رفعوا لافتات فقيرة من الورق ، حرصوا على تسيير حركة المرور، شددوا على حقهم في العمل .. هكذا خرج أمس الثلاثاء 25 أكتوبر 2012 عشرات العاطلين من أعضاء الحركة الاجتماعية على الفيس بوك " لكل العاطلين" في أول مظاهرة يطالبون فيها بحقوقهم في وظيفة تضمن لهم قوت يومهم . تجمع العاطلون أمام مجمع التحرير ثم توجهوا إلى شارع القصر العيني ليقفوا أمام مجلس الوزراء في مسيرة منظمة مرددين هتافاتهم " احنا شباب بنقولها قوية .. البطالة أهم قضية .. في العدالة الاجتماعية" .. " يا شهيد قوم وشوف .. بقت السرقة ع المكشوف" .. " مستشارين بالملايين والعاطلين مش لاقيين" .. " فين فلوسنا يا أفندية .. اللي في وزراة المالية".. "اسمع اسمع يا وزير ياللي مكبر للعاطلين .. الوظيفة حق ليا .. انت مش هتمن عليا ". وبعد ساعات من التظاهر والهتافات لم يجد العاطلون أي استجابة من أي مسئول أمام مجلس الوزراء . إنذار بالانفجار " طول ما أنا عاطل انت باطل" ..هذا الشعار موجه إلى كل حاكم ووزير في منصبه، هكذا بدأ خالد الهواري منسق حركة كل العاطلين، حديثه عن الحركة، مضيفاً : " نحن هنا اليوم لنطالب بحقوق العاطلين، وقمنا بعمل حملة توقيعات تضم أكثر من 14000 توقيع، مطالبين بتطبيق قانون العمل على القطاع الخاص، وتوفير تأمين صحي للعاطلين. وتوفير وظيفة أو إعانة بطالة، وإعادة التكليف بوزارة القوى العاملة كما كان سابقاً. ويفسر خالد سر انفجار ثورة العاطلين قائلاً: قدمنا طلبات العمل التي أُعلن عنها بعد الثورة مباشرة، وحصلت وزارة المالية مقابلها على أكثر من 30 مليون جنيه، وكانت النتيجة زيادة أجور الموظفين من أموالنا، ثم ضحكوا علينا بمسابقة وزارة العدل وتجميع 15 جنيها ثمناً للفيش كشرط للتقديم لتكون الحصيلة حوالي 80 مليون جنيهاً من زيادة الموظفين المضربين عن العمل، أما نحن فلا ثمن لنا في الحياة . ويوضح الهواري سبب إنشاء الحركة على الفيس بوك قائلاً: لأنني أحد العاطلين تكلفت دراستي للإعلام في إحدى الجامعات الخاصة أكثر من 40 ألف جنيهاً، ولو كنت أعلم أنني سأواجه البطالة لكنت استفدت بالفلوس في أي مشروع تجاري . مشدداً على أن هذه التظاهرة مجرد إنذار بالانفجار، والتظاهرة التالية ستضمن جميع العاطلين في اعتصام مفتوح. مهندسون مع إيقاف العمل على أمل مقابلة رئيس الوزراء انضم مجموعة من مهندسي الطيران إلى الحركة ومن ثم إلى المظاهرة ليوصلوا شكواهم عن البطالة بعد سنين الدراسة، عارضين الاستغناء عن رواتبهم أو جزء كبير منها إلى أن تستقر الحالة الاقتصادية للدولة، فالمهم لديهم هو أن يعملوا ويشعروا بدورهم في الحياة والمجتمع . ويقول المهندس محمود وصيف: حاولنا العمل ولكن مصر للطيران التعينات فيها مغلقة إلا للواسطة وهي المكان الوحيد لتخصصنا كمهندسي طيران، وبعد الثورة تجمعنا أكثر من 300 مهندس وقررنا المطالبة بالتعيين وتوجهنا إلى اللواء فيصل الشناوي ،مدير مكتب وزير الطيران، ووعدنا بالتعيين بعد إجبارنا على أخذ المزيد من الدورات التدريبية والامتحانات، وبعدما أنفق كل منا أكثر من 30 ألف جنيهاً على الدورات التدريبية ، وبعد أكثر من 7 أشهر من الامتحانات المستمرة فوجئنا بتعين 75 مهندس فقط من محاسيب الوزارة، دون إعلان النتيجة النهائية للامتحانات ليلقوا بمجهودنا في سلة المهملات . يلتقط المهندس إسلام فوزي، أطراف الحديث قائلاً: نحن الآن بصدد تقديم شكوى لوزير الطيران ورئيس الوزراء للتحقيق في نتائج الامتحانات التي حجبوها عنّا ، فبأي منطق يثقلون كاهلنا مادياً ومعنوياً ويقتلون الأمل فينا بعد 4 سنوات بطالة ؟! بطالة مع إعالة المظاهرة لم تكن للشباب فقط، اشترك فيها العاطلون العائلون أيضاً، فسيد عبد الله مؤهله المتوسط لم يمكنه من العمل في وظيفة مستقرة، ورغم أنه عائل لزوجة وثلاث أبناء إلا أنه غالباً لا يضمن قوت يومه. أما سوسن جابر فهي أم مهددة بالتشرد هي وأطفالها بعد فصلها من وظيفتها ( أعمال إدارية بمدرسة)، فضلا عن أن الشقة التي أخذتها من المحافظة ودفعت ثمنها لا يحق لها البقاء فيها أكثر من 9 سنوات، وتقول: أسرتي أصبحت مشردة من كافة الجوانب . أزمة البنات شاركت الفتيات بقوة في المظاهرة والهتافات ، مؤكدات أنهن أيضاً يعانين البطالة حتى وإن كانت مقنعة . فالبطالة المقنعة أزمة حقيقية لا تقل خطورة عن البطالة الكاملة، هذا ما تؤكد عليه نشوى علاء، وتقول: على الرغم من أن مؤهلي بكالريوس اقتصاد إلا أنني لم أجد وظيفة وعملت مدرسة بالأجر، وكان ثمن الحصة جنيه ونصف ليكون راتبي في النهاية 35 جنيهاً بدلاً من 120 جنيه، وقد حاولت العمل في أكثر من وظيفة إلا أنني دائماً محصورة في البطالة المقنعة . أما سعاد سمير فتفيد بأن البطالة أزمة الحكومة التي لا تحترم أبناء الوطن، قائلة: لو كانت الحكومة تعمل من أجل حقوقنا لما تعرضنا للنصب على أيدي القطاع الخاص الذي غالباً ما يأكل هذه الحقوق، فلقد عملت مندوبة مبيعات لمدة شهر ولم أتقاض راتبي، فأين قانون العمل؟! شاهد الفيديو