بروفايل .. رحلة فساد ورشاوي "محمد فوده" تنتهى بكلمة "براءة"

عرف عنه الجميع علاقته المشبوهة والفاسدة التي ظهرت مؤخرًا أثناء توليه منصب سكرتير وزير الثقافة فاروق حسني، وبدأ بالدخول فى علاقات متشعبة بدوائر المال والأعمال والسياسة، حتى فوجئ الجميع بخبر إلقاء القبض عليه لتورطه فى قضية الفساد الكبرى لوزارة الزراعة والمتهم فيها صلاح الدين هلال وزير الزراعة "المستقيل" ومحيي الدين محمد سعيد مدير مكتب الوزير ، فى 31 اغسطس من العام الماضي والذى بلغ حجم الفساد فيها 600 مليار دولار .. إنه محمد فودة مدعى مهنة الصحافة.
"محمد فودة " من مواليد مدينة زفتى بمحافظة الغربية، حاصل على مؤهل فني صناعي كان يعمل بائع " آيس كريم" بالغربية ، ولكن طموحه الكبير فى الوصول للشهرة بأى ثمن قرر أن ينتقل بعد إتمام تعليمه الفنى للعمل كمراسل لجريدة الجمهورية في زفتى وانتقل بعدها لجريدة ميدان الرياضة وصولًا لمساعد رئيس التحرير، إذ كان يرأس تحريرها علاء صادق، وخُصصت له صحيفة مستقلة ومساحات ثابتة لنشر مقالاته منذ منتصف التسعينيات، ومنها حصل على لقب "صحفي" الذي تبين لاحقًا أنه منتحل له .. وسلطت الصحيفة الضوء على جولاته ولقاءاته مع بعض رجال الأعمال والوزراء، وكانت تنشر له حوارات صحفية مع الوزراء مثل وزيري البترول والزراعة.
فى منتصف التسعينات كان محمد فودة الحاصل على دبلوم صنايع، وتوسط له وزير الشباب الراحل عبد الأحد جمال الدين، لإتاحة فرصة عمل في بوفيه وزارة الثقافة، ولكنه انطلق داخل الوزارة حتى أصبح سكرتيرًا صحفيًا لوزير الثقافة الأسبق فاروق حسني.
وفى عام 1997 وفقًا لتحريات الأجهزة الرقابية اتضح أنه يمتلك ثروة هائلة تقدرب 3 ملايين جنيه، ولم تكن قضية فساد وزارة الزراعة حديثة العهد فى مسيرة فساد فودة، حيث تم ضُبطه متلبسًا في قضية رشوة بين المستشار ماهر الجندي محافظ الجيزة فى ذلك الوقت ورجل الأعمال عمرو خليفة، وذلك لإنهاء إجراءات تخصيص 130 فدانًا بطريق مصر إسكندرية الصحراوي، ووجهت له النيابة تهمة أخرى وهي استغلال النفوذ والكسب غير المشروع خلال سنوات عمله بالوزارة، وبعدها سجن في قضية فساد كبرى لمدة 5 سنوات وأطاحت بماهر الجندي محافظ الجيزة الأسبق.
وبعد خروجه من السجن امتلك "فودة" شبكة علاقات ضخمة برجال الأعمال والإعلاميين أبرزهم أبو هشيمة ومحمد الأمين وإيهاب طلعت، بالإضافة إلى علاقاته بعدد كبير من الفنانين والمثقفين وعلاقات برجال الدولة وحاول أن يستفيد من ذلك عبر البرلمان المقبل قبل تورطه في قضية الفساد الكبرى لوزارة الزراعة التي كشفت عنها النيابة العامة ، لتقضى تقريبًا على أحلامه في كرسي البرلمان.
وفى مارس عام 2012 تزوج فودة من الفنانة غادة عبدالرازق ، وتضخمت ثروته سريعًا وبشكل لافت وترددت أنباء حول علاقته برجل الأعمال القطري الشيخ محمد بن سحيم، وتوثقت العلاقات بينهما عن طريق أحمد أبو هشيمة، الذي تربطه صداقة قوية بفودة.
وبعد مرور عامين كاملين على زواج محمد فوده من الفنانة غادة عبد الرازق ، ألا إنه تم الانفصال للمرة الثالثة بينهما، حيث أعلنت غادة انفصالها بتاريخ 2 فبراير 2015 على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك .. الانفصال تم بهدوء على أن تبقى علاقة الصداقة بينهما مستمرة و ستظل خصوصًا أن كل منهما يكن للآخر احترامًا كبيرًا حيث تكون هذه هي المرة الثالثة في الانفصال رسميا .
وقضت محكمة جنايات القاهرة ، برئاسة المستشار أسامة الرشيدى، المنعقدة بمحكمة التجمع الخامس، اليوم الاثنين بإعفاء محمد فوده من كافة التهم المنسوبة إليه بقضية الفساد الكبرى بوزارة الزراعة طبقا للمادة 107 من قانون الإجراءات الجنائية والسجن 10 سنوات للمتهمين صلاح هلال وزير الزراعة الأسبق، والمتهم الثانى محيى قدح، وتغريم صلاح هلال مليون جنيه، ومحيى قدح 500 ألف جنيه وعزلهما من وظيفتيهما.