قضايا مصيرية فى القمة المصرية - السعودية

وسط اهتمام إقليمى وترقب دولى تبدأ اليوم الخميس زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للقاهرة، والتى تشهد قمة مباحثات مهمة مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، تتناول ملف العلاقات بين البلدين الشقيقتين، والعديد من القضايا المهمة ومنها الأزمة السورية، وتطورات الأوضاع فى اليمن، والوضع فى ليبيا، وسبل مكافحة الإرهاب، والقضية الفلسطينية، والعديد من الملفات الأخرى، والتى قد تشمل المصالحة بين مصر وكل من تركيا وقطر.
وسيترأس الرئيس «السيسى» والملك «سلمان»، اجتماع المجلس التنسيقى السادس بين البلدين، والذى سيشهد توقيع اتفاقيات متعلقة بالملحق التنفيذى لإنشاء المجلس، واتفاقيات أخرى فى مجالات التنمية والزراعة والتعليم والنقل البحرى والموانئ والعمل والإعلام والجمارك، ومشروعات تطوير الطرق والمياه والصرف الصحى والكهرباء.
كما سيتم إعلان تفاصيل الاتفاقيات التى انتهى إليها الاجتماع الخامس للمجلس التنسيقى الذى عقد بالرياض فى مارس الماضى، وتشمل اتفاقية بين وزارة التعاون الدولى والصندوق السعودى للتنمية بقيمة 1.5 مليار دولار للمساهمة فى تمويل برنامج تنمية فى سيناء، واتفاقية المساعدات البترولية السعودية لمدة خمس سنوات والتى تشمل السولار والبنزين والمازوت، بالإضافة الى مسألة الحدود البحرية بين البلدين فى البحر الأحمر.
القاهرة والرياض.. زيارات ومشاورات لم تنقطع خلال حكم سلمان
شهدت العلاقات المصرية - السعودية تطورا كبيرا، منذ تولي الملك سلمان مقاليد الحكم، ملتزما بوصية أبيه الراحل الكبير الملك عبد العزيز آل سعود «لا غنى للعرب عن مصر ولا غنى لمصر عن العرب».
وفي هذا الإطار تبادلت قيادات البلدين الزيارات والمشاورات علي كافة الأصعدة والتي لم تتوقف لحظة، لذا تأتي زيارة خادم الحرمين الشريفين، تتويجا لهذه العلاقة بين البلدين الشقيقين وامتداداً لعلاقات الاخوة والتحالف، التي تعود إلي توقيع معاهدة الصداقة بين البلدين عام 1926.
ورغم ما أثير من أكاذيب وشائعات متعددة عن وجود فتور وأزمات بين مصر والسعودية، خاصة بعد تولي الملك سلمان الحكم، إلا أن الواقع العملي يكشف زيف هذه الادعاءات، التي تسعي للنيل من العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، والتفاهم بين القيادتين، حيث قدم الملك سلمان دعما هائلا لمصر ماليا واقتصاديا وسياسيا، خاصة في مواجهة الضغوط التي تعرضت لها من أوروبا وأمريكا. كما ساندت مصر السعودية وبقوة في معركة استعادة الشرعية باليمن، وحماية الملاحة بالبحر الأحمر ومضيق باب المندب، بالإضافة الي الانضمام للتحالف الاسلامي، وزيادة التعاون العسكري والاستخباراتي بين البلدين.
ومنذ أن تولي الملك سلمان الحكم، لم تنقطع الزيارات وكافة أشكال التعاون علي مختلف الاصعدة، وهو ما يؤكده عشرات المواقف والوقائع.
ففي الثامن من فبراير عام 2015، أجري الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً مع الملك سلمان لتهنئته بتوليه الحكم، أكد خلاله الملك سلمان أن «موقف المملكة تجاه مصر واستقرارها وأمنها ثابت لا يتغير، وأن علاقة المملكة ومصر أكبر من أي محاولة لتعكير العلاقات المميزة والراسخة بين البلدين الشقيقين».
كما قام الرئيس عبدالفتاح السيسي، بزيارة للمملكة فى 28 فبراير 2015، التقى خلالها الملك سلمان لتهنئته بتوليه الحكم.
