا للفصل من الجهاز لمجرد إنقاذ برىء وتحقيق العدل مثلما ماحدث للمقدم هشام مدكور الذى يجسده أحمد زاهر. أما بالنسبة للأداء الفنى لهذا العمل فقد تميز الأداء الفنى لجميع أبطاله وعلى رأسهم ماجد المصرى الذى برع فى تجسيد العقيد سيف الحديدى ضابط بجهاز أمن الدولة يستغل سلطته فى تعذيب وهتك أعراض أسر المتهمين مع عدم تأكده من إدانتهم، وهو عكس شخصية أحمد زاهر الذى يجسد شخصية المقدم هشام مدكور بأمن ا لدولة الذى يرفض استغلال سلطته ويسعى لإثبات براءة آدم بأداء فنى رفيع المستوى، أما عن أداء بطل المسلسل تامر حسنى أدى دوره بأفضل صورة مع اختلافه عن طبيعة أعماله الفنية السابقة وكأنه يقدم اعتذار فعلى لجمهوره عن موقفه فى ميدان التحرير أثناء احداث الثورة ،وكذلك اختلف دور دينا فؤاد التى تجسد دور صحفية شابة تدافع عن براءة آدم ودشنت صفحة للتضامن معه على الانترنت تحتوى على فيديو الجريمة وحوار لآدم ونانسى يسردا فيهما ماحدث. اختلفت نهاية مسلسل أدم عن أغلب المسلسلات قبل قيام ثورة 25 يناير التى توضح أن الخير سينتصرعلى الشر، والفساد فى بعض أجزاء النظام وليس كله والشرطة فى خدمة الشعب ،بينما تعتبر نهاية آدم مؤثرة وقوية وواقعية حيث قتل سيف ا لحديدى آدم بعد محاولة آدم قتله نتيجة مشاهدته لوالدته وزجته والفتاة القبطية التى دافع عنها،وتبدو عليهم علامات التعذيب والتعدى عليهم ،وتم مكأفاة سيف ا لحديدى بوسام الجمهورية من الطبقة الأولى والترقية وفصل هشام مدكور، و الحكم بالسجن المشدد على نانسى والصحفية عالية و شاعر احد أصدقاؤه. تثير هذه النهاية أسئلة منها هل مازال سيف الحديدى موجود بداخل جهاز الأمن الوطنى وفى أقسام الشرطة وبداخل كل ضابط شرطة؟ وزاد ذلك بعد رغبة ضباط الشرطة فى الانتقام من الشعب لضياع هيبته وسيادته بعد قيام ثورة 25 يناير، وماذا عن إعادة هيكلة وإصلاح وزراة الداخلية بتغير استراتيجية والنظام بها عامة، ولا يقتصر الأمر فقط على حركة ضباط الشرطة لضمان عدم تكرار مقتل شاب مثل خالد سعيد وآدم على ارض الواقع ،أو آخرين وجدت جثثهم بعد اقتحام مبانى جهاز أمن الدولة، أو وجود غرفة الجحيم .