اتفقت الولاياتالمتحدةوروسيا على تحديد موعد زمنى لقيام الأطراف المتنازعة فى سوريا بكتابة مسودة دستور جديد للبلاد فى أغسطس. وقال وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى بعد محادثات تواصلت لأربع ساعات فى الكرملين مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين. وقال أيضا إنهما اتفقا على الضغط على الحكومة السورية والمتمردين لتسريع المفاوضات بشأن انتقال سياسى فى سوريا. ووصل كيرى لإجراء محادثات فى موسكو بعد عشرة أيام من إعلان الرئيس بوتين عن سحب جزء كبير من القوات الروسية فى سوريا. وقال كيرى فى مؤتمر صحفى مشترك مع وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف «اتفقنا على جدول زمنى لتأسيس إطار عمل للانتقال السياسى فضلا عن مسودة دستور، ونهدف إلى أن ينجز كلاهما بحلول اغسطس». ولم يشر كيرى إلى ما إذا كان مستقبل الرئيس السورى بشار الأسد نوقش فى محادثاته مع الرئيس بوتين. ولكنه قال إنهما اتفقا على أن الأسد يجب أن يفعل الشيء الصحيح وأن ينخرط فى مفاوضات السلام. وتابع «سيتعين على روسيا أن تتحدث بنفسها فيما يتعلق بما ستختار فعله من أجل مساعدة الأسد على اتخاذ القرارات الصحيحة.. لكننا اتفقنا اليوم على تسريع الجهود لمحاولة دفع العملية السياسية قدما.» وأضاف «أعتقد أن روسيا مشاركة بشكل كامل فى هذا الجهد وكلنا سنحاول دفع الرئيس الأسد لاتخاذ القرار الصحيح خلال الأيام القادمة للانخراط فى عملية سياسية تسفر عن انتقال سياسى حقيقي». وتدعم الولاياتالمتحدة مطالبة المعارضة بتنحى الرئيس الأسد، لكن روسيا، حليف الأسد، تقول إنه شأن يقرره السوريون فقط. وقال «لافروف» إن الولاياتالمتحدةوروسيا سيضغطان على الحكومة السورية والمعارضة لعقد مفاوضات مباشرة فى جنيف تهدف إلى تكوين حكومة انتقالية. وشدد لافروف وكيرى على أنهما سيسعيان إلى تعزيز وقف الأعمال العدائية الذى بدأ تطبيقه فى 27 من فبراير. وقال لافروف «فى ما يتعلق بالمسائل الملحة، لقد اتفقنا على أن نضغط من أجل أن تبدأ فى أسرع وقت ممكن مفاوضات مباشرة بين الوفد الحكومى وكل أطياف المعارضة». وقالت الأممالمتحدة إنها ستناقش القضية الشائكة المتصلة بالانتقال السياسى فى سوريا عندما تعود أطراف الصراع للاجتماع مجددا الشهر القادم بعد تحديد وثيقة مبادئ مشتركة للعملية السياسية التى قد تنهى خمس سنوات من الحرب الأهلية. ومع سريان وقف هش لإطلاق النار فى سوريا، توقفت المفاوضات غير المباشرة بين وفدى الحكومة والمعارضة التى استمرت نحو أسبوعين يوم الخميس على أن تستأنف بداية من التاسع من أبريل. واختتمت مساء أمس الأول جولة مفاوضات غير مباشرة فى جنيف بين ممثلى الحكومة السورية والمعارضة. وقال المبعوث الأممى إلى سوريا ستيفان دى ميستورا إنه وجد الكثير من الأرضيات المشتركة بين الجانبين، مشيرا إلى أن المفاوضات ستستأنف الشهر المقبل. وتابع «أتوقع وآمل... ألا تركز الجولة التالية من المحادثات على المبادئ مرة أخرى- أجرينا ما يكفى من ذلك- يوجد كثير من النقاط الصالحة.. لكن يجب أن نبدأ التركيز على العملية السياسية». ويتمسك دى ميستورا بقوة بخطة سلام أقرها مجلس الأمن الدولى فى ديسمبر تدعو لعملية يقودها السوريون تؤسس لحكم غير طائفى ولا يقصى أحدا ولدستور جديد وانتخابات حرة ونزيهة خلال 18 شهرا. وعلى الرغم من أن كل الأطراف التى تحضر المحادثات ابدت التزامها بعملية انتقال