«سليمان» و«مصطفى» و«عطاء» بأى ذنب قتلوا بقلم: شادية السيد منذ 1 ساعة 52 دقيقة تحدثنا كثيراً عن خطورة إضراب الأطباء والنتائج التى من الممكن أن تنجم عنه.. ولكن لا الحكومة استجابت لمطالب الأطباء المشروعة من وجهة نظرهم.. ولا الأطباء تراجعوا عن تهديدهم بالإضراب ونفذه العشرات بل المئات منهم وأصيبت عشرات المستشفيات بالشلل التام وخاصة المتواجدة بالمحافظات النائية والتى لا يوجد بديل عنها. وتطالعنا تصريحات المسئولين بوزارة الصحة كل يوم.. بل كل ساعة بأن إضراب الأطباء غير مجدٍ ولم يؤثر على سير العمل وليس له أية نتائج والمستشفيات على ما يرام.. وفى قرارة أنفسنا لم نصدق تصريحاتهم فما أشبه الليلة بالبارحة فالثورة لم تغير شيئاً الحكومة كما كانت فى السابق وتصريحات مسئوليها لم تتغير.. كلها كذب وعنجهية وعدم اعتراف بالواقع ومملوءة بالعناد فى الأطباء بل فى أبناء الشعب المرضى بالملايين واستمر الحال هكذا شهوراً فالأطباء هددوا بالإضراب منذ ما يقرب من أربعة أشهر وحذرواونددوا وتوسلوا بتلبية مطالبهم..ولكن كانت حكومتنا ومسئولونا كالعادة أذن من طين والثانية من عجين والمثل السائد منذ عشرات السنوات طبق فى تلك الأزمة كما كان يطبق في كل أزماتنا هو لا حياة لمن تنادى والقافلة تسير.. حتى وقعت الكارثة وفوجئنا بوفاة «3 أشقاء» رضع فى احدى قرى محافظة الغربية.. فبعد رحلة طويلة مضنية في البحث عن الإنجاب.. وبيع كل ما يملك الأب العامل البسيط والاستدانة من جميع خلق الله.. حملت الأم ووضعت أربعة توائم فرحت بهم كثيراً ولكن للأسف انها فرحة لم تكتمل فولد الأشقاء الأربعة ومرضى ناقصى النمو ولابد من ايداعهم حضانة الأطفال المبتسرين.. وحملهم الأب والأم وأسرعا بهم الى مستشفى كفر الزيات.. توسلاً.. ذرفا الدمع الغزير.. ولكن لم يتم دخولهما ومنع الأطفال من العلاج ودفعوا الى الموت.. وتعالت صرخات الأبوين لماذا؟ ما ذنب هؤلاء.. الإجابة.. الأطباء مضربون عن العمل.. كيف يحدث هذا؟.. هل يموت الأطفال لم يجدوا من يرد علىأسئلتهما وأثناء الجدال والمحاولات توفى طفلان من الأربعة «سليمان» و«عطاء» وبقى الاثنان يعانيان ولكن أين المجيب تدخل المحافظ والمسئولون ولكن بعد فوات الأوان ففى اليوم التالى لفظ الطفل الثالث «مصطفى» أنفاسه الأخيرة وتضاعفت المأساة والآن كالعادة نتساءل بعد فوات الأوان.. من المسئول عن موت هولاء الأبرياء الذين لم يروا النور سوى سويعات قليلة..؟ من الذى أطفأ النور فى عينى أمهم المكلومة؟ من الذى سرق فرحتها بعد طول انتظار؟ كيف تحمل الأطباء وقع هذاالخبر البشع هل سيرتاح ضميرهم بعد اليوم وهم يسمعون دعوات الأم وتوسلها الى الله وقولها «حسبنا الله ونعم الوكيل»؟ أما حكومتنا فلا أعتقد أن أحدا فيها سيشعر بأى ذنب أو بأى تقصير.. أو بأى إهمال فالمؤكد نحن المخطئون لأننا نطالب بحقوقنا فى الحياة فى الهواء فى الماء وسنرى تبادل الاتهامات بين الجميع ولكن ما فائدة كل هذا والسؤال الأخير هو سليمان وعطاء ومصطفى بأي ذنب قتلوا ليتنا نجد إجابة.. ليتنا نفوق ليتنا نشعر ببعضنا ليتنا نخاف على بلدى.. هل هذا ممكن؟! لو فيه سلام فى الأرض وطمأنة وأمن لو كان ما فيش ولا فقر ولا خوف ولا جبن لو يملك الإنسان مصير كل شىء أنا كنت أجيب للدنيا ميت ألف أين.