انتقد الكاتب "باتريك كوكبورن" فى مقاله بصحيفة "إندبندنت" البريطانية ما أثيرمؤخراً حول وجود مؤامرة إيرانية لقتل السفير السعودى فى الولاياتالمتحدة معتبراً هذه الأحاديث فى منتهى السخافة. وحذّر كوكبورن إيران من الرئيس أوباما الذى يسعى حالياً إلى جذب أصوات الناخبين فى الانتخابات الرئاسية القادمة. وأشار الكاتب إلى رفض دول العالم بأسره موضوع المؤامرة الإيرانية، فى الوقت الذى يدعم فيه البيت الأبيض هذه المؤامرة ويأخذها على محمل الجد، ساعياً لمواجهة شرسة مع إيران فى الفترة القادمة التى تسبق الانتخابات، بدعوى وجود أيدى إيرانية وراء الاضطرابات فى العراق والمظاهرات فى البحرين. وأضاف الكاتب قائلاً إن المؤامرة المُفترضة كاذبة بكل معايير القصص الكاذبة التى كان يرويها الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش الابن حول وجود أسلحة دمار شامل فى العراق عام 2003، وبالنظر إلى الخبرة والذكاء التى عرفت به الاستخبارات الإيرانية يبدو هذا التآمر غير محتمل وصعب حدوثه، بالإضافة إلى أنه ليس من مصلحة إيران استفزاز الولاياتالمتحدة وإعطائها سبباً لشن الحرب عليها. وشدد الكاتب على أهمية الانتخابات الرئاسية عام 2012 باعتبارها الدافع الذى يجعل الإدارة الأمريكية تعتقد جدياً فى هذه المؤامرة، خاصةً فى ظل فشل السياسات الاقتصادية والاجتماعية للرئيس أوباما، مشيراً إلى مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن، وأنور العوالقى فى اليمن، وتضخيم ما يسمى بمؤامرة الشيطانية الإيرانية التى سيحبطها باعتبارها أسباب تشفع له فى الانتخابات المقبلة. وختاماً طرح الكاتب سؤالاً مهماً إن أمريكا تعزز، داخلياً، من فكرة المواجهة مع إيران ولكن هل فعلا تريد أمريكا الحرب مع إيران؟ مجيباً أنه من غير المرجح نظراً للموقف الضعيف لأمريكا فى الشرق الأوسط بعد فقدان مصر الحليف الرئيسى، وتنامى الدور التركى، وعدم استقرار الشرق الأوسط بأكمله.