أكد خبراء الأمن أن مكافحة الإرهاب تتطلب تضافر جهود الدول وتعزيز تبادل المعلومات مؤكدين أن هجمات تنظيم داعش فى القارة الأوروبية هدفها توصيل رسالة "تحدي" وأن التنظيم ليس لديه سقف محدد لطموحاته. وأكد اللواء محمد رشاد وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، أن تنظيم داعش يحاول اثبات نفسه على الساحة من خلال توجية ضربات لمختلف دول العالم، مشيرًا إلى أن داعش يريد توصيل رسالة بأنه قوة لازالت قادرة على أن تنال كل دول العالم فى ظل ما تقوم به التحالفات الدولية لمحاربة الإرهاب. وقال وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، إن التسلل عبر الحدود أمر أصبح سهلًا بالنسبة للعناصر الإرهابية نتيجة اتساع الحدود، لافتًا إلى أن الاوروبين يتعاملون مع مواطنيهم باعتبارهم جميعًا مواطنين صالحين إلى أن يثبت العكس وهذا ما يعرضها لمشكلات. وأوضح، أن وضع إجراءات استثنائية لمراقبة المواطنين يشكل عبء كبيرا على تلك الدول، لافتًا إلى أن سبل مكافحة الإرهاب يتطلب تضافر جهود الدول مع بعضها فى تبادل المعلومات. وكشف الخبير الأمني العميد خالد عكاشة أن العناصر الإرهابية متواجدة فى القارة الأوروبية منذ أكثر من عامين، لافتًا إلى أن تلك العناصر تلقت تدريبات فى سوريا والعراق، مضيفًا أن لكل ساحة أهدافا محددة. وأكد عكاشة، أن التنظيمات الإرهابية وضعت خطة لتشكيل هذه الخلايا النائمة اعتمدت على أبناء هذه الدول، موضحا أن هذه المجموعات استطاعت الإقامة بشكل واسع في أراضى تلك الدول. وقال صبرة القاسمى الخبير فى شؤون الحركات الاسلامية، إن تنظيم داعش منذ اللحظة الأولى لظهوره أعلن استراتيجياته بأنه سيستهدف العالم بالكامل ووصف التنظيم نفسه بأنه قوة كبيرة لديها الدعم اللوجستى لتنفيذ مهامها فى أى دولة. وأضاف أن الضربات التى قام بها التنظيم أصابت دول التحالف الدولى لمحاربة الإرهاب وحلف "الناتو" ليبعث برسالة تحد للجميع، متوقعًا أن بروكسل لن تكون الدولة الأوروبية الأخيرة في سلسلة الهجمات. وأكد القاسمى أن ظاهرة الإرهاب أصبحت كابوسًا لا يستثني أحدًا، مشيرًا إلى أن تفجيرات بروكسل كان مخطط لها منذ فترة. واستعرض خبير الحركات الإسلامية، آليات واستراتيجيات تنفيذ العملات الإرهابية التى تشنها داعش، قائلًا" هناك ثلاثة أمور يتحرك التنظيم وفقًا لها أولها وجود عداء مع الدولة المخطط لها وثانيها تواجد الأفراد المنفذة للعملية وأخيرًا توصيل الدعم اللوجستى". ولفت، إلى أن تنظيم داعش مصر على الاستمرار فى معادة العالم وأن سقف طموحاته بات فى ارتفاع ملحوظ، مضيفًا أن هذه التنظيمات لم يسبق لها مثيل وأن التنظيمات الجهادية والتكفيرية التى ظهرت على الساحة سابقًا كان أقصى طموحها اغتيال مسؤول أو تنفيذ عملية تفجيرية. واشار، إلى أنه تنبأ منذ عام ونصف بالوضع الراهن الذى يمر به العالم من تفشى ظاهرة الإرهاب، موضحًا أن مواجهة هذه التنظيمات يأتي العمل على تصحيح الأفكار الهدامة وليس بالحل الأمنى.