حذر ديفيد أوتاواي مراسل صحيفة واشنطن بوست بالقاهرة من تكرار النموذج السوداني في مصر وتونس، مؤكدا أن أفضل سيناريو هو إجراء انتخابات جيدة حتي لو فاز بها الإسلاميون مع إحداث تطور فعلي ديمقراطي وأن أسوأ السيناريوهات أن تتكرر مظاهرات ومليونيات التحرير وعدم السيطرة عليها. واعتبر أن ما حدث في مصر انتفاضة ولم يصل لمستوي الثورة علي غرار ماحدث في عام 1952 حيث حدث تغيير سياسي واجتماعي واقتصادي حقيقي، مؤكدا علي ضرورة حدوث التغيير الحقيقي المطلوب في النخبة والصفوة، مشيرا إلي أن معظم مرشحي الرئاسة المحتملين من كبار السن مع غياب الشباب. كما أشار إلي تمتع المجلس العسكري بشعبية كبيرة تصل ل90 % موضحا أن الحكومة الحالية ضعيفة وغير قادرة علي مواجهة القضايا الاقتصادية. وأوضح المحلل السياسي الأمريكي أنه ليس هناك اتفاق علي دور الجيش في المرحلة المقبلة مع عدم استبعاد حدوث تحالفات مع الإسلاميين، وأن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للإخوان المسلمين يريد العمل مع أحزاب غير إسلامية لأنه لن يحصل علي أكثر من 25% أو 30 % من الأصوات كما أن حركة النهضة في تونس لا تسعي للحكم وحدها. وقال إنه حاليا لايوجد أي شكل من أشكال التغيير في النظام الاقتصادي في مصر بعد ثورة 25 يناير غير بعض الشركات الخاصة التي تم تأميمها بسبب الفساد أو العودة للاشتراكية ولم يحدث بعد الثورة تغييرات اجتماعية مثل ما حدث في عامي 52 و53 والناس تتساءل عن الإسلاميين ومدي وصولهم للحكم، ومن المبكر التحدث عن الثورة. وقال إنه يوجد حاليا 100 حزب سياسي وآلاف من الناس تتظاهر في ميدان التحرير لكن هذا ليس كافيا. وقال أوتاواي -الذي يعد حاليا كتابا عن الثورة والثورة المضادة في العالم العربي- أن شرعنة الأحزاب الإسلامية توضح أن الأحزاب السياسية في مصر عقب الثورة تقلق أعضاء الكونجرس ولذلك يعولون علي الجيش للمحافظة علي الاستقرار، موضحا أن بيانات المجلس العسكري تؤكد دعمه لحكومة مدنية وليست دينية. موضحا أن هناك اتصالات أمريكية مع المجلس العسكري لعدم اتخاذ العنف ضد المتظاهرين لكن المؤسسة العسكرية في مصر هي الأمل لواشنطن لتحقيق الاستقرار، مستبعدا قطع الكونجرس المساعدات عن مصر وما حدث من جانب الكونجرس مجرد تعبير عن القلق من جانب واشنطن. وأوضح خلال محاضرة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة مساء أمس السبت أنه كان دائما متشككا في استخدام كلمة الثورة وأن المصريين يتحدثون حاليا عن تراجع أو انحراف الثورة كما أن مصطلح الثورة تعبير غامض عما حدث وما سوف سيحدث، متسائلا عن الاحتجاجات الفئوية وعما ستؤدي إليه وستسفر عنه . وقال إنه كان مهووسا بفكرة الثورة خلال فترة الدراسة في باريس وكتب كتابا عن الثورة الجزائرية تحت نير الاحتلال الفرنسي حيث غادر مليون فرنسي خلال 3 شهور وكان هناك فراغ حيث حل العمال الجزائريين مكان الفرنسيين وجاء التغيير بسبب الكفاح الوطني . وقال إن أثيوبيا شهدت تغييرات كبيرة بعد رحيل الإمبراطور هيلاسلاسي وبدأت التغييرات الاشتراكية وكانت للناس بمثابة ثورة سياسية واجتماعية، موضحا أن الثورة حاليا تأتي من أوروبا الشرقية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي حيث الثورات الملونة، مشيرا إلى أنه خلال 13 عاما كان هناك تغيير متتابع رغم أنه سبقها تحولات كثيرة، مؤكدا أن ثورات أوروبا الشرقية تختلف عن الربيع العربي .