سياسى بعد الحرب كان التقدم بطيئا مع تجنب الوفد الحكومى أى محادثات عن المسألة الخلافية الخاصة بالانتقال السياسى أو مصير الرئيس بشار الأسد الذى تطالب المعارضة برحيله. وقالت بسمة قضمانى العضو بوفد المعارضة «نخرج من هذين الأسبوعين ولدينا شعور بأننا وضعنا على الأرجح الأساس لمحادثات جوهرية فى الجولة التالية». لكنها حذرت من أن الكثير سيتوقف على نفوذ روسيا على الحكومة السورية خلال الأسابيع القادمة. وبعد اجتماع رئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفرى مع مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى فيدريكا موجيرينى -وهو اجتماع نادر مع مسئول غربى رفيع- تحدث الجعفرى بلهجة ايجابية وعبر عن اعتقاده بأن جولة المحادثات كسرت جمودا دبلوماسيا. وقال الجعفرى إن وثيقة من الأممالمتحدة ستراجع فى دمشق قبل الجولة القادمة من المحادثات. وقال دى ميستورا «هذه مبادئ استرشادية لم ندخل فى التفاصيل فى أساس كل القضايا وهو الانتقال السياسى. العملية السياسية.» وأضاف أن هناك مرجعيات لإعلان جنيف 2012 وللقرار رقم 2254 الذى يشمل ثلاثة عناصر الحكم والدستور والانتخابات. وتحتوى وثيقة دى ميستورا على بنود تشمل إصلاح مؤسسات الدولة وفقا للمعايير الدولية ورفض الإرهاب بشكل قاطع وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولى رقم 2254 الذى يضمن انتقالا سياسيا. وتنادى الوثيقة أيضا بعدم التسامح مع أى أفعال انتقامية من أى طرف وإعادة بناء الجيش السورى على أساس وطنى وضمان قيام دولة ديمقراطية غير طائفية والحفاظ على حقوق المرأة فى التمثيل العادل. وقال دى ميستورا إن تلك المبادئ لم يرفضها أى طرف. وقال دبلوماسى غربى رفيع «الجولة القادمة ستكون أكثر صعوبة لدى ميستورا. فى رأيى ستكون جولة حاسمة». ويهدف دى ميستورا لاستئناف المحادثات فى التاسع من ابريل على الرغم من أن بعض الأطراف يمكن أن تنضم للمحادثات فى تاريخ متأخر يصل للرابع عشر من ابريل بعد يوم من الانتخابات البرلمانية السورية. من جهة أخرى أعلن التليفزيون السورى الرسمى أن القوات الحكومية قد دخلت إلى مدينة تدمر التاريخية التى سيطر عليها تنظيم «داعش» العام الماضي. وشنت القوات الحكومية هجوما لاستعادة المدينة فى وقت سابق هذا الشهر، مدعومة بقصف جوى روسي. وتحدثت تقارير عن مقتل ضابط فى القوات الخاصة الروسية فى القتال قرب المدينة. وقالت وسائل الإعلام السورية الرسمية إن قوات النظام دخلت إلى مدينة تدمر بعد أن سيطرت على نقاط استراتيجية بمحيط المدينة فى حين تدور معارك عنيفة على مداخل المدينةالغربيةوالجنوبيةالغربية. ونشرت تنسيقية تدمر على صفحتها الرسمية تأكيدات بأنه لا صحة لكل الأخبار المتداولة عن دخول النظام للمدينة حتى اللحظة، وأكد الكلام نشطاء من المدينة. وقالت التنسيقية إن الاشتباكات لا تزال مستمرة بين تنظيم داعش من جهة و جيش النظام وميليشيات طائفية من جهة أخرى على مدخلى المدينة الغربى والجنوبى الغربي، حيث يسيطر النظام وحتى اللحظة على كل من: القصر القطرى فى منطقة العوينة ويتمركز فى محيطه، وجبل هيان ومحيطه جنوب غربى تدمر، وجبل الطار شمال المدينة. وكان المرصد السورى أكد فى وقت سابق أن تنظيم داعش طلب من الأهالى مغادرة تدمر وهو ما يشير إلى نية التنظيم خوض معارك داخل أحياء المدينة، المعركة التى بدأها جيش النظام قبل أسبوعين تحت غطاء جوى وفرته الطائرات الروسية.