قلت لمحدثى المسئول فى الداخلية لو أن ابنتك روعوها فى عز النهار الظهر و ضربوها وخطفوا سيارتها ثم حاولوا خطفها فى سيارة مفيمة مسروقة، وسحلوها على الأسفلت حتى بان عظمها من جلدها ونزفت دماً، هل كنت ستهدأ؟ قال: لأ طبعاً كنت سأمضى أبحث عنهم ليل نهار حتى أضربهم بالرصاص، إذن فالمطلوب منى الآن أن أحمل سلاحاً وأتفرغ للدفاع عن كل من يريد عائلتى بسوء وقبل ذلك مطلوب منى أن أهيئ نفسى بأننى أعيش فى «غابة» وفى دولة يحكمها البلطجية والمسجلون خطر ذلك لأن نداءاتنا المتكررة بأن يعود جهاز الشرطة للعمل بكامل طاقته وحيويته تذهب أدراج الرياح ولا تجد صدى أو مردوداً من السادة قيادات الداخلية الذين يعملون بربع طاقة و ربع عقل و ربع روح، لقد لمستها فى كلامهم و شعرت انهم ليسوا هم، هناك شرخ كبير حدث فى عقيدة رجل الشرطة المصرى.. هناك فجوة جعلت المسئول عن أمن الوطن غير مسئول على الاطلاق، يتحرك بصعوبة و بطء والتباطؤ هنا لا يقل عن جريمة التواطؤ على الاطلاق.. وهذه هى الكارثة ، المسجلون خطر و البلطجية لم يعودوا يخشون الشرطة يعيثون فساداً و يروعون البشر فى الشارع و«يثبتون» خلق الله و يسرقون و ينهبون و يقتلون ويخطفون الاطفال والنساء بلا رادع.. بلا ذرة خوف ، بلا ضمير ، لقد تركنا رجال الأمن فريسة سائغة لعصابات و تشكيلات جهنمية من أعتى أنواع المجرمين وإذا تساءلت أين انتم يا لواءات الداخلية، ماذا تفعلون بالضبط يقولون نحن نفعل ما فى وسعنا، نحن لم نقصر، والمسألة مجرد كلام لأن أرض الواقع يقول إن الشرطة لم تعد فى خدمة الشعب بل هى الآن فى خدمة (الشغب) ضع نقطة على العين. والشغب هنا حسب المعجم الوسيط والرائد تعنى الشر والفتنة، شغب وتشاغب واسم الفاعل شاغب أى صانع الشر والأذى والفتنة حسب المعجم و هو ما يجعل الشعار الجديد اسماً على مسمى الشرطة بسكوتها و تكاسلها و صمتها المريب على ما يحدث، تعنى أن الداخلية التى من واجبها حماية الشعب من «الشغب» عكست الآية وجعلت الشغب يجوس و يطيح فى المواطنين، بالأمس كنت أمام «هايبر وان» وفجأة وجدت رجلاً يصرخ الحقونى سرقوا عربيتى.. ثبتونى و خدوا عربيتى، وسمعت لحكاية كل يوم بل كل ساعة، عصابة أنزلت الرجل من سيارته تحت تهديد السلاح وأخذت السيارة وهربت وشاهدت مطاردة رائعة، أحد المواطنين جرى بسيارته وكسر على اللص حتى توقف والمواطنون مسكوا اللص وأوسعوه ضرباً بعد أن هرب وزملاؤه ثم اتصلوا بالشرطة لتأخذه على الجاهز، إذن فالمواطن هنا يقوم بمهام رجل الشرطة بعد أن شعر انه غير موجود، ومنذ عدة أيام أمسك جار لى بأحد المشبوهين يدور حول فيلته واتصل بالشرطة حتى تأتى لتأخذه بعد أن حبسه وأخرج كلب الحراسة الذى فى حديقته و شاهدت كيف تحول جارى إلى محقق بالكلب والمسدس يسأل المشبوه لماذا أتيت وبوضوح يقول له و بمنتهى الصراحة: أنا جيت عشان أسرق، و ليس هذا هو المهم لكن الأخطر أن سيارة الشرطة جاءت بعد أكثر من ساعتين من اتصالنا بالقسم و المباحث، معنى ذلك أن لو اننى كمواطن استغيث بالشرطة من عصابة تهاجم بيتى فسوف يصلون بعد أن نتحول إلى جثث. هذا ما أعنيه يا سيادة وزير الداخلية، الرؤية والإيقاع والحركة، هل أنتم جادون لحمايتنا، هل أنتم واعون لما يحدث فى الشارع الآن، هل أنتم حريصون على أمن المواطن ؟ لقد كنتم تتحججون قبل الثورة أن نظام مبارك حول الداخلية إلى خادم له حامٍ لاستبداده وراع لفساده، كنتم الحل الأوحد لكل أزماته السياسية و الأمنية و الدينية ، كانت كل الأزمات تبدأ وتنتهى بالأمن. الآن لم يعد هذا العبء على اكتافكم وليس مطلوباً منكم إلا أمن الشعب الاجتماعى لا أمن النظام السياسى، ليس مطلوباً منكم حماية رئيس أو حكومة، فلا رئيس ولا حكومة الآن، كل المطلوب «لم» المسجلين خطر والمشبوهين وتأمين المواطن فى منزله وعمله وشارعه، لماذا لا توضع خطة شاملة للداخلية فى كل القطاعات لتتعاون لتحقيق هذا الهدف الذى هو أول وأخطر وأهم أهدافها أمن المواطن، لماذا لا يكرس جهاز الأمن الوطنى جهوده فى البحث عن البلطجية الذين يمارسون الإرهاب فى ربوع مصر هذا هو الارهاب الحقيقى يا سادة و ليس ارهاب الجماعات الإسلامية أو جماعات التبشير المسيحى، هذه الجماعات الحوار الديمقراطى هو السبيل الوحيد لكشفها، لا لتقارير مخبريكم، إنه نوع من الكوميديا السوداء أن يظهر علينا هذا الجهاز بعد كل ما حدث بتصريحاته الثورية الجبارة وهو يحذرنا من وجود حركات تبشيرية مسيحية لشباب كوريين لطلاب الجامعة، بالذمة ده كلام، البلد والعة بفتيل الفتنة الطائفية و نحاول أن نطفئ الحريق وأنتم تضعون بنزيناً على النار، أليس فيكم عاقل راشد ؟! تبشير إيه بس و نيلة إيه، وهل تحول جهاز الأمن الوطنى أمن الدولة سابقاً إلى فرع لجماعة الإرشاد بقيادة المرشد العام أو إلى مكتب من مكاتب حزب النور السلفى؟ نحن لا نريد الآن تصفية حسابات أو دفع فواتير مؤجلة، مصر لا تحتمل نحن نريد من كل أجهزة الداخلية أن تلم شملها و تلملم أعضاءها المبعثرة و تقوم على قلب رجل واحد برؤية واحدة شاملة لمنع الجريمة فى مصر الآن و بسرعة و إلا فاستقيلوا من مواقعكم، واتركوا مصر بلا يافطة وزارة الداخلية لأن الناس عندها قناعة الآن أن الشارع بلا أمن و العصابات تسرح فى أمان تام جهاراً نهاراً، وهذا الشعور لم يكن شعوراً عاماً فى البلد حتى فى أشد نكساتنا، قال لى طبيب نفسى شهير ان نسبة المترددين على عيادته من فوبيا الخوف من قطاعى الطرق والمجرمين كبير جداً، ويمكن الرجوع لدراسات وبحوث المركز القومى للبحوث الجنائية لقراءتها، أم أن قيادات الداخلية لا تقرأ؟ لو أنهم لا يقرؤون تكون مصيبة سودة و لو أنهم يقرؤون ولا يستفيدون مما يقرؤون فالمصيبة أعظم ورغم كل شىء نحن فى انتظاركم يا رجال شرطة مصر لنقل لكم حمداً لله ع السلامة، وعلى الرحب والسعة.. ساعتها سنعود للشعار (الشرطة فى خدمة الشعب) بدون نقطة على العين ولا «نقطة» يعنى شلل مما يحدث بسبب جرائم الخطف والترويع فى ربوع المحروسة. وربنا يستر على البلد..!!