يتوقع الخبراء تكرار تلك الهجمات خلال الفترة المقبلة فلن تكون هذه العملية هى الأولى ولن تكون الأخيرة، ومنفذو تلك العملية هم «العائدون من داعش» هؤلاء المواطنون الذين كانوا ينتمون لداعش، سواء من البلدان العربية والأجنبية وعادوا من التنظيم إلى بلادهم بتعليمات من قيادات التنظيم لزرعهم داخل الدول الأوروبية لاستهداف مدن ومناطق بعينها داخل بلادهم تنفيذًا لفكر داعش.صبرا القاسمى - القيادى السابق بتنظيم الجهاد - يرى أن المشكلة ليست فى العائدين من داعش، فهؤلاء الدولة تعرفهم جيدًا وفى الأغلب أنها تتخذ معهم إجراءات أمنية مشددة أو على الأقل تتبع معهم أسلوبا خاصا تتعامل به مع هؤلاء العائدين وإنما الخطر الحقيقى يكمن فى «أخفياء داعش» فهم الخطر الأكبر الذى يهدد العالم. وأضاف القاسمى أنه حذّر من قبل أكثر من مرة من خطر هذا التنظيم الإرهابى قبل أن يعلن عن الدولة الإسلامية وحذر من خطورة هذا الكيان الإرهابى من حيث أنه يتغلغل وسط المجتمعات ولن يستطيع أحد أن يوقفه، فهذا التنظيم يريد أن يغزوا العالم كله وليس دولة بعينها أو أشخاصًا بعينهم، وقد تحول هذا التنظيم بمنهج القوة الشرسة التى يتبعها لأن يصبح تنظيمًا عالميًا يستهدف العالم كله، فهو يرى أن أمريكا وروسيا من أكبر القوى فى العالم التى يجب أن تنتهى وتخضع لإمرة التنظيم. طموحات بلا حدود وأشار القاسمى إلى أن تنظيم داعش يختلف عن باقى التنظيمات الأخرى مثل الإخوان وأنصار الشريعة فى ليبيا، فهذه التنظيمات لها طموحات محددة أو معينة ودائمًا ما تفصح عن هذا الطموح وتعلن عنها بينما داعش ليس له طموحات واضحة فهو يرغب فى أن يغزو العالم كله. وحول دور أمريكا فى مساعدة داعش أكد القيادى السابق بتنظيم الجهاد أن أمريكا تستغل الأحداث جيدًا لصالحها فهى على سبيل المثال تستغل ما حدث فى فرنسا من أجل شحن الفرنسيين فى مساندة أمريكا على تحقيق هدف معين وهو الهدف الأساسى لأمريكا فى تقسيم الشرق الأوسط. كما أكد القاسمى حدوث عمليات أخرى خاصة فى العالم الغربى، مضيفًا أن أوروبا سوف تشهد كوابيس مزعجة فى الفترة المقبلة لم تشهدها من قبل، مطالبًا العالم الغربى بالاستفادة من التجربة المصرية فى مواجهة الخطر الأكبر لأن مصر والرئيس السيسى كان له رؤية سابقة فى هذا المجال بل تعد التجربة المصرية الأكثر قوة على مستوى المواجهات مع الإرهاب حول العالم، حيث واجهت مصر الفكر بالفكر والسلاح بالسلاح وعملت على تجديد الخطاب الدينى وتنقيته ولم تتراجع عن مواجهته حتى الآن. مضيفًا أن فرنسا يوجد بها أكبر عدد من الداعشيين لأن المتواجدين فى فرنسا على صلة بكافة التنظيمات التى بايعتهم فى الدول الأخرى ومنهم أنصار الشريعة فى ليبيا وجهاديون المغرب العربى والجهاديون فى الجزائر واليمن وشبه الجزيرة العربية وهؤلاء يعدون نارًا تحت الرماد سوف تحرق العالم كله مالم يتم مواجهتهم والقضاء عليهم. ومن جانبه قال سامح عيد الباحث فى شئون الحركات الإسلامية إن التطرف الدينى توجّه موجود منذ السبعينيات وتنظيم داعش يعد الجيل الثالث من الإرهاب، حيث يعتبر أيمن الظواهرى وأسامة بن لادن الجيل الأول، أما الجيل الثانى فيعبر عنه مصعب الزرقاوى الذى قاد الحرب فى العراق والذى قُتِلَ فى 2004، أما الجيل الثالث فهو أبو بكر البغدادى والذى لم يتجاوز عمره 40 سنة والذى اكتسب خبرة كبيرة من عدة تجارب جاءت فى كتاب إدارة التوحش لأبو بكر ناجى وكتاب حرب العصابات لأبو عبيدة واللذين وضعوا خلاصة تجاربهما وتراكم خبراتهما فى هذين الكتابين والتى استخدمهما تنظيم داعش بشكل أشد شراسة وأكثر كفاءة، بالإضافة إلى استخدامه للإعلام والميديا بشكل كفء ولديه مستشارون إعلاميون للترويج لأفكار التنظيم حول العالم وكسب تعاطف المسلمين فى كافة