يبدو أن حالة الذعر والقلق والتراشق بالاتهامات ومحاولة التخلص منها، تأبى أن تنتهي في العديد من دول العالم، بعد نشر ما عرف باسم "وثائق بنما" مساء الأحد الماضي، تلك الوثائق التى كشفت عن تورط عدد من قادة العالم السابقين والحاليين ومسئولين ومشاهير من دول كثيرة فى عمليات تكوين ثروات هائلة وإخفائها إلى جانب عمليات غسيل. وبدأت بعض الدول في التحرك الفعلى نحو اتخاذ قرارات ردًا على ما ورد في تلك الوثائق، حيث قام رئيس حكومة أيسلندا ديفيد سيجموندور جونلوجسون، بتقديم استقالته، ليكون بذلك أول ضحية سياسية لفضيحة "اوراق بنما". وقال سيجوردور انجى يوهانسون نائب رئيس الحزب التقدمى وزير الزارعة عبر التلفزيون أن "رئيس الوزراء أبلغ الكتلة البرلمانية لحزبه فى اجتماع أنه سيستقيل من منصبه رئيسا للوزراء وسأتولى أنا هذا المنصب مكانه". كاميرون ينفي وسعى رئيس الوزراء البريطاني "ديفيد كاميرون" نحو نفي الاتهامات الموجهة له ولوالده، حيث ورد داخل صفحات الوثيقة أن والد كاميرون يدير شبكة من صناديق الاستثمار في المعاملات الخارجية لتعزيز ثروة العائلة وأكد كاميرون عدم وجود أي صلة له بصناديق استثمارية خارجية في ملاذات ضريبية، مضيفًا أنه من أكثر رؤساء الوزراء الذين ضيقوا الخناق على التهرب الضريبي، وعلى المتهربين من دفعها سواء داخل الملكة المتحدة أو خارجها. كما رفض الإدلاء بأي تصريحات تخص استفادة عائلته في الماضي من الترتيبات الخارجية التي كشفت عنها وثائق بنما. وعلى الجانب الآخر دعا زعيم حزب العمال البريطاني، جريمي كوربين، في وقت سابق اليوم، إلى إجراء تحقيق مستقل في ضلوع بريطانيين، ومن ضمنهم والد رئيس الوزراء كاميرون، في التهرب الضريبي. الصين ترفض الاتهامات من جانبها رفضت الصين الاعتراف بصدق أي معلومة وردت داخل وثائق بنما، مؤكدة أن ليس لها أي أساس من الصحة، وذلك بعد ذكر أسماء بعض المسئوليين الصينين في تلك الوثائق. وأكد المتحدث باسم الخارجية الصينية أن بلاده لن تعلق على هذه الاتهامات التى لا أساس لها، وجاء ذلك ردًا على سؤال حول ما إذا كان من الممكن أن تحقق الصين فى أى علاقات لمسؤوليها بهذه التسريبات. ووجه الحزب الشيوعى الحاكم فى الصين الاتهامات لواشنطن فيما يخص الوثائق، والتي اعتبرتها جزء من الصراع بين الشرق والغرب. واتجهت السلطات الصينية نحو تقييد التغطية الإعلامية والصحفية عن الوثائق، حيث تجنبت وسائل الإعلام الصينية نشر تقارير عن وثائق بنما، كما أن الكثير من الروابط على محرك الإنترنت تم تعطيلها أو برمجتها على فتح الأخبار المتعلقة فقط بالمزاعم الخاصة بشخصيات رياضية. أمريكا تبحث عن أدلة أعلنت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية اليوم عن أن وزارة العدل الأمريكية تقوم حاليا بمراجعة ما يعرف باسم وثائق بنما، وذلك للبحث عن أدلة تشير إلى وقوع أعمال فساد يمكن أن تخضع للمحاكمة فى الولاياتالمتحدة. وفي حال عثور أمريكا على أدلة تثبت وجود جرائم مالية مرتبطة بهذه الحسابات المذكورة داخل الوثيقة، ستواجه وزارة الدفاع في تلك الحالة عراقيل لإقامة دعوى داخل الولاياتالمتحدة. ويعد تحديد صحة تورط مؤسسات مالية أمريكية فى ارتكاب أى من الأعمال التي ذكرتها الوثيقة، وكذلك الحصول على السجلات الداخلية التي تنتج عن سلوك إجرامى مثل اختراق نظام الكمبيوتر لأى من المؤسسات أهم تلك المعوقات. إيران تكشف عن متورطيها كشفت صحيفة جهان صنعت الإيرانية عن تورط الرئيس الإيرانى السابق محمود أحمدى نجاد فى فضيحة بنما، وذكرت الصحيفة أن اسم الرئيس الإيرانى السابق أحمدى نجاد يوجد ضمن الأسماء المسربة للزعماء السياسيين فى الوثائق. وأوضحت الصحيفة أن لإيران 4 وثائق ضمن وثائق بنما، و يعد امتلاك الرئيس الإيرانى السابق محمد أحمدى نجاد شركة على علاقة بمكتب موساك من أهم ما ورد داخل الوثائق الخاصة به. ولم تشر الصحيفة إلى تفاصيل الوثائق التى تخص إيران، وكيفية تورط نجاد فى فضيحة بنما. الهاكرز تواجه الوثائق في تونس تعرض موقع "إنكيفادا" المكلف بنشر الجزء التونسى من فضيحة وثائق بنما إلى هجوم إلكترونى حسبما أعلن الموقع اليوم. وقال "إنكيفادا" فى تغريدة على حسابه الرسمى فى تويتر "يتعرض موقعنا إلى هجوم الكترونى خطير"، حيث نجح القراصنة فى نشر معلومات مغلوطة باسم الموقع، وأضاف "لأسباب تتعلق بالسلامة، نحن مجبرون على وضع الموقع خارج نطاق الخدمة للتعامل مع هذا الهجوم". وقال الموقع بعد قرصنته "الأسم الوحيد الذى تم الكشف عنه حتى الان هو محسن مرزوق. وسيتم لاحقا نشر مقالات اخرى". ومحسن مرزوق هو الأمين العام السابق لحزب نداء تونس الذى اسسه الرئيس التونسى الباجى قائد السبسى فى 2012.