أثار فيلم «نوارة» حالة من الجدل فى الندوة التى أدارها الناقد طارق الشناوى عقب عرضه الأول لضيوف مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية بين النقد لمضمون العمل، ومشيداً بالفكرة والمضمون لكن الجميع اتفق على الأداء الراقى والمتميز لأبطاله، خاصة منة شلبى ومحمود حميدة وأمير صلاح الدين وكذلك اتفق الحضور على نجاح هالة خليل كمخرجة وإن اختلفوا على المضمون. الفيلم يرصد حياة فتاة فقيرة من حى شعبى «نوارة» أو منة شلبى تعمل خادمة فى قصر وزير سابق محمود حميدة وخطيبة لأمير صلاح الدين ويرصد الفيلم التفاوت الطبقى والعنصرى بين الفقراء والأغنياء من حيث الصورة والمعيشة وتأثير ثورة يناير على الطبقتين وكيف يراها كل منهما، وظهر الفيلم على أنه مؤيد للثورة، ورغم ذلك فإن البعض من الجمهور قال إنه سفَّه منها، وكان ضدها، ولكن المخرجة تركت الطرح مفتوحاً أمام الجمهور ليفهم كل واحد ما يراه، ومن هنا ظهرت حالة الجدل والاختلاف بشكل واضح، بعض الفنانين مثل المنتج محمد العدل الذى شارك فى مشهد ميدان التحرير والثورة أكد أن الفيلم قدم صورة حقيقية لواقع المجتمع وقت الثورة وتناغماً بين المضمون والصورة والموسيقى التصويرية والمونتاج وأداء أبطال الفيلم خاصة منة وأمير وحميدة والإخراج والتأليف وهو ما اتفق معه المخرج عمرو عابدين والممثلة سلوى محمد على التى أثنت على تناول الفيلم لقضية انخراط النوبيين فى المجتمع المصرى من خلال زواج أمير صلاح الدين وهو شاب نوبى من منة شلبى. بينما أثنى الجمهور على أداء منة وأمير وحميدة واعتبره الجمهور حكيم الفيلم والسينما المصرية، وقالوا إن الفيلم لم يستغل وجود الفنان أحمد راتب بينما أعاد اكتشاف الفنانة القديرة رجاء حسين ونجح فى تقديم نجم سينمائى قادم هو أمير صلاح الدين الذى قدمه الفيلم فى ثوب جديد. وانتقد بعض الحضور الصورة المثالية التى قدم بها الفيلم منة شلبى وأكد شاب أقصرى أنها مثالية مفتعلة وغير منطقية لفتاة طحنها الفقر تتمسك بالقيم والمبادئ حتى تسقط هذه القيم وتقبل أن تمارس حياتها فى قصر حميدة بعد هروبه وأسرته شيرين رضا وابنته فى الفيلم وأن ذلك حدث بعد مقتل كلب حميدة ودلل الفيلم على ذلك بسقوط الوفاء وأن جزاء الوفاء والفقر هو القتل، وأكد بعض الجمهور أن الفيلم كان ضد الثورة بدليل أنه تهكم عليها وسخر من تفكير البسطاء عندما تحدث عن عودة الأموال المهربة للخارج من رجال النظام السابق وخاصة بعد سقوط مبارك وحبسه وانتقدت سيدة فرنسية أن الفيلم تحدث عن الثورة باعتبارها بداية للتغيير فى حين أن الشوارع فى مصر مازالت مليئة بالقمامة والحياة سيئة فى المستشفيات والشوارع والسكن للفقراء.