دول العالم. وكشف عيد أن التنظيم مخترق من كل أجهزة المخابرات فى العالم بشكل أو بآخر، وجهاز المخابرات الذى ليس لديه أفراد داخل التنظيم فمن الأفضل أن يجلس فى بيته. وأضاف عيد أن درجة الاختراق تختلف من دولة إلى أخرى فهناك دول لها أفراد داخل قواعد التنظيم وهناك دول أخرى يوجد لديها أفراد بالقرب من صناعة القرار داخل التنظيم، موضحًا أن عملاء المخابرات فى القواعد تعمل على نقل المعلومات والبعض الآخر يقوم بتوجيه البوصلة لتحقيق أهداف معينة للدولة التابع لها. وتابع أن التنظيم يمتلك مالا يقل عن 1000 انتحارى على استعداد للانتحار ومؤهلين نفسيًا والحالة النفسية عالية جدًا للقيام بعمليات إرهابية ويتلقون دعمًا لوجيستيًّا.. موضحًا أن آخر تقرير للمخابرات الأمريكية فيما يخص أعداد التنظيم الإرهابى يُقدّر ب 50 ألف مقاتل محترف تم استقطابهم بشكل دينى واضح والمخابرات الأمريكية فى الغالب لا تخطىء فى تقدير أعداد هذا التنظيم لأنه نشأ بموافقة أمريكية وتمويل خليجى لإسقاط بشار الأسد على حد قوله. وحول إطلاق اسم «غزوة» على العملية الإرهابية الأخيرة فى فرنسا أكد الباحث فى شئون الحركات الإسلامية أن إطلاق اسم «غزوة» على العملية الإرهابية فى فرنسا له أبعاد شرعية من حيث تنفيذ العملية داخل دولة الكفر والشرك بالله والإباحية. وهذا الأمر يعطى لقواعد التنظيم اليقين بأن هذا العمل يدخله الجنة. مخطط خطير ومن جهة أخرى قال اللواء محمود زاهر الخبير الأمنى إنه يجب علينا أن نفهم حجم العملية الإرهابية فى فرنسا تشبه إلى حد كبيرحجم العملية الإرهابية التى حدثت فى نيويورك فى 11 سبتمبر وأكد زاهر فى ضرورة ألا ننسى المخطط الصهيونى لتقسيم الشرق الأوسط والفوضى الخلاقة وانتقل من بريطانيا إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية والذى اعترف به كلينتون وقاموا بإنشاء تحالف أشبه ما يكون داعما للتنظيم وليس للقضاء عليه كما يدعى الغرب ذلك المخطط الذى استفاد منه السماسرة مثل تركيا عندما حل الخراب على الدول العربية جراء العمليات الإرهابية التى يشنها التنظيم على تلك الدول وسيطرته على بعض المناطق الغنية بالبترول. خلايا نائمة بدوره أكد العميد خالد عكاشة مدير المركز الوطنى للدراسات الأمنية أن منفذى العمليات الإرهابية عبارة عن خلايا نائمة يرسلها التنظيم الإرهابى داعش من مسرح العمليات فى سورياوالعراق ويقوم بزرعهم لفترات معينة لحين تنفيذ العملية أو تقوم بالتنسيق مع مجموعات إرهابية أو مسلحة داخل الدولة المستهدفة لتنفيذ عملية إرهابية. وأوضح عكاشة أن منفذى العملية الأخيرة فى فرنسا كانوا موجودين بالأساس فى فرنسا وتلقوا تدريبًا وتأهيلًا على السلاح واكتسب مهارات إرهابية فى الخارج ثم عاد ومكث فترة كبيرة قبل تنفيذ العملية وكشف مدير المركز الوطنى للدراسات الأمنية أن كل عمليات تمويل وتدريب منفذى هجمات باريس تمت على الأراضى البلجيكية، مشيرا إلى أن واحدًا من أكبر الأحياء هناك يطلق عليه «قندهار» بلجيكا نظرا لسيطرة جماعات متشددة عليه وانتشارها فيه. وأضاف عكاشة أن العائدين من داعش هم أقرب الشبه من العائدين من أفغانستان أو ألبانيا والذين عادوا لكى ينشروا أفكارهم المتطرفة فى بلادهم أو لتنفيذ عملية لحساب تنظيم داعش وهؤلاء هم الأكثر خطورة على العالم كافة. وتابع أن كل الدول مرشحه لأن يحدث بها ما حصل فى فرنسا أو تتعرض كل الدول الأوربية وكذلك المنطقة العربية ولكن أوربا هى الأكثر استهدافا خلال الفترة المقبلة. ولم يستبعد عكاشة أن يستهدف التنظيم أمريكا لأنه يفتح المجال على مصراعيه فى هجماته الإرهابية ويدعى أنه سيصل لكل الدول التى شاركت فى استهداف التنظيم فى سورياوالعراق والجميع أصبح فى مرمى استهداف الجماعات الإرهابية.