كتبت مواقع «التواصل الاجتماعي» سطرًا جديدًا في تاريخ القضاء على المشاهير، ومثيري الرأي العام، حيث أعلنت كلمتها العليا، في الأزمة التي أثارها المستشار أحمد الزند، وزير العدل، بعد تطاوله على الرسول صلى الله عليه وسلم. وترددت، منذ قليل، أنباء عن إقالة وزير العدل من منصبه، خلفًا للموجه العاتية التي أثارها، أول أمس، خلال لقائه في برنامج نظرة لمقدمه الإعلامي حمدي رزق، حيث أكد الزند أنه يعلم جيدًا أن الدستور يمنع حبس الصحفيين، وأنه لم يدخل في خصومة مع الصحفيين، إلا بعد الخوض في أهل بيته. وأشار إلى أن السجون خلقت من أجل هؤلاء –في إشارة للصحفيين-، وإنه لن يتنازل ضد من أخطأ في أهل بيته قائلًا :«السجون خلقت من أجل هؤلاء، وهحاكم أي حد يخطأ حتى لو النبي هحبسه». وعلى الفور، تفجرت موجة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك وتويتر»، ودشن النشطاء هاشتاج باسم الزند يطالبون بإقالته لتطاوله على النبي، وتصدر قائمة الأكثر تداولًا وواصل تصدره لليوم الثاني على التوالي. وإزاء ذلك، خرج الزند بالأمس، ليعتذر قائلًا: «أنا استغفرت الله العظيم مرات ومرات، يا سيدي يا رسول الله جئتك معتذرًا، وأنا أعرف أن اعتذاري مقبولًا؛ لأن رسول الله قَبِلَ اعتذار الكفار عندما أطلق سراحهم خلال فتح مكة، وقال لهم اذهبوا فأنتم الطلقاء». ورغم اعتذاره، ألا أن الهجوم على الزند لم يتوقف، حيث رفع المحامي نبيه الوحش، دعوى قضائية تطالب بإقالة الزند من منصبه، وأعرب المستشار حمدي الشيوي، عضو هيئة قضايا الدولة سابقًا، اعتزامه التقدم بدعوى قضائية ضد الزند. وجاءت أنباء إقالة الزند من منصبه، لتعيد مرة أخرى، فتح ملف التواصل الاجتماعي وقدرتها على الإطاحة بالمشاهير، من الوزراء والمحافظين، والإعلاميين، حيث كان لها ضحايا كثيرون، ترصدهم «الوفد» في التقرير التالي. «محفوظ صابر»: واحد من ضحايا مواقع التواصل الاجتماعي، الذي كانت صراحته وجرأته نقمة عليه، وجعلت الرأي العام ينقلب عليه ويطيحه من منصبه في يوم ليلة هو المستشار محفوظ صابر، وزير العدل الأسبق. حينما خرج محفوظ مع الإعلامي رامي رضوان، ببرنامج البيت بيتك، صرح قائلًا: «ابن عامل النظافة لن يصبح قاضيًا، لأن القاضي لا بد أن يكون قد نشأ في وسط مناسب لهذا العمل، مع احترامنا لعامل النظافة». فكان التصريح الأخير له، بعدما انقلبت عليه مواقع التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاج باسمه على موقع «تويتر»، مطالبًا بإقالته من منصبه، ورغم أن حديثه كان منطقيًا ألا أن الكثيرين اعتبروا أنه ما كان يجب أن يصرح به على ذلك النحو تجنبا لاستفزاز مشاعر الآخرين. وكان لمواقع التواصل الاجتماعي الكلمة العليا في الأمر، إذ تم تدشين حملة لإقالته من منصبه، ليجد الوزير نفسه خارج الوزارة معفيا من منصبه بعد أن ترددت أنباء عن رفضه تقديم استقالته، ولم يقف الأمر عند ذلك الحد، بل استمر الحديث عن الأمر بعدها، واعتبر الكثيرون الإقالة بمثابة رد اعتبار لجميع المصريين. «ريهام سعيد»: كانت أزمة فتاة المول الشهيرة، هي من دفعت مواقع التواصل الاجتماعي للإطاحة بالإعلامية ريهام السعيد، وبرنامجها صبايا الخير، وذلك بعدما استضافت الأخيرة فتاة تدعى سمية، وعرضت لها فيديو للتحرش بها وضربها من قبل شاب مجهول في إحدى مراكز التسوق الشهيرة بمصر الجديدة. وفي الحلقة التالية، بثت ريهام صورا للفتاة في صحبة أحد الشباب، وعرضت لها صورًا مُخلة، وهددتها بأن لديها المزيد من الصورة، ألا أنها لم تخرجها حفاظًا على سمعة الفتاة. وأثارت الواقعة الرأي العام، وخرج هاشتاج جديد من رحم مواقع التواصل الاجتماعي كالعادة، يطالب بوقف إذاعة برنامج صبايا الخير، لتستجيب قناة النهار، لنداء الجماهير، وتعلن توقف البرنامج لحين انتهاء التحقيق، كما أعلن رعاة برنامجها انسحابهم وتضامنهم مع الفتاة المجني عليها إلا أن كرامة الإعلامية المثيرة للجدل، جعلتها تعلن استقالتها عبر صفحتها الشخصية بموقع «فيس بوك»، قائلة: «أعلن أمام الجميع استقالتي من تليفزيون النهار.. بالتوفيق». وفي نهاية فبراير الماضي، قضت محكمة جنح الجيزة، برئاسة المستشار مختار البديوي، بحبس الإعلامية لمدة، 6 أشهر وتغريمها 10 آلاف جنيه؛ لاتهامهما بالسب والقذف، في حق فتاة المول، والحبس سنة لاتهامها بالاعتداء على الحياة الشخصية، وكفالة 15 ألف جنيه، وإحالة الدعوى المدنية للمحكمة المختصة. «هاني المسيري»: وحكمت مواقع التواصل الاجتماعي، في آواخر العام الماضي، على محافظ الإسكندرية السابق، الدكتور هاني المسيري، بالخروج من منصبه، إثر أزمة الأمطار والسيول التي أضربت المدينة، وراح ضحيتها 5 مواطنين. قضت مواقع التواصل الاجتماعي أمرًا كان مفعولًا، ودشن النشطاء هاشتاج باسمه على موقع «تويتر»، مطالبين برحيله من منصبه، بعدما اتضح من الأزمة مدى الإهمال المتفشي في البنية التحتية للمحافظة. «خيري رمضان»: وكانت مواقع التواصل الاجتماعي حاضرة في أزمة تيمور السبكي، أدمن صفحة يوميات زوج مطحون، الذي اتهم بسب نساء الصعيد، بعدما تداول نشطاء موقع فيس بوك، فيديو له، أثناء حلقته في برنامج ممكن للإعلامي خيري رمضان، اتهم فيه السبكي نساء الصعيد بأنهم خائنات لأزواجهن. وهاج الرأي العام، وخرجت مطالبات بمحاكمة السبكي، وإيقاف برنامج «رمضان»، وبالفعل استجابت غرفة صناعة الإعلام، وقررت إيقاف البرنامج لمدة 15 يومًا؛ لحين انتهاء التحقيقات.