بعد 10 أيام على اعتبار مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حزب الله اللبنانى بكل قادته وفصائله والتنظيمات التابعة لها والمنبثقة عنها، منظمة إرهابية، جاء قرار جامعة الدول العربية أمس بتصنيف الحزب أيضُا كمنظمة إرهابية. وجاء قرار وزراء الخارجية العرب باعتبار حزب الله اللبنانى كمنظمة إرهابية، خلال الاجتماع الثاني لمجلس جامعة الدول العربية في دورته الغير العادية، بعد حصوله على دعم أغلبية الأعضاء، فيما رفضته العراقولبنان وتحفظت عليه الجزائر، الأمر نفسه هو ما تم خلال اجتماع وزراء الداخلية العرب في 2 مارس الجاري، حين أيد وزراء الداخلية العرب قرار مجلس التعاون الخليجي باعتبار حزب الله "منظمة إرهابية" باستثناء لبنانوالعراق اللذين تحفظا على القرار. وأخذت دول مجلس التعاون الخليجى هذا القرار بناء على استمرار الأعمال العدائية التي يقوم بها عناصر تلك الميلشيات لتجنيد شباب دول المجلس للقيام بالأعمال الإرهابية، وتهريب الأسلحة والمتفجرات، وإثارة الفتن، والتحريض على الفوضى والعنف في انتهاك صارخ لسيادتها وأمنها واستقرارها وفقًا لما قاله الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبداللطيف الزياني. وقال يسري العزباوي، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن هذا قرار الجامعة العربية بتصنيف حزب الله منظمة إرهابية، يعنى تصعيد مباشر بين المملكة العربية السعودية وإيران. وتابع في تصريح خاص ل "بوابة الوفد"، أن هذا القرار من الممكن أن يثير عددا من المشكلات، على رأسها أنه يعطى الضوء الأخضر لإسرائيل للتدخل في لبنان ومواجهة حزب الله باعتباره منظمة إرهابية. وأضاف العزباوي، أن هذا القرار يؤدى أيضًا لمزيد من السيولة وعدم الاستقرار في لبنان، كما انه سيتم ملاحقة أى نشاط لحزب الله في الداخل العربي خلال الفترة المقبلة، حيث إن مستقبله في المنطقة أصبح على المحك، وسيصاب بمزيد من الضعف وعلى الجانب الآخر ستحاول إيران التدخل بصورة أكبر من أجل دعم حزب الله اللبنانى. وذكر محمود محمود جابر، محلل سياسي، أن تصنيف الجامعة العربية لحزب الله اللبنانى كنمنظمة إرهاربية يعنى مزيد من الاستقطاب داخل الإقليم والمنطقة العربية، موضحًا أن المستفيد الأول من هذا القرار هى إسرائيل. وأشار إلى أن إسرائيل لا تزال تحتل جزءا من الأراضي اللبنانية، وحزب الله يقاومها بشكل أو بآخر وهى تخشاها، وبهذا القرار فإننا نخسر بمحض إرادتنا، ونضيق عليه المساحات في المقاومة. واعتبر جابر، أن هذا القرار يدفع حزب الله للذهاب والإقتراب أكثر إلى أحضان إيران، والبعد عن الوطن والمنطقة العربية، وهو ما لا يصب في مصلحتنا.