بعد نهاية الحلقة التي تحدث فيها الزعيم زهدي العدوي عن حجازي (أهم رسام كاريكاتير مصري) قلت له: - أنا عندي رواية عن حضور حجازي من طنطا الي القاهرة وتعيينه رساماً بمؤسسة روزاليوسف وعايز أعرف ان كانت صحيحة ولا لأ. فضحك قائلاً: - المهم المصدر يا كبتن. قلت: - المصدر هو نصفه الثاني الشاعر فؤاد قاعود وضج الحاضرون بالضحك. وقال أبو الزهارة: - هو من نصه الثاني هو صديقه اللصيق خصوصاً بعد الرحلة الشهيرة اللي نشرتها صباح الخير بعنوان (شاعر ورسام) قال لك فؤاد قاعود. قلت: - قال ان حجازي كان أبوه سائقاً في السكة الحديد. فقال زهدي: - دي صحيحة وقال لك إيه تاني؟. قلت: - قال ان حجازي بعد وفاة والده اضطر نزولاً علي رغبة الام والعائلة أن يحضر امتحانات الثانوية العامة في طنطا. قال: - ودي لجان صحيحة وقال لك إيه كمان يا كبتن. ضحكت وقلت: - وقال لي ان حجازي بعد ما أدي الامتحان هرب من اللجنة وطلع علي محطة السكة الحديد عشان يركب القطر اللي رايح مصر. قال الزعيم: - ودي برضه صحيحة لانه فعلاً وصل محطة مصر وهو يحمل حقيبة مليئة بالكتب والاوراق وفي محطة مصر. قال عن مبني دار (روزاليوسف) فقلت له: وقال لك إيه تاني يا زعيم؟. وانفجر الحاضرون بالضحك وكان أكثرهم ضحكاً هو زهدي الذي استمر في الحديث. - وفي مبني روزاليوسف سأل الامن. فين الست بفاطمة اليوسف قالوا له في الدور السابع ركب الاسانسير وطلع الدور السابع علي مكتب الشهيرة العظيمة فاطمة اليوسف فوجدها تجلس علي مكتبها ومعها اتنين أفندية شبان فقال لها: - حضرتك الاستاذة فاطمة اليوسف. قالت: - نعم وحضرتك مين. قالها: - أنا أحمد ابراهيم حجازي وعايز اشتغل في روزاليوسف. قالت له: - تشتغل إيه في روزاليوسف. قال لها: - اشتغل رسام. قالت له: - المكتب الفاضي اللي قدامك ده في الدرج أوراق رسم وأقلام وريش اقعد ارسم ووريني شغلك.. وفعلاً جلس وفتح الدرج وسحب فرخ ورق كبير وقعد يرسم مجموعة من الافكار وهما مشغولين عنه بالكلام من السياسة وحال البلد وفجأة قام حجازي وقدم لها فرخ الورق المرسوم وبعد أن أطلعت عليه أعطته للشابين الجالسين معها ثم سألته عن اسمه فأجا بها فكتبت يعين السيد أحمد ابراهيم حجازي رساماً بمؤسسة روزاليوسف بمرتب شهري قدره ثمانون جنيهاً علماً بأن أعلي مرتب للرسام كان خمسة وعشرين جنيهاً وكنت أتقاضاه أنا ورخا وصاروخان فقط.