تساءل الكاتب البريطانى الشهير باتريك كوكبرن عن علاقة الفساد الذى كشفته تسريبات وثائق "بنما" بالتوغل والتنامى الذى تشهده التنظيمات الإرهابية وتحديدا تنظيم "داعش" وتنظيم القاعدة. ورأى "كوكبرن"، فى مقاله بصحيفة الإندبندنت، أنه على الرغم من عدم وجود صلة واضحة بين كشفته وثائق "بنما"، وصعود تنظيم "داعش"، والحروب التى تمزق ما لا يقل عن تسعة بلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، غير أن التطورات الثلاثة ترتبط ارتباطا وثيقا بالنخب الحاكمة فى تلك البلدان الذين يستولون على الثروات ويقومون بتهريبها إلى الملاذات الضريبية الآمنة، لأنهم بذلك يفقدون المصداقية السياسية. وأردف "كوكبرن" قائلا "إن صعود تنظيمات داعش والقاعدة وطالبان بقوة فى العراق وسورية وأفغانستان لم يكن ذلك سببه قوتها أو شعبيتها، بل بسبب ضعف وتراجع شعبية الحكومات فى تلك البلدان". وربط "كوكبرن" بين ما قاله الشاعر والكاتب البريطانى "روديارد كيبلينج" حول أن الفساد كان موجوداً من قديم الأزل ولكن منذ مطلع التسعينات تحولت الأنظمة فى الدول الفاسدة إلى أنظمة الكلِبتوقراطية أى نظام حكم اللصوص. وأشار "كوكبرن" في ذلك السياق، إلى الوضع فى سوريا منذ مطلع القرن العشرين حيث لم يكن يتمتع سكان الريف وفقراء الحضر بالفوائد المحدودة التى كانوا يمتعون بها قبل تلك الفترة، وبحلول عام 2011، تبين أن رامي مخلوف، أحد أقارب، الرئيس بشار الأسد كان لاعباً رئيسياً فى الاقتصاد السورى حيث كان يسيطر 60 % منه وأن ثروته الشخصية بلغت 5 مليارات دولار. ولم يختلف الأمر كثيراً فى العراق عن جارتها سوريا حيث تبين أن حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي تملك ملفات على الفاسدين، بما في ذلك "سياسي واحد جمع ثروة تقدر ب6 مليارات دولار من خلال صفقات فاسدة." ورأى "كوكبرن" أن استخدام المراكز المالية الخارجية من قِبل النخبة الثرية في الكثير من دول العالم الأخرى ليست دائماً بهدف تجنب الضرائب التي لن يقوموا بدفعها إذا ما أبقوا على أموالهم فى بلدانهم، ولكن فى بعض الحالات لإخفاء ما ما قاموا بسرقته.