يتسم بالهدوء، حذر فى حديثه، حتى لا يتحمل آثار الكلمة، يؤمن بأن العمل، والإيمان بالله هو سر النجاح.. عمر الدماطى رئيس شركة الصناعات الغذائية العربية «دومتى» يحظى بشهرة واسعة بين مجتمع رجال الأعمال والصناع، لكن حتى وقت قريب لم يكن يعرفه الكثيرون من صغار المستثمرين بالبورصة، إلى ان بدأ الترويج لطرح حصة من رأس مال الشركة بسوق الأسهم، ليتبدل الحال، وتتجه الأنظار نحو شركته. الطرح شهد جدلا كبيرا فى أكثر من جانب وأتجاه، راح بعض الخبراء يقللون من فرص نجاحه، وسط علامات استفهام حول الموعد، ومدى ملائمة الاكتتاب للتوقيت، والمغالاة فى سعر السهم، ومن قبلهم الشكوك التى أحاطت بمستشار الطرح «المجموعة المالية هيرميس» بعد خروجها من «طرح اعمار» وشبح سيناربو الفشل يطاردها بعدما «شرب» صغار المستثمرين السهم على يديها، فى ظل عدم وصول السهم الى سعر الاكتتاب. كل هذه المخاوف لم تلق بالا ل«الدماطى» وان كان فى أول الامر حاصرته مخاوف ظروف السوق و«بعبع» التوقيت،لكن ثقة الرجل فى شركته وقوة مركزها المالى، وتقديم الدعم المعنوى من ادارة البورصة، بتذليل العقبات، حسم أمره بالاعلان عن الطرح والترويج. فى مكتبه البسيط، الهادئ المواجه لحديقة الحيوانات بدأ «الدماطى» راضيا عن أداء سهم شركته فى البورصة منذ التداول عليه قبل أيام قليلة، قائلا: «نعم راض عن أداء السهم بعد تعاملاته وتسجيله نحو 18% صعودا وتجاوزه 10.50 جنيه فى اسبوعه الأول، لكن ما يهمنى قوة الشركة ونشاطها وقوة ميزانياتها». «الدماطى» الذى اتخذ من والده نموذجا فى النجاح، وتأثر بشخصيات عصامية كثيرة تردد فى بداية الأمر ان يطرح حصة من شركته فى سوق الأسهم، خاصة ان الأزمات الاقتصادية تضرب أسواق العالم، والظروف قد تكون عائقا أمامه، لكن ثقته فى شركته، ودعم البورصة ساهم فى حسم الأمر. قال ان سعر السهم المحدد عند الطرح 9.20 جنيه مناسب تماما، وأقل من السعر الذى يتجاوز 11 جنيها، ورغم ذلك تم طرحه بسعر اقل، وأعلم ان أسهماً متعددة بالسوق سعرها المتداول متدنية، ولكن القوة المالية للشركة، باعتباره من أسهم النمو دفعت المستثمرين إلى الإقبال على اقتناصه». «شغلنى استقرار السهم فكانت النسبة الأكبر للطرح الخاص 90%، والنسبة الباقية تم تخصيصها للمستثمرين الأفراد، إذن كان الهدف البحث عن تحقيق التوازن، اعتقد انه تحقق بالفعل» هكذا أجابنى عندما سألته عن تخصيص النسبة الأكبر للمؤسسات والصناديق،بينما الحصة الأصغر للمستثمرين الأفراد. هنا قاطعته قائلا، لكن لماذا اللجوء إلى البورصة، وكان يمكنك التمويل، من خلال مستثمر استراتيجى يقوم بشراء الحصة التى طرحت للاكتتاب...انتظر قليلا ثم رد قائلا: «بالفعل تقدم العديد من المستثمرين الاستراتيجيين، ولكن نحن شركة تفتش عن التوسع والاستمرار، ولا أحد ينكر دور البورصة باعتبارها منصة للتمويل قليل التكلفة،وكذلك تعد انطلاقة لأى شركة، وتتيح للمستثمرين بكل شرائحهم وجنسياتهم، التعرف على الشركة وميزانياتها، ونشاطها من خلال الافصاح والشفافية عن كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالشركة، وهو ما يساعد فى تعزيز الثقة للمستثمرين». ترى ماذا تكون استراتيجية الشركة فى الفترة القادمة،ومدى قدرتها على المنافسة الشرسة فى القطاع الغذائى؟ ربما الحديث عن الاستراتيجية جعله حذرا فى كل كلمة خوفا من معاقبة البورصة للشركة للتعارض مع حرية إتاحة المعلومة للمستثمرين فى وقت واحد، بقوله «نستحوذ على 40% من الجبنة المعلبة فى السوق، و7% من العصائر،ونعمل على تنويع منتجاتنا، ودعم خطوط الإنتاج، بما يحقق هدف الشركة،والوصول الى كافة احتياجات المستهلكين فى القطاع، ولدينا انتشار واسع فى كل المحافظات، والمدن». بادرنى بسؤال حول النسبة الأكبر من الايرادات للشركة ،هل من السوق المحلى ام التصدير؟ ويبدو انه قرأ ما بداخلى وقبل طرح السؤال أجابنى قائلا»90%من ايرادات الشركة مصدرها السوق المحلى، والنسبة الباقية من التصدير». منتجات الشركة تغزو الاسواق العربية،وبعض الدول الأوروبية تتصدرها روسيا، لكن فى ظل الاضطرابات والصراعات فى المنطقة هل كانت تداعياتها على الشركة كبيرة؟ «بالطبع تأثرنا، ولكن ليس بالصورة الكبيرة، ومنتجات الشركة توجه الى معظم اسواق الدول العربية تتصدرها السعودية، الكويت، الامارات، فلسطين، ليبيا، لبنان، واليمن، وعلى مستوى الاسواق الاوروبية فإن حجم الصادرات المتوقعة للسوق الروسى يُقدر بنحو 4 ملايين دولار بما يعادل 35.8 مليون جنيه سنوياً كبداية» قاطعته متسائلا: «لماذا معظم الصادرات من العصائر، وليس معلبات الجبنة؟» قال «دول اوروبا لديهم حظر على وارداتها من الشرق الاوسط، بسبب التدقيق فى التفاصيل الكاملة عن سلالة الابقار،المنتج منها عبوات الجبنة، وهذه معايير تعجيزية». قلت إذ كان السوق المحلى هو مصدر الأكبر، فماذا عن التنمية فى الصعيد؟ «تنمية الصعيد فى الذاكرة، عندما تسمح الظروف» هكذا كانت اجابته. «الدماطى» الذى عمل بالقطاع العام فى مستهل مسيرته، ثم اتجه للعمل الحر جمع من خلال تنفيذ الطرح العام والخاص، بإجمالى 122.5 مليون سهم، بسعر 9.20 جنيه، 1.127 مليار جنيه، لديه خطط توسعية فى المستقبل بما يدعم قدرة الشركة على النمو والاستمرار، وليس لديه النيه للقيد ببورصة لندن، فهل ينجح فى ذلك؟