وفي 27 مارس 2015، كانت مصر الوجهة الأولى لزيارات الملك سلمان الخارجية، حيث ترأس وفد بلاده المشارك في القمة العربية السادسة والعشرين التي عقدت في مدينة شرم الشيخ، والتقي خلالها بالرئيس عبد الفتاح السيسي.
وفي 2 مايو 2015، قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة للرياض، التقى خلالها الملك سلمان، في ثاني زيارة له للمملكة، لبحث الأوضاع باليمن وسبل الحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه ومؤسساته الشرعية، وتأمين حركة الملاحة الدولية بالبحر الأحمر.
وفي 10 نوفمبر 2015، زار الرئيس عبد الفتاح السيسى السعودية، للمشاركة فى مؤتمر القمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية، التقي خلالها الملك سلمان بن عبد العزيز، وناقشا سبل دعم وتعزيز العلاقات الثنائية والتطورات الجارية على الساحة العربية. كما التقى ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، حيث تناول اللقاء سبل تعزيز العلاقات المصرية - السعودية في مختلف المجالات، والقضايا المدرجة على جدول أعمال قمة الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية
وفى 10 مارس الماضي قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة للسعودية لمشاهدة البيان الختامي لمناورات «رعد الشمال» 2016، التقي خلالها الملك سلمان بن عبد العزيز، وعدداً من زعماء الدول العربية والإسلامية.
وبالإضافة للقاءات ومشاورات القيادتين، لم تنقطع الزيارات والمشاورات، بمستوياتها المختلفة، ففي 14 أبريل 2015، قام الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، بزيارة للقاهرة التقي خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وفي 12 مايو 2015، زار القاهرة الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز، مستشار خادم الحرمين الشريفين وأمير منطقة مكة المكرمة، والتقي خلال زياراته الرئيس عبد الفتاح السيسي
وفي 31 مايو 2015، قام وزير الخارجية السعودي الجديد عادل الجبير بأول زيارة رسمية له للقاهرة والتقي خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وسامح شكري، وزير الخارجية.
وفي 24 يوليو 2015، زار سامح شكري وزير الخارجية الرياض، والتقي خلال زيارته الملك سلمان لمناقشة سبل تعزيز العلاقات الثنائية والعمل المشترك.
وفي 30 يوليو 2015، زار ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان القاهرة، حيث التقي خلال زياراته الرئيس عبد الفتاح السيسي ، حيث تم تدشين «إعلان القاهرة»، الذي تضمن الاتفاق على وضع حزمة من الآليات التنفيذية٬ تشمل تطوير وتعزيز التعاون المشترك بين البلدين.
في 6 أغسطس 2015، قام مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير مكة المكرمة، الأمير خالد الفيصل، على رأس وفد رفيع المستوى من المملكة، بالمشاركة في حضور حفل افتتاح قناة السويس الجديدة.
في 25 من أكتوبر 2015، قام وزير خارجية السعودية عادل الجبير بزيارة للقاهرة، التقي خلالها الرئيس السيسي في إطار متابعة التشاور والتنسيق المستمر بين البلدين الشقيقين.
في 2 ديسمبر 2015، زار ورئيس مجلس الوزراء المهندس شريف إسماعيل الرياض حيث، رأس مع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي - المصري، واستعرض المجلس العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين، وأكد حرصه على تطويرها وتعزيزها بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.
في 15 ديسمبر 2015، زار ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان القاهرة، والتقي الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤكدا وحدة المصير وقوة ومتانة العلاقات الاستراتيجية التي تربط الدولتين الشقيقتين.
كما ترأس مع المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء المصري، الاجتماع الثاني للمجلس التنسيقي السعودي - المصري.
وعقب هذا الاجتماع، تم الإعلان عن صدور توجيهات الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بأن تزيد الاستثمارات السعودية في مصر إلى 8 مليار دولار، وأن يتم الإسهام في توفير احتياجات مصر من البترول لمدة خمس سنوات، إضافة إلى دعم حركة النقل في قناة السويس من قبل السفن السعودية.
وفي 31 ديسمبر 2015، زار وزير الخارجية المصري سامح شكري الرياض، والتقي ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حيث أكدا خلال اللقاء على استراتيجية العلاقات السعودية - المصرية.