ما الذي يجعل شابًا «حقوقيًا» يكره أمه التى حملته تسعًا وأرضعته حولين وربته وعاشت له سنوات شبابها حتى تخرج في الجامعة وأصبح شابا تفتخر به بين الجميع وتحبه وتضحك لضحكته وتحزن لحزنه، فيخطط عدة سنوات للتخلص منها! لمجرد شعوره بكرهها له وإحساسه المريض بأنها تفضل شقيقه عليه؟! مهما كان جحود الأم لو فرضنا أن «أما» من الممكن أن تكون جاحدة أو كارهة لفلذة كبدها، فالجحود لا يبرر العقوق بأى حال من الأحوال. ولكن هذا ما حدث فعلا، وتضمنته أوراق قضية عرضت على محكمة جنايات دمياط، حتى القاضى الذى سمع اعترافات يشيب لها الولدان امتعض من عمر الشاب وهو ماثل فى قفص الاتهام وهو يقول بدم بارد نعم قتلتها، ذبحتها بالسكين عندما طلبت منها فلوس وصرخت فى وجهى، فى حين تغدق على شقيقي الأصغر منى؟! قال القاضى: لا يوجد عندى اشد من الاعدام وحلال عليك! وبالفعل قرر القاضى إحالة اوراق الشاب الجامعى ودارس القانون لفضيلة المفتى وحدد جلسة 24 ابريل القادم للنطق بالحكم بعد وصول تصديق المفتى على اعدام الابن العاق والقاتل بدم بارد وسخف فى المشاعر وبلادة فى الاحاسيس وقال القاضى لا يوجد أمامي أقسي من ذلك لأقدمه لك جزاء ما اقترفته يداك الآثمتان. وكان المتهم الآثم قلبه والمغلق عقله والجاحد فى مشاعره قد روي تفاصيل جريمته قائلا: كنت أخطط لقتلها منذ 6 سنوات، وخططت كذلك لقتل شقيقي، كانت تحبه وتكرهني، وتستجيب لطلباته جميعها ولا تعير طلباتى أذنا، كانت امرأة ظالمة فاستحقت القتل وأنا غير نادم على قتلها حتى بعد أن نظرت فى عينى مندهشة والدم يتدفق من جسدها، وكأنها تقول قتلتنى يا ابنى؟ كنت اريد ان اقول لها وقتها ايوه قتلتك يا أمى لانك لم تعدلى فى حبك لابنيك وقال أيضا: يوم الحادث طلبت منها مبلغا ماليا، فإذا بها تصرخ فى وجهى غاضبة وحانقة وكأنى طلبت المستحيل، فانفجرت في وجهى كالبركا، طلبت منها ان تسكت ولا تسمع بنا الناس ولكنها واصلت الصراخ والغضب واللوم وعايرتنى باننى لا أعمل. وقتها شعرت بأن ما خططت له قد حان موعد تنفيذه بالفعل، كنت على يقين بفعلتى وما بيَّت له من نية وعمد، أحضرت السكين بسرعة غريبة وكأن عمرها ينادينى بالإجهاز عليه، أظهرت لها السكين حتي تسكت وتخاف ولكنها أبدا لم تسكت ولم تخف منى، وهذا ما أثارنى اكثر وفى لحظه تحولت أمى الى قتيلة والدم يتدفق منها بغزارة بشعة. مدير أمن دمياط قد تلقى بلاغا بمقتل الأم بمنطقة الأعصر بدمياط، وكشفت التحقيقات قيام فلذة كبدها بذبحها بحجة ما يعتقده من انها تفضل شقيقه عليه وألقت القبض عليه واعترف بأنه كان يختبئ لدي صديقه فى المنزلة كما تبين أن المتهم العاق يتعاطى المخدرات وعاطل عن العمل وهذا ما جعل والدته تقسو عليه على أمل إصلاحه وتعاملت معه بغلظة حتى يرتدع عن الطريق الخاطئ ويبتعد عن رفقاء السوء ولأنه كان يطلب مالا لا تستطيع تدبيره، قتلها بدم بارد وبلا رحمة. الجحود لا يبرر العقوق وليس سببا للقتل ولا توجد ام تفرق فى معاملتها مع ابنائها حتي إذا كان هناك سبب يجعلها تقسو بحنان وتعنف برحمة ولكن الأبناء لا يفهمون ذلك وقد يفهمون ولكن بعد فوات الأوان للأسف. هذا حادث وهو فى نفس اللحظة درس لكل الأبناء لعلهم يدركون كم تحبهم أمهاتهم وكم يخاف عليهم الآباء.