بقلم: م. حسن شعبان منذ 1 ساعة 36 دقيقة صخرة الماسادا أو هضبة الماسادا كما يحلو للبعض أن يطلق عليها التي تقع شمال صحراء النقب تحكي فصول مأساة اليهود التي نحتت في عقل ووجدان كل إسرائيلي، تلك المأساة التي انعكست آثارها علي الشرق الأوسط ودفع ثمنها شهداؤنا الذين سقطوا دفاعاً عن الحرية. ترجع فصول هذه المأساة إلي الفترة الزمنية التي حكمت فيها الإمبراطورية الرومانية الشام وأقامت ولاية علي أنقاض مملكة داود وقد دأب اليهود الذين يقطنون هذه المنطقة علي التمرد علي الحامية الرومانية التي تمثل الإمبراطورية الرومانية وكانت تراودهم أحلام الحرية والاستقلال وما أشبه اليوم بالبارحة حيث تراود أحلام الحرية والاستقلال اخواتنا الفلسطنيين ولكن حلالاً لإسرائيل وحراماً علي الفلسطينيين. وكان أن حاصرت القوات الرومانية الملجأ الأخير الذي لاذ به اليهود المتمردون وهو هضبة الماسادا ولم يكن أمام اليهود إلا أحد خيارين إما الاستسلام والاعدام وأما القتال حتي النصر أو الموت في سبيل الحرية ومن ثم كان قرار القتال حتي الموت وكتبت حروف هذه المأساة بالدم لذا كان دائما وأبداً مبدأ ألا يقع اليهود تحت الحصار حتي لا تكرر مأساة الماسادا. وقد يظن اليهود انهم محاصرون من كل جانب من الشعوب العربية التي تود أن تلقيهم في البحر ولكن لو تخلي اليهود عن نظرية الماسادا وسمحوا لنسيم ربيع الحرية العربي أن يصل إلي القدس وحيفا ويافا وهزيليا وتل أبيب فإن حرية الشعوب كل لا تتجزأ والحرية ليست سلعة حكراً علي شعب دون آخر وكفي استنفاداً لإمكانيات المنطقة في حروب لم ينجم عنها سلام أو أمن لإسرائيل فلماذا لا يحاول الشعب الإسرائيلي ان ينزل عن هضبة الماسادا ويمد يده ولم مره بغصن الزيتون. إن الشعوب العربية في ظل الحرية تأمل أن يصل هذا الظل إلي صخرة الماسادا وليتذكر اليهود أنهم عاشوا لأمد طويل بين جيرانهم لما اضطهد الأوروبيون اليهود في العصور الوسطي كانت الأندلس العربية هي الملجأ والملاذ الأمن ولما طرد العرب منها كان معهم ابناء العمومة حيث إنهم لم يكونوا مرغوباً فيهم واحتضنهم المغرب العربي ليومنا هذا. هذه دعوة للحرية من ميدان التحرير ومن دوار اللؤلؤة ومن صنعاء ومن درعا ومن حمص وبني غازي. ان المليارات التي أنفقها العرب في حروبهم مع إسرائيل كانت كفيلة بشراء مساحة فلسطين أربع مرات ناهيك عن الشهداء الذين سقطوا ومازالوا يسقطون. ان السياسة الاسرائيلية التي تتسم بغرور القوة لمن شأنها اذكاء روح التطرف الديني بالمنطقة والتي سوف توقد نار الحرب مرة أخري. أو ليست هذه هي الحرب الأخيرة التي يأتي بعدها مسيح إسرائيل. إن عودة المسيح هي أمر موجوده بالديانات السماوية الثلاث فمرحباً بالمسيح بلا حروب وليكن ربيع الحرية هو الحافز لشعب إسرائيل لكي تعترف الحكومة الإسرائيلية بالدولة الفلسطينية الوليدة ولتفاجئ إسرائيل العالم وتقدم مبادرة عدم اعتداء لكل شعوب المنطقة لتعطي حق الحرية لشعوب المنطقة بما فيهم شعب إسرائيل فقد آن الآوان أن يتنفس نسيم الحرية ليولد شرق أوسط جديد.