اتخذت الحكومة البرازيلية الاحتياطات اللازمة لتأمين أولمبياد 2016، من التعرض لخطر فيروس "زيكا"، حيث تتعرض كافة الأبنية لزيارات دورية من قبل مسئولي الصحة البيئية للسيطرة على أي احتمالية لظهور مناطق خصبة لتكاثر البعوض. وسيتم التخلص من الخزانات المتبقية من أعمال البناء، أما تلك التي يصعب التخلص منها سوف يتم معالجتها لتجنب ظهور بؤر لتكاثر البعوض، وسيقوم العاملون المحليون بتحديد وإزالة أي بؤر محتملة لظهور البعوض. وخلال فترة الألعاب الأولمبية، سيتم تزويد كافة ساحات الألعاب على الأقل بمسئول واحد على الأقل معتمد من قبل الصحة البيئية يقوم بمكافحة البعوض في كافة المناطق المحيطة بساحات المسابقات وأماكن التجمعات. وتتكاتف جهود الحكومة البرازيلية مع الشعب تماما للقضاء على فيروس "زيكا" حيث صارت هذه مهمة كل فرد بالبلد، وذلك بتبني التدابير الضرورية لمنع تكاثر البعوض. ويعتبر فيروس "زيكا" غير شائع نسبيًا في مختلف أنحاء العالم، إذ تم التعرف عليه لأول مرة في البرازيل عام 2015، بعد تفشيه في بولينيزيا الفرنسية عام 2014. ويعد هذا الفيروس حالة جديدة فيما يخص الصحة العامة الدولية والمجتمع العلمي العالمي، حيث كان "زيكا" حتى عام 2014، منتشرا بصورة متقطعة ومتفرقة في أفريقيا وآسيا وأوقيانوسيا. وبحسب ما جاء بمنظمة الصحة العالمية فإنه حتى العام الماضي، فضلاً عن البرازيل، هناك 24 دولة وإقليم بالأمريكيتين مصابة بفيروس زيكا. وتم وصف المرض الذي نجم عن هذا الفيروس، من قبل السلطات البرازيلية على أنه مرض وبائي، ولا يوجد دليل علمي حول كيفية انتقال المرض غير لسعة البعوض المصاب. وتظهر على الأشخاص المصابون بالفيروس أعراض الحمي وحكة بالجلد والتهاب الملتحمة وآلام بالعضلات والمفاصل، وفي الغالب تستمر الأعراض من 2 – 7 أيام بعد الإصابة مباشرة. وفي أواخر عام 2015، ولأول مرة استطاعت السلطات البرازيلية التوصل لعلاقة محتملة بين إصابة المرأة الحامل بفيروس "زيكا" خلال فترة الحمل وولادة أطفال مصابون بصغر الرأس، وتمكنت البرازيل، من خلال نظام رعاية صحية عامة عالمي ومتكامل ومجاني، من التعامل على الفور مع الفيروس بمجرد تفشي الوباء، بهدف معرفة الفيروس والصورة التي يظهر بها. وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن أهم التدابير الوقائية اللازم اتخاذها حاليا هي: السيطرة على تكاثر البعوض وتجنب لسعته بالنسبة للأفراد المعرضين للخطر وبخاصة السيدات الحوامل. وقامت الحكومة البرازيلية بشن حملة غير مسبوقة من قوات الجيش بموارد مالية وتكنولوجية وعلمية لمجابهة البعوض الناقل للمرض على المدى القصير والمتوسط والطويل، اشترك فيها ما يقرب من 220 ألف جندي من قوات الجيش. كما ألحقت قوات البحرية والجوية ما يقرب من 300 ألف من الوكالات العامة والمتطوعين في كافة أنحاء البرازيل للقضاء على بؤر البعوض داخل كل منزل بالبرازيل. وتحشد البرازيل كافة جهود المتخصصين في كافة المجالات الطبية في جميع أنحاء العالم للقيام بالأبحاث اللازمة في البلد، كما تنسق الجهود الدولية لمحاربة فيروس زيكا بدءً من تعبئة دول أمريكا اللاتينية ودول الكاريبي وشراكة حكومة الولاياتالمتحدة؛ لإيجاد تطعيم لهذا المرض. وبالنسبة للسائحين والمسافرين الذين يتجهون للمناطق المصابة بفيروس زيكا عليهم اتخاذ نفس الاحتياطات الأساسية التي يتخذونها في أي مكان بالعالم. ولم تفرض منظمة الصحة العالمية ومنظمة السياحة العالمي أي قيود حول السياحة أو التجارة العالمية كنتيجة لهذا الفيروس، إلا أنه هناك نصيحة بإيلاء عناية خاصة بالسيدات الحوامل واستشارة الطبيب المعالج لهن قبل السفر واتخاذ التدابير لتجنب التعرض للبعوض الناقل للمرض مثل الالتزام بغلق الأبواب والنوافذ أو استخدام الأبواب الصادة للبعوض أو شبكات النوافذ وارتداء البنطال والملابس ذات الأكمام الطويلة ودهان الجسد بالكريمات الطاردة للبعوض والتي تلائم المرأة الحامل.