بمناسبة اليوم العالمى لمرض التصلب العصبى المتعدد «ام اس» اقامت وحدة التصلب المتعدد بجامعة عين شمس مؤتمرها السنوى الثانى بالتعاون مع الجمعية المصرية العصبية والنفسية لجراحة الأعصاب وشركة باير للأدوية، حضره نخبة من الأطباء والأساتذة المتخصصين فى علاج هذا المرض بالإضافة إلى عدد كبير من مرضى إم إس وذويهم حيث ألقى المؤتمر الضوء على أهمية العلاج المبكر للسيطرة على هذا المرض الذى يصيب أكثر من 2.5 مليون شخص حول العالم. صرح الدكتور مجد فؤاد زكريا رئيس قسم أمراض المخ والأعصاب بجامعة عين شمس بتجاوز عدد مرضى إم إس فى مصر 40 ألف شخص ويعد إم إس مرضًا مزمنًا لا يمكن التنبؤ به حيث يصيب الجهاز العصبى المركزى الذى يتكون من المخ والنخاع الشوكى والعصب البصرى. يتسبب إم إس فى تدمير ما يسمى (المايلين) وهو العازل الواقى المغلف للألياف العصبية الأمر الذى يعيق التواصل بين المخ والنخاع الشوكى والعصب البصرى وينتج عنه ظهور أعراض المرض، إذ يعانى المرضى خلال رحلة علاجهم من آلام جسدية ونفسية كثيرة منها أعراض عضوية أو إدراكية عقلية وأحياناً مشاكل نفسية ويتّخذُ التصلّب المتعدّد عدّة أشكال مختلفة مع أعراض جديدة تحدث إما على شكلِ نوباتٍ منفصلة أو متراكمة بمرور الوقت وقد تختفى الأعراض بين النوبات بالكامل لكن المشاكل العصبية الدائمة تحدث فى أغلب الأحيان خصوصاً إذا كان المرض فى مراحل متقدمة. وتقول الدكتورة دينا عبدالجواد أستاذ مساعد أمراض المخ والأعصاب بجامعة عين شمس نشكر وزارة الصحة على توفير أفضل العلاجات المستخدمة عالميًا لمرض إم إس إذ تعد طفرة حقيقية ستغير حياة المرضى للأفضل وتخفف معاناتهم المادية والجسدية والنفسية كما يؤكد المؤتمر اهمية الجزء الآخر من العلاج، المتمثل فى العلاج التأهيلى (العلاج المكمل للأدوية) والذى يهدف إلى تحسين جودة حياة مرضى إم إس. وصرح الدكتور هانى عارف، أستاذ أمراض المخ والأعصاب بجامعة عين شمس يتوقف علاج هذا المرض على الاكتشاف المبكر وبالتالى بدء العلاج مبكرًا الأمر الذى يقلل فرصة تفاقم المرض ويزيد فرصة المريض ليظل فى المراحل الأولى من الإصابة دون الانتقال إلى المراحل الأكثر تقدما وتنقسم أدوية إم إس إلى ثلاث مجموعات أدوية، المستوى الأول للمرضى فى المراحل المبكرة وذلك باستخدام الإنترفيرون بجميع أنواعه وأدوية المستوى الثانى للمرحلة الأكثر تقدمًا وأنواع أخرى من العقاقير للمستويين الثالث والأخير وذلك لحالات إم إس الصعبة التى يوصف لها علاجات كيميائية معينة يستخدم البعض منها فى علاج الأورام. وأظهرت أحدث الدراسات أن العلاج المبكر والمستمر للمرض باستخدام الإنترفيرون يؤدى إلى نتائج جيدة ويسهم فى عدم تطور المرض. كما أثبتت الدراسات أيضا أن العلاج مبكرا بتلك العقاقير يؤخر ظهور العجز حيث أوضحت النتائج أنه على مدى 3 سنوات من العلاج المبكر بعقار الانترفيرون للمرضى الذين يظهر عليهم الأعراض لأول مرة أن هناك 40% من الانخفاض فى معدل العجز و 41% من تراجع خطورة التطور الإكلينيكى للمرض مقارنة بالمرضى الذين تأخر البدء فى علاجهم. وأكدت الدكتورة عزة عبدالناصر أستاذ أمراض المخ والأعصاب بجامعة عين شمس تستقبل وحدة إم إس أعداداً متزايدة من المرضى، حيث تقدم خدماتها التشخيصية والعلاجية حاليًا لقرابة 1100 مريض وتستقبل حوالى 200 مريض شهريا وبعد تشخيص المرضى تجرى التحاليل والمتابعة تحت إشراف طبى وتمريضى ولكن من أصعب التحديات التى تواجه المرضى فى مصر ضعف الوعى العام بالمرض وصعوبة التشخيص.